عيوب التحليل السياسي

لدينا مشكلة ضعف التحليل السياسي ، نحن نتكلم كثيرا في السياسة ، لكن قلما نصل الى مستوى من التحليل يقرأ الواقع و ينتج المعرفة ، بعض أسباب هذا العيب يرجع الىغياب إدراك معنى التحليل وطبيعة ما يطرح من تحليلات والإنحياز للذات على حساب الموضوعية ، ويمكن حصر بعض العيوب الى :

- تحليل أيديولوجي وإسقاط لاشعوري :

يقوم المحلل بإسقاط أيديولوجي بمختلف توجهاته : القومية أو الاسلامية أو اليسارية المستقلة .عملية الإسقاط هنا واعية مقصودة لرؤية مسبقة للأحداث والناس وقولبة الواقع مثلما يريد ذهنه وأمنياته وليس كما هو عليه الواقع في حقيقته ، وقد يقع المحلل حتى المستقل سياسيا البعيد عن الأيديولوجيا في مشكلة الإسقاط اللاشعوري غير الواعي على الواقع وبالتالي لايرى منه غير الذي يتلون بألوان اللاشعور والنتيجة يخرج بتحليل مشوه خاطيء .

- محلل يلخص الأخبار :

هؤلاء هم الأغلبية يقومون بجمع وتلخيص الأخبار المعروفة ولايضيفون جديدا ويقدمونها على أساس انها تحليل سياسي ، بينما هي عبارة عن تقرير سريع .

- محلل يشرح الأفكار :

محلل يشرح المفاهيم السياسية مثل : الديمقراطية والحرية والفيدرالية والدولة ونظم الحكم وغيرها من مصطلحات القاموس السياسي ، ويقدم هذه الشروحات بوصفها تحليلا سياسيا ، وهذا خطأ ، فهي خالية من الجهد النقدي التحليلي ، وفي عصر الانترنت حيث المعلومات متاحة والقواميس متوفرة مجانا .. لم يعد لهذا النوع من النشاط ضرورة .

- محلل يقدم كلاما جاهزا إنشائيا :

محلل يقدم تعليقات على الأحداث بكلمات وجمل جاهزة إنشائية من وحي الإنطباعات والإنفعالات المزاجية ... وهذا النوع يوجد منه الكثير ، وهو لايقدم شيئا مفيدا للمتلقي .

من هو المحلل السياسي الجيد ؟

المحلل الجيد هو الذي يتناول الواقع كما هو على حقيقته من أكثر من جانب بأدوات تحليلية مثل: علوم النفس والإجتماع والإقتصاد والسياسة ويحلل وينتج معرفة جديدة ، ويؤدي وظيفة تثقيفية ، وتجدر ان الإمساك بكافة تفاصيل الواقع عملية مستحيلة على الجهد الفردي ، وهي تتطلب جهد مؤسسات جماعي ، لكن حتى في عمل المؤسسات تظل النتائج نسبية.