سوق الشيوخ بين عصرين ما يميز الحقبة التي حكم وادار فيها الكولونيل (ديكسون) مدينة سوق الشيوخ العراقية ( 1915م ، 1918م ) عن غيرها من المناطق الاخرى انها : اولا: حقبة تاريخية فاصلة بامتياز لمدينة سوق الشيوخ مابعد الهيمنة التركية والتبعية المشيخية المنتفجية لها ، والتي بقيت اجتماعيا وتجاريا وسياسيا و .. تاريخيا ما قبل ذالك تتحرك لقرون متصلة ب ( الدفع الذاتي ) ، ومن خلال الاحكام العرفية العشائرية البعيدةعن تنظيم وادارة الدولة والحكم والقانون !. ثانيا : ان رائد وقائد هذا الفاصل المعاصر الجديد لهذه المدينة ، وان كان في عنوانه العام هو الاحتلال البريطاني لها وللعراق بصورة عامة الّا ان مباشر ومدير هذا التاسيس ( ديكسون ) لسوق الشيوخ هو احد امهر ، وابرع القادة السياسيين والعسكريين البريطانيبن الذين تميزوا بفكرسياسي واداري مختلف عن ما موجود عند باقي العسكر البريطانيين الذين اداروا وحكموا باقي مدن العراق الاخرى وربما باقي مدن العالم العربي ايضا !. بمعنى اوسع واوضح : ان مدينة سوق الشيوخ وكما هو معروف عن نشأتها التاريخية هي من المدن التي برزت ( للفعل ) الاجتماعي العراقي التاريخي والاقتصادي بالتحديد منذ ( مايقارب ) الاربع قرون خلت من تاريخ العراق الحديث باعتبارها مدينة اقتصادية اكثر(في بداية امرها) منها كمدينة سياسية ، بل ان اقتصاديات هذه المدينة (( وجود التنوع المهني ، والسكاني بالاظافة لمواردها الزراعية والنهرية )) ربما يشكل احد الاسباب الرئيسية التي دفعت (مشائخ المنتفك)لاتخاذها عاصمة سياسية لحكم تحالفهم القبلي الذي كان قائما ( بين أجود ، وبني مالك ، وبني سعيد ) ، والذي كان يمتد وينتشر في جنوب العراق من هور الحمّار الى الشطرة وحتى قلعة سكر فسوق الشيوخ كمركز ليغطي بنفوذه ( حكم هذا التحالف القبلي ) ، وسيطرته الفعلية فضاء السماوة شمالاغربيا صاعدا ، والبصرة جنوبا نازلا ، والعمارة شرقا !!. وحسب ماطرحه صاحب كتاب (( اربع قرون من تاريخ العراق الحديث )) ( لونكريك ) في موضوعتي ( نشأة المدن النهرية الجنوبية) وعلاقة التحالف المنتفجي بالخصوص بمدينة سوق الشيوخ ، يتبين لنا : اولا : في نشاة المدن النهرية الجنوبية العراقية بصورة عامة ، ومدينة سوق الشيوخ بصورة خاصة يشير( لونكريك) بتعليل علمي لكيفية نشأة هذه المدن الحديثة بالقول : (( وكانت المنازل/ يقصد في القرن السادس عشر الميلادي/ النهرية نصف الدائمة في العراق الجنوبي قبائلية في جميع الوجوه الاساسية وكان يسيطر عليها هذا الشيخ الحاكم او ذاك ممن يعين نفسه بنفسه اما غير هذه فالبلدان العراقية لهامناشئ مختلفة، ولكنها بسيطة. فالتناسق الواضح جدا في المسافات التي تفصل البلدان بعضها عن بعض (يدل) على ان اصل اكثر البلدان كان ( منازل القوافل ) ، ومنها ما كان قد نشأ (حول مزار ) او عتبة مقدسة واتسعت بتوارد الزوار اليها. وقد ساعدت( الحاجة لسوق يباع فيها ) الصوف وثمار البستان والحبوب والجلود في عدة اماكن على تشييد الدكاكين ، والمناثر ( مخازن الحبوب ) مع جامع وحمام ومقهى .../ لونكريك / اربعة قرون ../ ص 22 / ترجمة جعفر الخياط / ط رابعة ) ثانيا : اما ما يتصل ب( المنتفك) ومشيخة حكمهم ، وتحالفاتهم القبلية فيذكر لونكريك في احداث بدايات القرن السابع عشر الميلادي الاتي : ( وشهد الفرات الاسفل في اوائل القرن تكوّن اتحاد قبائلي قوي فكانت القبائل السائدة في الغرّاف الجنوبي وهوالنهرالرئيسي جنوب السماوة وحوالي بحيرة الحمّار بنو مالك والاجود وبنو سعيد ، وكان مع هؤلاء وتحت سيطرتهم مئة من الفروع من الجمّالة ومربي الجاموس . على ان هذه الجمهرة كلها لم تكن لها اسم عام ، ولا رابطة معنوية ( مفهوم الوطن ) تربط بين اجزائها سوى تشابه الحال بين الجميع وقرب بعضهم من بعض . فنشأ من قدوم شريف من اشراف مكة ملتجئا من الحجازوعن تحكيمه في النزاع الذي كان محتدما بين الاجود وبني مالك وعن قتله فيما بعد ، وفرار بني مالك بابنه وهو طفل الى البادية ، وعن رجوعهم به بعد ان شبّ ، وكبر واصبح رئيسهم للقضاء على خصومهم .. من تاريخ كهذا بل من اسطورة مثل هذه ظهرت اسرة ال شبيب المالكة التي قدر لها ان تحكم مدة قرنين جمهرة القبائل المتحدة الان المسماة ب ( المنتفك ) ..../ لونكريك / نفس المصدر السابق / ص 103 ) . والحقيقة ان هذا العرض ل(لونكريك ) في كتابه يسلط لنا الضوء : اولا:على الكيفية التي بدأت من خلالها المدن النهرية العراقية الحديثة لاسيما النهرية الفراتية بالبروز ، والتطور حتى الاستقرار كمدن دخلت في العراق الوطني 1921م ما بعد الاندحارالتركي كمحافظات واقضية ونواحي داخل الادارة الحديثة للعراق الوطني !!. واشارة ( لونكريك ) للمدن ( النصف دائمة ) اشارة لها مغزى ايضا باعتبار ان حقبة ماقبل العراق الوطني كانت الغزوات ، والحروب القبلية تلعب دورا اساسيا في بقاء او نهاية هذه المدن من الوجود من جهة ، وباعتبار ان المدن العراقية ( قبل الاندحار التركي ) كانت هي عبارة عن مدن استقبال ومواسم لموجات القبائل الصحراوية التي كلما جفّت وبخلت عليها الصحراء بالقوت والكلأ زحفت الى الاماكن القريبة من الانهر العراقية ، وحتى عودتهم مجددا للصحراء من جانب اخر !. نعم لاريب ان مدينة سوق الشيوخ العراقية الفراتية جمعت في داخلها الكثير من المواصفات المغرية لقبائل الصحراء وغيرهم لتكون هذه المدينة عنصر استقطاب لتجمعات بشرية متنوعة !!. فهي ، وحسب التقلبات المناخية الطبيعية التاريخية في هذا الصقع الجغرافي الذي اشتهر عنه فيضان الانهار وصعود مياه الاهوار في فترة وانحساره في فترة اخرى انحسرت عن ( تلتها = ايشانها) مياه الاهوار الفيضانية مايقارب القرن السادس الميلادي ، مما هيئها طبيعيا (( كما ذكر لونكريك في عوامل نشاة المدن النهرية )) لتكون اولا ( منازل قوافل ) للمتنقلين في هذه المنطقة ، وسرعان ما تحول هذا (التلّ البارز ) لمدينة سوق الشيوخ ثانيا لسوق يباع ويشترى فيها البضائع وحاجات الناس المحيطين في هذه المنطقة ليتطور هذا السوق فيما بعد ليصبح سوقا ( مصدّرا ) لباقي مناطق الصحراء النجدية من بضائع و(مستوردا) ايضامنها ماتنتجه الباديةمن بضائع ومنتوجات ( صوف لبن سجاد ...الج ) ، وهكذا ثالثا لايغفل ان مدينة سوق الشيوخ كانت ولم تزل تقع على محطة من اهم محطات السفر التاريخية ، لاسيما المسافرين لزيارة العتبات المقدسة من ايران والبصرة الى النجف وكربلاء ، واذا اضفنا رابعا ان المدينة مدينة زراعية وان انهارها واهوارهامليئة بالثروة السمكية النهرية وتربتها بعد انحسارالمياه الفيضانيةعنهاصالحة لزراعة النخيل والرز والقمح ( كانت ) والفاكهة والخضروات و .... بالاضافة خامسا ان الموقع الجغرافي للمدينة يعد سياسيا وحربيا من المواقع المحصنة والقابلة لتكون قلعة ( نخلية ونهرية ) لكل من يريد ان يعلن التمرد والعصيان بداخلها ضد الحكم او ضد غزوات بدو الصحراء ....الخ !. عند ذاك تصبح مدينة سوق الشيوخ تاريخيا مدينة (استقطاب قوية) لاصحاب المهن ومستوطني الانهر وبائعي البضائع ومتاجري المنتوجات وهكذا حتى اثبتت مدينة سوق الشيوخ قدرتها على التحول لمدينة دائمة ومستقرة من جهة ، وانها مدينة استراتيجية في كل المقاييس التاريخية من جانب اخر !. كل ذالك هو الذي هيئ ( مدينة سوق الشيوخ ) لتكون عاصمة مشائخ المنتفج السياسية (حيث كانت ترد المخاطبات السلطانية من بغدادالى سوق الشيوخ ) والاقتصادية(من خلال تطورهالميناء نهري ضخم لاستقبال البضائع الهندية والخليجية والايرانية الصاعدة الى بغداد والهابطة منها ) ، والحربية ( لكثافة النخيل والاحراش ، والمستنقعات حولها مما جعلها ارض معارك معقدة لاي عدوان على المنطقة ) والقضائية ( في مدينة سوق الشيوخ حكم على سعيد باشا بالاعدام وتم الاعدام به فعلا في هذه المدينة ) ، وهو الذي هيئ المدينة ايضا لتكون عاصمة الجنوب العراقي بلا منازع !. ان هذه المدينة ومع ماذكرناه لها من خصال ومميزات وماتوفرت عليه لفترة تمتدلاربع قرون حديثة من تاريخ العراق التركي الا انهامن جانب اخر وقفت في منتصف الطريق ( المديني ) الذي لم يصلها لتكون مدينة بالمعنى المديني الكامل ، ولم تتراجع لتكتفي بدور القرية المنتجة للزراعة ، والثروة الحيوانية فحسب !!. بمعنى : منذ تاسيس مدينة سوق الشيوخ الحديث كانت هذه المدينة تحمل كل الصفات المدنية الاجتماعية الناهضة فهي عاصمة الجنوب لفترة ثلاث قرون من حكم المشيخة المنتفجية لها وفيها كل مافي المدن العراقية الكبيرة ( بغداد الموصل السليمانية نموذجا انذاك ) والعربية الاخرى من تنوع سكاني وديني وثقافي وحركة تجارية اقتصادية متجولة في التصدير ، والاستيراد ، وعلمية برزت فيها الكثيرمن الفعاليات الحضارية الكبيرة .... لكن مع ذالك كله بقيت مدينة سوق الشيوخ بلا ((حكم مدني وادارة دولة وصناعة ارشفة مباشرة لها )) مما افقدها اهم عنصر ( للمدينية المتكاملة ) بل بقيت لفترة اكثر من ثلاث قرون متواصلة تحت حكم الاعراف القبلية والمدنية ايضاتحكمها حسب قيمها السائدة وداخل كل صراعاتها المتواصلة وكيفما توجهت ، وتقلب مزاجها !. هذا الواقع التاريخي القريب من (الفوضوي) تماماهو الذي طبع مجتمع مدينة سوق الشيوخ حتى بداية القرن التاسع عشرالميلادي ابّان الاحتلال البريطاني للعراق ، او بدايته في 1914م ، وهو نفس الواقع الذي اشار له الكولونيل ( ديكسون) في 1915 م في كتابه عندما وصف لنا مدينة سوق الشيوخ بالاتي : ((سوق الشيوخ المدينة العربية الصغيرة على الفرات في وسط قبائل المنتفك ... ولم تكن القوانين تسري