تلعب السلطة الرابعة بما تتميز به من مؤهلات وامتيازات تمنحها الحق بالشرعية الاخلاقية والقانونية الرسمية في متابعة ورصد ونشر كل ظواهر المجتمع العامة عبر وسائلها الاعلامية .وبكل مؤسساتها وقنواتها الرسمية والغير رسمية حيث تعبئة الرأي العام العالمي بالأخبار والمعلومات التي من خلالها تتعبأ المجتمعات بالمعلومات والأفكار والتي يتبعها اتخاذ القرار، ومن ثم التنفيذ. باعلى منظومة معلوماتية واخبارية يطلق علي وسائل الإعلام بما فيها المقروء والمرئي و المسموع من صحف ومجلات, ونشرات إعلامية, وتلفاز, و مذياع, بجانب المواقع الإلكترونية. تعمل كل هذه الوسائل علي إثراء وجدان وعقول الجمهوروالرأي العام المتلقي، مما يزيد من مدى ثقافته وتأهيله وإدراكه وبالتالي تفاعله مع المجتمع الذي من حوله. ونظرا للأهمية التي تضطلع بها هذه الوسائل فقد اهتم بها الجميع من كبار وصغار، وصار كل فرد منهم يفرد لها مساحة من الزمن لمتابعتها وخاصة البرامج التي تتوافق مع رغبة كل فرد. دينيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا وافتصاديا وعلى كل جوانب الحياة المتعددة الاخرى
حينما يستفيد الفرد مما يقدم له في تلك الوسائل، فإنه يصبح مواطنا صالحا, يحترم كل من حوله، وبالتالي ينصلح حال المجتمع عبر ربط هذا المجتمع بما تناقشه من قضايا اقتصادية واجتماعية، ومن ثم يعمل علي ربط المجتمع بقيادته. وبالتالي تعتبر وسائل الإعلام صوتا لمن لا صوت له "صوت الشعب" فهي تمثل رأي الشعب, والرأي العام الذي هو بالنتيجة النهاية مصدر لكل السلطات في مجتمعات العالم
لذالك يحرص مثقفو العالم من علماء ومفكرين على متابعة بث أو نشر كل ما يمكن استفادة البشرية منه, من بحوث وتجارب واختراعات واكتشافات, وكما يمكن تبادل وجهات النظر و الأفكار لما يثري عقول المتلقي، مما يدفع بالرأي العام للأمام، وبالتالي تزداد حجم المعرفة لدي المشاهدين مما يدعم حجم المعرفة و الثقافة المجتمعية لتنشاة جيل مثقف وواعي على اساس المواطنة الصالحة واحترام الانظمة والقوانين
ولاهمية هذه السلطة الاعلامية في العالم شرعت مختلف دول العالم وخصوصا الدول الراعية للديمقراطية القوانين الكفيلة والازمة لحماية هذه السلطة الاعلامية ودورها الريادي في المجتمع .
لكن في سابقة خطيرة تضاف الى قائمة الدول التي تعيش في اجواء القهر والاستحواذية والعبودية وفي ظل الأجواء الديمقراطية للعراق الجديد المشحونة سياسيا بالخطابات التحريضية والتحذيرية والهجمات بشتى انواع الاسلحة البرية والجوية وبأسناد فرق الدفاع والمليشيات والتشكيلات الامنية المصحوبة بغازات المسيل للدموع العشوائية والمفرقعات الصوتية والرصاصات الحية والمطاطية ارضا وبحرا وجوا تتعرض المؤسسة الأعلامية في العراق الى انتهاكات خطيرة تعرضت لها على طيلة الحقبات المتواصلة للانظمة المتلاحقة بعد انهيار النظام السابق ونشوء النظام الديمقراطي الجديد الفيلم الهوليودي الاميركي المثير للسخرية بنصه الكوميدي الاكشن وحلقاته الدرامية الارهابية المشحونة بالمشاهد الطائفية والعنصرية والارهابية بوقائع البصمة السحرية في عراق تذبح فيه الديمقراطية وتعلو فيه اصوات القتل والمذهبية
