الأفعى التي لم تستطع قتلها أقتل خيالها

 

هذا المثل يعرفه العراقيون جميعاً ،وقد وجدت دلالاته تنطبق على بعض شؤوننا وأشجاننا . ومنها الإدعاء بمحاربة الفساد ، وبدءاً لا مهمة عاجلة تفيد العراقيين أكثر من مهمة محاربة الفساد ، فلولا الفساد لما سقطت أجزاء من العراق بيد داعش ، ولولا الفساد لما أصبحت الخزينة العراقية خاوية تستجدي المعونات والقروض وأمور كثيرة حاضنتها الفساد عوقت البلد فلا زراعة ولا صناعة ولا كهرباء ولا تعليم بالمستوى المطلوب والمفروض  .

 

 الفساد أم الكبائر وأم الصغائر أيضاً . والسيد رئيس الحكومة يصر على محاربة الفساد ولكنه فيما يبدو ينظر إلى الأمر بعين واحدة فلا هو أعمى فنعذره ولا هو مفتح العينين فنشكره . الفاسدون الكبار ( رؤوس الفساد ) تسرح وتمرح وتشتري العقارات في دول العالم دون حسيب ولا رقيب ؛ فاسدون نبعوا كالفطر أضحوا من أصحاب الثروات المليونية ، وفي داخل البلد إمارات صغيرة لفاسدين لم يكونوا يوماً في العير ولا في النفير .. كل هؤلاء لا يشملهم قانون مكافحة الفساد لأنهم مسنودون من أحزاب وكتل وميليشيات وما أشبه .!! ولكن من الذي يشمله قانون مكافحة الفساد .. إنه الموظف الذي اختلس الملاليم وغير المسنود من جهة .. قد يكون مواطناً بريئأً ألصقت به تهمة فساد إنهم بالتعبير البسيط الفاسدون الذين لو جمعت أرقام مختلساتهم لما ساوت مرتبات هوشيار زيباري ، أو امتيازات إبراهيم الجعفري و و و . السيد العبادي لا يستطيع مواجهة حيتان الفساد لأنها ستبتلعه ولكنه ذاهب إلى العقارب الصغيرة القدرة للأحذية أن تسحقها ، ويُسدل الستار على بحر الفساد الذي تنعم بخيراته الدول الكبيرة التي باتت تنعم بخيرات العراقيين التي حُرمت على أبنائها وأُحلت للأعداء وغيرهم .

 

 ورحم الله من قرأ  ولعن أهل الفساد كافة  !!