أحداث البرلمان

 

 ان مانشاهده اليوم تحت قبة البرلمان العراقي، من صراعات ومانسمعه من عبارات واحاديث لايعرف يمينها من شمالها، واطلاق وطرح الرغبات المختلفة خارج جدول اعماله.

فالبرلمان اليوم لاحول ولاقوة له بقبول هذا القانون او رفض ذلك، السبب الذي ادئ الى اصابته بالاخفاق المكشوف لارضاء الناس ممن انتخبوه او ممن لم ينتخبه من عامة الناس والاقليات المنكوبة خصوصاً، موضوعة اليوم كالمرأة العاقر او الرجل العقيم، اذ لم يدفع الى الشعب مايرضيه بقدر او بجزء مايرضي اعضاءه من امتيازات ومسرات، بخلاف مايقال ان خير الرجال هم الذين ينتخبون من ابناء الشعب ليقدموا لهم خير الخدمات، ويشرع افضل القوانين التي تدخل الفرح الى بيوت الناخبين.

ولكن ماحدث هو العكس ماكنا نتوقعه فعندما تكون الامور ذات علاقة بهم يتمخض الجبل فيلد (اسداً) وعندما تكون الامور ذات علاقة بالشعب يتمخض الجبل فيلد (فأراً) وهذا يعني ان بعض اعضاء المجلس وليس كلهم، مراؤن وانانيون، فذلك البعض لايفكر الا في مصلحته الشخصية اولاً وحزبه وكتلته السياسية ثانياً.

فما يتفق عليه اليوم يمكن الرجوع عنه غداً، ومايتم التصالح عليه خارج قبة البرلمان يتحول الى خلاف ونزاع في اليوم نفسه، وعندما تكون هناك اخطر المسائل كما يحلو لبعضهم ان يطلق عليها، كمسألة تعديل الدستور وقانون الانتخابات (الذي ولد مشلولاً)، وقانون الاحزاب وقانون النفط والغاز وميزانية الدولة، والاستفتاء على الاتفاقيه الامنية، وقانون العفو العام واعادة النظر بالمسائلة والعدالة والمصالحة الوطنية يحدث العجب العجاب، تتحول (الحنطة) التي يتفق عليها وعلى سعرها خارج البرلمان الى (شعير) داخل البرلمان ومايفترض السعي لحصول الاغلبية او الاكثرية يسعى بعضهم الى تبادل النكات في (كافتريا) المجلس، بينما يمكن رؤية القسم الاخر وهم يغفون او يتمطون في مقاعدهم، ويتبادلون الاحاديث التي لا علاقه لها بجدول اعمال المجلس الى درجة تغيض رئاسة المجلس فتلجأ خصوصاً في القوانين المصيرية الى اسلوب (الخرمة) في التصويت خلافاً للدستور والمبادئ الديمقراطة.

 فرئاسته تنحاز لكتلتها وكل رئيس كتلة يشعر انه الرئيس، بحيث يركز جهوده وكل قدراته على تحقيق ماتريد كتلته ولايكترث لما يريده الاخرون، فكثير ماسير روؤساء الكتل الكبيرة والتحالفات الدائمة والمؤقتة البرلمان لمصلحة حزبهم وكتلهم وتحالفاتهم، وهذا مايجعل الاخرين لايثقون بقدرة البرلمان، هذا هو الحاصل في انجاز مهام البرلمان، فهم لايقبلون مالايرضيهم ويرفضون مايرضي الناخبين، ويرى المراقبون السياسيون ان الناس، بل الشعب كله شعر بضرورة وجود برلمان ينبثق من الشعب وهمومه لا من الشعارات التي تتكرر في كل دورة انتخابية، لقد وعى الشعب مصلحته وعرف طريقه، وبات رقاص الساعة لايتحرك كما يريده بعضهم.

بل ان رقاص الساعة سوف يقف في محطة او رقم يصعب تجزئته او لاتلاعب به كما يريد الزمن، اننا ندعو ابناء الشعب ان لاتغريهم الشعارات والاجتماعات واللقاءات والاستفتاءات والاغرءات ولاتصريحات السفير الايراني والامريكي وحتى رؤساء تلك الدول وعلى الشعب ان يختار الافضل بعد حل هذا البرلمان المشلول وان يكون الاختيار من العناصر الوطنية التي يتكون منها برلمان وطني عراقي جديد، كي لايتمزق العراق، وعلينا ان نؤيد من يسعى لذلك ونقول عاش العراق عاشت وحدته