ممثلو الامين العام

 

لم يكن السيد بان كي مون القادم اميناً عاماً للأمم المتحدة ليعتقد انه سوف يأتي عليه يوم لا يستطيع خلاله الخلود الى الراحة، طالما هو معني بمنــــطقة اسمها الشرق الاوسط، او الوطـــــن العربي، لمن لا يقبل بالتسمية الاولى، يهد مضجعه ويجعله يدور على نفسه دوراناً مخيفاً يختل معه توزانه فيسقط على ارض الامـــانة العامة مغشياً عليه.

كم ارسل من المبعوثين، ممثلين عنه الى اقطارنا العربية، في محاولات لرأب الصدع بين الاطراف المتنازعة، وتمكين شرعة الامم المتحدة من ان تحقق واجباتها التي نصت عليها بنود تأسيس المنظمة، فله في سوريا مبعوث يحاول ان يجمع المتخاصمين على طاولة واحدة منذ سنتين دون ان يفلح في ذلك، وله في ليبيا مبعوث يحاول الامر ذاته مع الفصائل المتخاصمة دون تحقيق شيء يذكر، وله في اليمن وفي العراق مبعوثان يقومان بالامر ذاته، ولكل مبعوث من هؤلاء المبعوثين فرقة جوالة من وكيل ومديرين وموظفي اغاثة وسكرتاريات ومصارف نقل واقامة ووجبات طعام، لا أدري هل تصرفها ميزانية الامم المتحدة، ام تدفعها البلدان التي بعثوا اليها، وفي ظني ان السيد كي مون الكوري الغريب عن العالم العربي يتمنى لو ان مبعوثيه يواصلون الجري وراء السراب، طالما ان العرب هذا ديـــــنهم، فهم كثيرو التخاصم فيما بينهم، فكل فئة منهم تحكمها قناعات واتجاهات واجندات ودولة داعمة تختلف عن غيرها، ولا يتحــــقق لهم الاصطـــفاف سوياً من اجل الارض والانسان، لان مطلب الزعامة والتفرد بالسلطة شأن عربي صرف، فكل فصيل يريد ان يتسيد على المكان والبشر غير آبه بالناس والشعوب وأمانيهم في العيش برخاء وأمان وطمأنينة. فيا حضرات الممثلين العامين لحضرة الامين العام للامم المتحدة، سوف لن تستطيعوا ان تحققوا شيئاً على ارض الواقع، ولقد خبرتم وعرفتم الامور ومجرياتها، وسعيتم بكل ما تستطيعون ان تفعلوا ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي سفن السيد الامين العام وسكرتارياته ودوائره بكل ما يحيط بها من غث وسمين، وحاولوا وحاولوا عسى ان تنفع محاولاتكم في لم الشمل وفي عودة المهاجرين والنازحين الذين هربوا من اصوات القنابل والصواريخ والمدافع التي لا تسمع الا في وطننا العربي الذي ابتلي بنفر ضال لا دين له ولا قيم ولا اخلاق، وسوف يأتي يوم قريب يقوم فيه حمله رايات الوطن بكل شموخها بطرد هؤلاء المرتزقة والخونة، ولكي ينام السيد كي موت انذاك قرير العين، كما ينام الاطفال على اســـرتهم وهم يحلمون بغد افضل.