عبد الوهاب الساعدي..ابن (الثورة) البار

أسماه البعض (صياد الذئاب).. نسبة الى حجم (الذئاب البشرية) التي اصطادها في معارك تحرير صلاح الدين، والأنبار، وخاصة عملية تحرير الفلوجة. ولقبه البعض الآخر بالأسد الضرغام.. وهذه التسمية لا تحتاج لتعريف، فهو أسد ضرغام، لا يختلف على شجاعته اثنان، حتى لو كان احدهما ظافر العاني..!!


ولقّبه البعض الثالث بـ(الجرَّاح الماهر)، نسبة الى نجاحه الفذ في (إجراء) عمليتي تحرير معقدتين، وأقصد بهما تحرير تكريت وتحرير الفلوجة.. فهاتان العمليتان تعتبران من اخطر العمليات التحريرية في العصر الحديث.. خاصة وأن الكثير من الإعلاميين، والمحللين، والخبراء، كانوا يعتقدون ان تحرير هاتين المدينتين سيكلف المدنيين الأبرياء ضحايا كثيرة، لكن القائد (الجرّاح) الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي نجح في إجرائهما بمهارة ودقة (ونظافة) جعلت الكثير من المتابعين والمهتمين ان يعترفوا بذلك، ويضربوا له (سلام معظم) وثمة من أسماه (عبد الكريم الثاني)، نسبة الى القائد الخالد عبد الكريم قاسم، وقد جاءت هذه التسمية على ضوء المشتركات التي تجمع بين القائدين.. ومن بينها التواضع، والبساطة، والطيبة، وحب الناس، والانتماء الى الطبقة الكادحة، والامانة، والنزاهة، والشجاعة الفذة.. والوطنية الطاهرة، لكن الشهيد عبد الكريم كان يمتاز عن جميع القادة بأنه عفى عن من كان لا يستحق عفوه!!


ومن التسميات التي نالها القائد الساعدي اسم (رومل الجديد) -نسبة للقائد الألماني الشهير روميل- وقد نالت هذه التسمية التي أطلقتها عليه مجلة أمريكية معروفة انتشاراً واسعاً على مواقع الإتصال الاجتماعي. وربما يكون هناك عدد غير قليل من العسكريين والإعلاميين قد اطلق على الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي صفات وألقاباً كثيرة اخرى، لم أطلع عليها.. لكني أفخر بأنّي سأطلق عليه تسمية سيحبها كثيراً.. وهي حق واستحقاق له.. وأقصد بذلك تسمية (ابن الثورة البار).. نعم فالفريق الركن عبد الوهاب الساعدي هو ابن مدينة الثورة البار.. ابن ناسها المتعبين.. وشوارعها المعطرة بتراب السنين الصعبة.. ابن قصائد كاظم اسماعيل الكاطع.. وجمعة الحلفي وكريم العراقي وجواد الحمراني، وحسن المرواني وخزعل الماجدي وكاظم حسوني.. ابن أغنيات عبادي، والمنكوب، وحسين سعيدة. وابن سوق مريدي وسوق جمالة وسوق عريبة.. وابن ثانوية قتيبة وإعدادية المصطفى، وثانوية بور سعيد، وإعدادية الثورة .. ابن ملعب اتحاد حبيب، وملعب اتحاد فيوري وملعب نسور الساحة، وملعب ابو الوليد.. ابن قطاعات الفقر والجوع والنضال والكدح الشريف الممتدة من رقم واحد الى آخر أرقام الإهمال والتهميش الحقيقي وليس (التهميش الإعلامي المزيف)! والساعدي هو ابن واخ وصديق لبشار رشيد وخيون حسون الدراجي وعلي رشم وخالد حمادي وغائب حوشي وصبري سعيدة وحسن حنيص وعبد الأمير سعيد، والمبركع، وآلاف الشهداء الأبرار .. هو ابن السواعد وابن البودراج وكعب والفريجات وبني لام والبيضان والبو عبود والشويلات والعمشان والمكاصيص ..وهو ابن الحي، وابن الأولى والداخل والجوادر والكيارة والشركة وحي طارق.. وهو ابن المساطر المفخخة بالدم والانتظار الممل منذ شروق الشمس حتى غيابها.. نعم إنه ابن هذه المدينة التي تنتهي الدنيا ولا تنتهي .. لأني أظن أن مدينة هي أحلى من الشعر، وأرقى من الموسيقى، وأقوى من الحجر، وأرق من ماء السلسبيل.. مدينة أحن وأعذب من نعي الأمهات لن تنتهي قط وهل هناك تسمية سيفرح بها الساعدي أكثر من (ابن الثورة البار)؟


أو أن لقباً أشرف، وأعظم من لقب (ابن الثورة البار)؟


فمرحى للمدينة التي أنجبت وأبدعت هذا القائد الكبير.. ومرحى لقائد تربى في مدينة كان قد ابتدعها الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم..