كلمة حق بعين الحياد |
لقد تميز عام 2003 عند العراقيين بطعم خاص خليط بين الحلاوة والمرارة، إذ عَدّ المواطن العراقي نفسه بعد هذا العام في فترة نقاهة -وهو فعلا كذلك- فبعد أربعة عقود عاشها تحت نير حكومة مارست بحقه كل صنوف القمع والاضطهاد والتغييب في السجون والتهجير القسري، ناهيك عن الحروب وسني القحط والحصار، كان بحسبان العراقي ان الآتي من السنين سينسيه ماعاناه، وظن ان شعلة البعث التي أحرقته نارها حقبة، قد استبدلت بشعلة الحرية والإنفتاح وسيستنير بنورها، وينعم بخيرات عراقه، ويتنفس الصعداء في ظل مسؤولين صعدوا سدة الحكم بإشارة من إصبعه المعمد باللون البنفسجي. لكن فترة النقاهة تلك طال أمدها، واستبدلت صنوف القمع والقتل القديمة بأصناف جديدة ودخيلة عليه مقنعة بستارات مستحدثة، تتفيأ تحت أفياء جهوية وإقليمية وسياسية وطائفية أشد قسوة وأكثر بشاعة من سابقتها، فانطبق عليه مثلنا الشعبي: ( يخلص من الطاوة تتلگاه النار). وبتكرار هذه الاحباطات انحسر أفق الأمل أمام عموم المواطنين، وتبدل الشعور عند الكثير منهم تجاه سنة 2003 الى كابوس تجربة مريرة، تمنوا انهم لم يعيشوها، وماذاك إلا بسبب التفات أغلب ساسة البلد ورعاته الى مصالحهم الذاتية مهمشين مصلحة البلد ومصلحة المواطن، ولاأظن أحدا منا قد نسي العبارة التي تندر بها العراقيون بعد سقوط النظام المقبور وخذلانهم من قبل الذين تعاقبوا على الحكومة الانتقالية، إذ أضحى المبدل والمبدل به سيان، تلك هي عبارة: (بدلنا عليوي بعلاوي) بل وبلغ التذمر عند البعض ممن آل بهم مآل اليوم العراقي حدا، يترحمون فيه على سنين الحروب والحصار، وهو لعمري أشبه بواقع حال من قال: |