هناك حتى في ايام الاتراك قبل سنة 1914 م .... فقبائل المنتفك عنيدة متمردة ، وكانت في حالة من الفوضى بحيث اضطرني ذالك الى حث الدائرة السياسية التي يراسها السير( برسي كوكس ) الذي كان ينظم الادارة المدنية في جنوب العراق على ارسال ضباط لادارة المنطقة / الكويت وجاراتها / مصدر سابق / ص 164 )) !. نعم من الطبيعي ان (تلاصق الفوضى) هذه المنطقة ابّان الاحتلال البريطاني لها باعتبار ان القوانين والقيم الحاكمة لها هي قوانين وقيم عرفية قبلية لاغير وليست مدنية حكومية ، وتختلف هذه الاعراف بطبيعتها بين منطقة واخرى وبين قبيلة وشيخها الاخر ، وكل هذا الوضع القائم انذاك في منطقة الجنوب بصورة عامة ومدينة سوق الشيوخ بصورة خاصة هو نتيجة طبيعية للوضع السياسي العثماني التركي الذي كان قائما ، فالاتراك وحكمهم العثماني اعتمد بالكلية على ضبط كل مناطق العراق، لاسيما الجنوبية منها على سياسة جني واستحصال الضرائب من ملاك الاراضي ومشيخات القبائل فحسب ثم ترك المنطقة وضبطها امنيا وقضائيا ، واجتماعيا لشيوخ التحالفات القبلية العراقية تديرها كيفما ارتات وبالاسلوب الذي تراه مناسبا !!. وهذه السياسة استمرت منذ احتلال الاتراك للعراق ( حقبة سليمان القانوني ) حتى اندحارعثمانيتهم عن هذاالوطن على يدالاحتلال البريطاني وهي سياسة حولت العراق كله لمجرد بقرة حلوب في خزائن الوالي والخليفة العثماني في اسطنبول بدون اي تفكيرلتحمل مسؤولية هذا الوطن في الاعمار والتطوير !. ولايتدخل الحكم التركي انذاك ضد حكم اي مشيخة من القبائل الحاكمة في العراق الجنوبي الا عندما تمتنع هذه المشيخة من تقديم الضرائب او ما عليها من جبايات تقوم باستحصالها من صغار الشيوخ ، والمزارعين التابعين لهم من جهة ليذهب بها الى الباب العالي في اسطنبول اوعندما تعلن هذه المشائخ التمرد والعصيان على طاعة والي بغداد التركي انذاك !!. هذه هي الصورة التي حكمت منطقةالجنوب العراقي لثلاث قرون خلت وهذه هي قسماتها التي يبدو فيهاغياب حكم الدولة المباشر لهذه الاصقاع الجغرافية الجنوبية العراقية من جهة ، وهو ماساهم ببقاء هذه المنطقة تتحرك ، وتنموا وتعيش من خلال حركتها ، ووجودها الذاتي معتمدة على نفسها في كل شيئ من جانب اخر !. يتبقى لنا من هذا العرض لاوضاع المنطقة الجنوبية العراقية ، ابّان الوجود التركي في العراق بصورة عامة ، ولمدينة ( سوق الشيوخ ) بصورة خاصة ملاحظة ( اجتهد فيها من خلال قرائتي لما طرحته ديكسون في كتابه الكويت وجاراتها حول مدينة سوق الشيوخ في اول يوم من دخوله لها ) وهي : ان مدينة سوق الشيوخ وان بقيت لفترة ثلاث قرون او اكثر قليلا تحت حكم التحالفات المنتفجية مع باقي قبائل وعشائر هذه المنطقة الا انها مدينة تجارية قبل ان تكون سياسية !!. اي وبمعنى اوضح ان قيم المدن التجارية والتي منها سوق الشيوخ في نشاتها تحكم على وجودها الاجتماعي وتفرض اخلاقياتها المدينية رغم وجود تدافع لحكم قيم القبيلة عليها وارادة السيطرة على مقدراتها الداخلية !!. ولهذا ومنذ نشاة مدينة سوق الشيوخ تجاريا كانت اللمسات المدينية التجارية حاضرة بقوة في صياغة هوية المدينة من الداخل ، فهي مدينة