بيرغ الناصرية يعلوا فوق الفلوجة

 

الناصرية ...الشجرة الخبيثة العصية على كل قدم همجية ومدينة المليون عريف النازفة دوما بدماء أبنائها السخية حتى العظم بأرواحهم.مدينة الطرب والحب والنواح والابوذيه مدينة الحرية والسياسة والصخب حاضنة الفرات وجديلة الجنوب الذهبية .الواهبة بلا حدود المضحية بلا عدد تزدان شوارعها بيافطات الحزن اللامنتهية العازفة بسكون لياليها قيثارة نواح الأمهات وعويل الوالدات وانين الثكالى.واليوم وقد تحررت الفلوجه والتي قدمت الناصرية على ترابها خيرة أبنائها وفلذات أكبادها وكانت لها نصيب الأسد في تقديم قرابين للعراق من اجل إن ينعم كل ابنائة بالحرية والأمن والمساواة .وتتطرز سماء المدينة وفي كل يوم تقريبا بكوكبا من شهيد أو جريح ...فيهب أبنائها متلاحمين للقيام بما يلزم إكراما لهم .

في الناصرية أختفت مظاهر رمضان في الكثير من أزقة وشوارع مناطقها الشعبية ، والتي تشتهر بالألفة وروح المشاركة في المناسبات، وهو ما يشرح الحزن الذي يخيم على معظمها؛ بسبب كثرة الشهداء الذين تفد جثثهم من معركة الفلوجة. فأن الآلاف من أبناء الناصرية الذين هبوا لنداء الوطن في القوات العراقية والحشد الشعبي. بسطاء طيبون لا همَّ لبعضهم سوى أن يوفروا مصدر دخل لعوائلهم وهو ما دعاهم إلى التطوع في الجيش، وآخرون لبوا نداء المرجعية، فتطوعوا للدفاع عن الوطن ومقاتلة داعش، في أي مكان بالعراق.ولكن حصة الناصرية من شهداء تحرير الفلوجه كان لها حصة الاسد. ، وهو ما جعلها تنسى ابتهاجها بالشهر الفضيل، بل صارت مأدبها استذكاراً لأصدقائنا وأقاربنا الذين استشهدوا في الفلوجة وافتقدناهم فأن من يضحون بأرواحهم دائماً هم أبناء عوام الناس الذين لا منافع لهم سوى حب الوطن ، فيما أبناء الاخرون ينعمون بالحياة كيف يشاءون.فلا أحد يزايدأحدا على حجم تضحياتنا ودماء شهدائنا فلنا الكاس المعلى وقصب السبق ,وأن ابنائنا كما هم ابناء العراق هم من حرروها.فلايتصدر احدا مشاهد الاعلام او التصريحات الجوفاء ..فبيرغ الناصرية يعلو اولا فوق صرح البطولة والشهادة .

صبرا بني ذي قار .. فلكم من الأجر والثواب ولكم من حسن العاقبة مما يسجل بأحرف من ذهب على سفر التاريخ العراقي المشرق الذي لوثة إذناب وإذناب. فدمكّمّ وعلى مر العصور كان الأغزر وجثمانيكم كانت الأكثر.. بكت عليكم الدنيا ولم يبكوكم البعض الذين تاجروا بدمكم.. ويتاجرون بموتاكم.. وسيحشر ابنائكم شهداء الارض والوطن مع النبيين والصديقين عند مليك مقتدر ,وسيكتب التاريخ عنا وعنهم وستبقى الناصرية الشجرة الخبيثة رمزا لكل مقاوم ووبال على كل متكبر جبار .