إعلاميان في حوار ممتع

 

اعلاميان كبيران ظهرا على شاشة (ام بي سي) الفضائية ليلة العاشر من رمضان اولهما الضيف من مصر وهو (مفيد فوزي) وثانيهما المضيف وهو داود الشريان من السعودية في برنامج اسمه الشريان على اسم المذيع المضيف.. الاثنان شرقا بنا وغربا في عوالم الفكر والفلسفة والفن والسياسة والاجتماع وحازا بلباقتهما وعدم تكلفهما وعدم تصنعهما على قلوب وعقول المشاهدين بما قدماه من معلومات جميلة عبر حوار شفاف ممتع.. مفيد فوزي.. تحدث عن الوفاء.. فقال: انه بكاء في عيون الاخرين ضارباً مثلاً في ندوة الوفاء هذه الايام التي يغيب فيها كما قال ميزة توقير الكبار والجحود بحقوق السابقين والغابرين فقال:

 

لن انسى موقف الفنان العربي الكبير المطرب عبد الحليم حافظ.. حينما وقف في وجه مدير المخابرات المصرية (اظن صلاح نصر) وقال له وهو يدافع عني اي عن (مفيد فوزي).. ان كنت تتهم مفيد فوزي بالتآمر على مصر.. فأعلم ان خيوطها نسجت في بيتي او يتابع مفيد فوزي ان تهدي عبد الحليم حافظ للطاغوت المخابراتي في وقت عبد الناصر.. كان اشجع واشرف موقف يذود به صديق لي عني..

 

فهذا النوع من الوفاء مفقود اليوم. وفي هذا الحوار قال داود الشريان له: اعلم انك من المحبين او المتأثرين جدا باستاذ الفلسفة القدير زكي نجيب محمود صاحب كتاب التفكير المعوج والتفكير المستقيم الذي يقول: ان نصف خلافات البشر ناشئة من اختلاف اللغة وليس من اختلاف الافكار.. فاللغة غير الودية تنشأ مواقف غير ودية بالمقابل ومن هنا تنطلق الخلافات والمشاكل بل والحروب ايضاً.

 

ومفيد فوزي صحفي مخضرم تتلمذ على كبار اعلام الصحافة المصرية مصطفى أمين وكامل الشناوي واحسان عبد القدوس وفتحي غانم واحمد بهاء الدين الذي يعده من اساطين التحليل السياسي في الصحافة المصرية.

 

وفي الحديث هذا الذي جرى بينهما قال الشريان: انه تعلم من اشهر مذيع مصري وهو محمد فتحي قال للشريان مرة في جواب على سؤال له عندما كان يدرس لهم في كلية الاعلام بالرياض في  اوائل الثمانينات من القرن الماضي: ان بين المبتدأ والخبر في الكتابات العربية مسافة عشرة كيلو مترات.. كدلالة على كثرة الاطناب والاستطراد والاسترسال… اسلوباً يميز كتابات  معظم كتابنا وعن الاوضاع في مصر يقول مفيد فوزي: الفترة بين 25 يناير و 28 يناير 2011 يعدها فتــرة النقاء الثوري والارادة الحرة في التغيير في مصر..

 

ولكن بعد ثلاثة ايام فقط.. ظهرت بعض المنصات لتسرق الثورة واحلام الفقراء في

 

غد حقيقي يغير مستقبل الناس بتجاه الافضل.

 

ويقول مفيد فوزي.. انه مع تطبيق القانون بحق مبارك الرئيس المصري الاسبق لكنه دون اهانة.. فالرجل اولاً واخيراً كان رئيساً لمصر.. وهذا يجب ان ينطبق على كل رؤساء الدول.. حين يغادرون كراسيهم وفي الختام.. قال مفيد فوزي المسيحي القطي المصري المنحدر من محافظة بني سويف في صعيد مصر:

 

ان في التنوع ثراء وفي التعدد قوة

 

لذا لا خوف من اختلاف الافكار ولكن الخوف على الخوف من الخلاف بين الافكار.

 

ويقول مفيد فوزي ايضاً:

 

ان عمر سليمان.. مدير سليمان… مدير المخابرات المصري السابق كان الصندوق الاسود.. الذي مات في وقت مبكر من التغيير في مصر واخذ معه كل اسرار وملابسات التغيير في مصر بعد 25 يناير (كانون الثاني) في مصر.

 

ويتحدث عن المشير محمد حسين طنطاوي / رئيس المجلس العسكري في مصر بعد رحيل مبارك… فيقول: هذا الرجل يعرف كل الملابسات.

 

وعلى علم بكل الذي حصل بتفاصيله لكن الرجل لا يتحدث في الموضوع.. لانه بعيد عن المشهد السياسي حالياً.. بل ولا يريد ان يعود للحديث عن فترة مضت ربما بحديث سوف يميط اللثام عن اشياء كثيرة وتدخلات كثيرة لكنه يأبي الحديث عنها وهذا من حقه.