حالها حال اي مدينة عربية بلورت لنفسها * نظام المحلات * (( لمدينة سوق الشيوخ اربع محلات تاسيسية ، البغادة ، الحويزة ، الحضر ، النجادة )) ، وهونظام شبيه ب( نظام الحارات) في المدن الشامية ابّان التواجد التركي العثماني فيها وهذا النظام المديني في سوق الشيوخ يفرض عليها(ادارة)مختلفة عن نظام وادارة القبيلة وان كان قريبا منه كحالة تنظيمية وقانونية عرفية الّا انه مختلف عنه في بعض التفاصيل العلمية الاجتماعية !. فكان لكل محلة في مدينة سوق الشيوخ ( زعيم ) او كبير يدير ويشرف على حماية محلته والدفاع عنها من جهة بالاظافة الى انه المسؤول مع كبار باقي المحلات على حفظ الامن للمدينة ككل بصورة عامة من جانب اخر !!. مسؤولية حكم ، وادارة المدينة يتم بشكل جماعي لزعماء هذه المحلات، وكذا القانون الذي يدير المدينة ايضا يتم باتفاق زعماء هذه المحلات بشكله المدني الذي ياخذ بنظر الاعتبار تنوعات المدينة الدينية ( مسلمين ، صابئة مسيحيين يهود ) ، والطائفية (سنة وشيعة) والقومية (عرب ، كرد ، عجم ) والتجارية والاجتماعية و ...الخ !. وكل هذا في مدينة سوق الشيوخ يفرض علينا بحث موضوعة حكم المشيخة المنتفجية للمنطقة الجنوبية العراقية بصورة عامة وعلاقة هذا الحكم والنفوذ داخل مدينة سوق الشيوخ ؟. وهل ان نفوذ ، وسطوة المشيخة المنتفجية وقوانينها القبلية وقيمها الاجتماعية كانت نافذة داخل مدينة سوق الشيوخ ؟. ام ان هذه المدينة ،وحسب المعطيات التي قدمناها استطاعت التمتع بنوع من الاستقلال الذاتي في حكمها المديني انذاك ؟. يذكرديكسون تاريخيا في كتابه(الكويت وجاراتها) ان ممثل العائلة السعدونية انذاك في مدينة سوق الشيوخ هوالمرحوم (عبد العزيز الراشد السعدون/ ص 163 ) ثم يذكر في موضع اخر قادة وزعماء محلات سوق الشيوخ الاربعة الذين اصبحوا فيمابعد المستشارين المقربين لديكسون في ادارة سوق الشيوخ وماحولها ، والذين هم كل من ((حجي حسن الحمدي عميد عائلة الحمدي في سوق الشيوخ ، وحجي عباس السنيد عميد ال السنيد / في محلة الحضر كما ذكره عبد الكريم علي في كتابه تاريخ سوق الشيوخ ص 43 / ، وحجي علي الدبوس عميد ال الدبوس،والحجي ابراهيم العمّاري عميدالعمّارية واحد كبار محلة النجادة انذاك / الكويت وجاراتها / مصدر سابق / ص 166 )) وهذا ان دلّ على شيئ فانما يدل على ان لمدينة سوق الشيوخ في هذه الحقبة وما قبلها استقلالها الاداري عن المشيخة المنتفجية بشكل واخر ، وان مشيخة العائلة لم تكن من سكنة المدينة نفسهاوانما توجد لهافروع تسكن داخل المدينة كاحد سكنة هذه المدينة وليس لقيادتها او ربطهات بقوانين المشيخة المنتفجية بشكل مباشر !. اظف الى ذالك ان طبيعة المشيخة المنتفجية حتى الاحتلال البريطاني للعراق كانت تطغى عليها ( الصفاة البدوية القبلية ) التي ترفض العيش داخل المدن وهناك ايضا من الاشارات التي تؤكد : ان زعامة المشيخة المنتفجية تاريخيا كانت تفضل سكنى ( الخميسية ) على مدينة سوق الشيوخ لاتصال الخميسية بالبادية وطبيعتها الصحراوية الاكثرقربا من طبيعة مدينة سوق الشيوخ النهرية والزراعية الخانقة لاهل الصحراء !. ثانيا : ديكسون وادارة سوق الشيوخ
|