وأخيراًً رحل البطل الأسطورة |
عن (74) سنة رحل كاسيوس كلاي.. البطل الزنجي الامريكي الذي اعلن اسلامه على يد الداعية (اليجا محمد) وليصبح اسمه (محمد علي).. بطلاً لا كالابطال ورجلاً لا كالرجال.. مبدئياً واخلاقياً وانسانياً.. دخل (56) مباراة للملاكمة في الوزن الثقيل ففاز بـ (37) منها بالضربة القاضية.. لم يكن سر قوته في قبضته الفولاذية فحسب انما في قوة مبادئه الروحية والاخلاقية ايضاً.. وعندما ارادو تجنيده ليساهم في حرب فيتنام.. رفض بكل جرأة الامر.. وقال: هذه حرب لا اخلاقية تشنها امريكا على شعب ليس له اي ضرر علينا.. ومن جراء هذا الموقف البطولي.. عانى الكثير السجن والتشويه والاساءات البالغة لكن لم يهن ولم ينثن.. باقيا على مبادئه.. وعندما دخل الاسلام.. وجد في فضائه وتسامحه وسماحته ضالته المنشودة .. ثم انغمس في طقوسه في اخلاص عميق مصلياً صائماً مزكياً.. نائيا بنفسه عن كل الموبقات بحكم دينه الجديد فاز محمد علي ثلاث مرات بالبطولة العالمية في الملاكمة للوزن الثقيل.. وفي منتصف الستينات من القرن العشرين زار محمد علي مصر بدعوة خاصة من الرئيس العربي الكبير جمال عبد الناصر.. فزار الازهر ومسجد سيدنا الحسين (ع) والسيدة زينب وقلقة صلاح الدين الايوبي محرر القدس علاوة على الاهرام .. وعندما كان يتجول في صحراء الاهرام لفت نظره صخرة ملساء بيضاء اشبه ما تكون بـ (دكة) فتوقف عندها فجأة وظل يتأمل فيها.. فلفت موقفه هذا.. نظر من رافقونه من كبار موظفي وزارة السياحة والاثار وفي مقدمتهم وزير السياحة يومئذ (عدلي ماهر) .. فسألوه عن السبب فقال لهم: اتمنى لو استطيع نقل هذه الصخرة الى امريكا ليخطب عليها (اليجا محمد) ايام الجمعة.. وسجل المصاحبون له هذا الطلب.. وبدون علمه.. اجريت الاتصالات لتلبية طلبه مع اعلى مستويات البلد السياسية.. وبعد جولة طويلة بين الاهرام لاكثر من ساعتين عاد محمد علي ومرافقوه الى نفس مكان الصخرة الا انه لم يجدها.. فسأل عنها فأجيب: ان الرئيس.. امر بشحنها على عنوانه في امريكا.. متجاوزا كل الاجراءات اللاتينية بهذا الشأن. وفي عام 1990 زار البطل محمد علي العراق لمطالبة حكومته يومئذ باطلاق سراح بعض الامريكان الذين احتجزوا هنا.. وذلك بعد دخول العراق الى الكويت كصورة من صور الرد على الحصار.. فتم له ما اراد. كان محمد علي بطلاً ذا (كاريزما) طاغية ساحرة ومؤثرة جداً.. فكان مدافعاً فذاً عن الاسلام ومحاميا لامعاً عن حقوق المهمشين والسود في امريكا.. كما كان نصيراً عظيماً لقضية فلسطين.. وقبل اكثر من (30) سنة اصيب بمرض (باركتسون) لكنه قاومه ببسالة وبنفس راضية مرضية.. رحم الله هذا البطل الاسطورة وعلى الرغم من ان اراء محمد علي كانت موضع ارق وعدم ارتياح السلطات الامريكية العليا الا ان هذا لم يمنع الحكومة الامريكية من ان يمنحه الرئيس جورج بوش الميدالية الذهبية الامريكية الاولى عام 2005. ومنذ ان بدأ ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الامريكية القادمة عن الحزب الجمهوري حملته على الاسلام والمسلمين.. تصدى له محمد علي وفند اراءه بجج علمية قائلاً لترامب وجماعته: ان الاسلام فوبيا لا يوجد الا في ذواتكم المريضة… فالاسلام دين سلام ومحبة ولا علاقة للدواعش البتة بالاسلام. |