عانت المؤسسة الاعلامية في العراق بقنواتها ومؤسساتها المستقلة اسوا وابشع معاملة من قبل الانظمة والحكومات المتعاقبة من اعمال تنكيل وترهيب وضرب واغلاق قنوات ومصادرة اجهزة ومواد حيث التمييز بين الاعلاميين حسب موسساتهم واتجاهاتهم وقد نالت المؤسسة الاعلامية الرسمية للسلطة وسام البطولة كونها كانت تمجد للسلطة حسب موقع ارتباطها الحكومي فكانت البوق الرسمي المدلل للسلطة كونها كانت تمثل ايديولوجية السلطة وسياسة توجهاتها بالاضافة الى القنوات والمؤسسات الاعلامية الاخرى المتناغمة مع السلطة بحكم انتماءاتها ومرجعياتها السياسية في السلطة
لقد ساهمت السلطة وكرست ثقافة خطيرة في التمييز العنصري العراقي. حتى في وسائل الاعلام واستخدمت اساليب البطش والترهيب ضد الكثير من القنوات والمؤسسات الاعلامية الاخرى بدوافع عنصرية وسياسية وجعلت من هذه المؤسسات الاعلامية معاقة اعلاميا في غياب سلطة القانون والتشريعات والصلاحيات التي بشانها ممارسة دور المهنة بشكل فعال ومهني بل جعلتها عرضة لمحاولات الابتزاز والضرب والقتل والتصفية في غياب قوانين الحماية لهم .
واعرض الان الحادثة التي تعرض لها الأخوة الزملاء حسب رواية الاستاذ رياض القيم أحد الذين طالتهم بطش وبلطجة سياسة السلطة العنصرية في ادارة الاحداث .. في مؤتمر نقل الصلاحيات في النجف الاشرف والتي على اثر الحادث والسلوك الخاطئ الذي تعاملت معه القوات الامنية بحق الوفود الاعلامية تمت استقالة مدير اتصالات واعلام محافظة النجف. وصدر بيان استنكار من المرصد العراقي للحريات الصحفية) وجاء الحدث بالرواية كالتالي:
بدعوة رسمية لحضور وتغطية موتمر نقل الصلاحيات الى المحافظات وبحضور الدكتور العبادي ومحافظي وروساء مجالس المحافظات غير المنتمية الى اقليم حدث ما يلي.
1/ حضور اكثر من 150 صحفي وموسسة اعلامية عراقية وعربية ودولية
اغلبهم من خارج محافظة النجف ابتداءا من محافظة كركوك انتهاءا بمحافظة البصرة واغلب الموجودين صيام في هذا الشهر الفضيل.
2 / تم ابعادنا من قبل القوات الامنية من داخل بناية قصر الثقافة والفنون الى الساحة الخارجية للمبنى في هذا الجو اللاهب.
3 / السماح فقط لقناة العراقية بالدخول علنا. واستبعاد الاخرين شأت ام أبيت.
4 / الطريقة المذلة في توزيع طعام الافطار للوفود الاعلامية والمرافقة للمحافظين. فقط اقول لو ذهبنا الى امراة ارملة لفعلت مايشرف الحاضرين والمحافظة برمتها .
5 / بقائنا في العراء بانتظار الموتمر من الساعة السابعة الى الساعة العاشرة والنصف مساءا. دون قطرة ماء في منطقة بعيدة عن الاحياء والمحلات.
6 / تجمهر كل الصحفيين امام البوابة الرئيسية بانتظار خروج المجتمعين ورئيس وزراءهم.
7 / فوجئنا بانطلاق السيارات من البوابة الخلفية دون معرفة ماجرى من مشاورات او الخروج بنتائج الموتمر.
8 / اعتذار المسئولين النجفيين بان الموتمر ليس بادارتهم وانما بادارة المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء . لايسقط عنهم الملامة ابدا.
9 / المعاملة السيئة والمهينة في التفتيش طالت السادة المحافظين والرتب العسكرية والمستشارين المرافقين لهم ايضا.
10 / اذا لم يكن المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء قادرا على احترام الناس. فليتنحى وليترك المحافطات تدبر لهم الامر.
شكر وتقدير للزملاء الصحفيين والاعلاميين والمستشارين والوفود الاعلامية المرافقة للمحافظين على التصرف اللائق والمناسب اتجاه المكتب الاعلامي.
|