لاأريد الإدعاء بإمتلاك أجوبة جاهزة لمشاكل العراق .. لكني أطرح بعض الأفكار البسيطة حسب قناعاتي الشخصية .. والسؤال الهام جدا الذي يبرز كل لحظة هو .. لماذا لاينجب المجتمع العراقي ساسة شرفاء يخدمون وطنهم بإخلاص ويدافعون عن مصالحه ؟
والجواب برأيي هو .. بما ان الفرد هو نتاج المجتمع حيث تؤسس العائلة والمجتمع الكبير شخصية الطفل ويُكتب في (( لاشعوره )) الخطوط العامة لفكره وعاطفته وسلوكه .. فإن المشكلة أولا في البناء الغلط الذي يتربى عليه عموم أبناء المجتمع العراقي والعربي والشرقي .
اذ يتم تربية الفرد على الحرام والحلال هذا بالنسبة للعائلة المتدينة .. وعلى العيب والخجل لغير المتدينة .. لاحظ ان مجمل التربية تهتم بالعالم الخارجي وتهمل الجانب الداخلي للإنسان .. فالمتدين يخاف عذاب الله الذي يراقبه .. وغير المتدين يخاف من كلام الناس .
وهنا المصيبة .. فبإمكان المتدين ان يتمرد على الدين ولم يعد يخاف الحرام ويرتكب أبشع الجرائم ... وكذلك بإمكان غير المتدين التمرد على المجتمع ولايهتم لكلامه ويصبح محتالا ونصابا ومجرما .
الخلل في التربية انها لاتربي الفرد على إحترام الذات .. فلا يوجد ثقافة إحترام الذات في المجتمع العراقي ، وانما الموجود هو إحترام السلطة والقوة والمال والوجاهة والسمعة ... بينما لو أنتج المجتمع ساسة يحترمون أنفسهم من الداخل سوف يختارون لها أفضل التفكير والسلوك المستقيم .
وانما تم برمجته داخليا نفسيا وعقليا على الإنسجام مع الذات في نقائها ونبلها وسموها ... وقوتها في تجاوز مغريات الحياة والعلو عليها حيث تجده مؤمنا حقيقيا بالقيم الأخلاقية ويختار دائما بشكل تلقائي السلوك النقي النظيف .
إعطني إنسانا يحترم نفسه .. سأعطيك سياسيا شريفاً. |