وبذكاء الموساد المعهود , تم جر الشهرستاني الى مفاتحته بخصوص أبداء رأيه عن بيع صفقة لانابيب خاصة تعمل بالهواء المضغوط وتستعمل لشحن مواد مشعة لاغراض طبية , ويريد البريطاني أرسالها الى دولة أفريقية , وحاجته الى أستشارة تقنية من الشهرستاني , بأعتباره طالب في الكيمياء الاشعاعية , ( على أساس أن الموساد لا يعرف الشهرستاني جيدا ) .. وتوالت الاستشارات ومعها الاكراميات , وكل ذلك , كان موثقا بالصوت والصورة .. وأبدى الشهرستاني رغبته في مساعدة صديقه البريطاني عبر أستشاراته .. ألا أن البريطاني طلب مساعدة أكبر من أختصاص طالب كيمياء , فما كان من الشهرستاني ألا الاعتراف أمام البريطاني , على أنه عالم , يحمل الدكتوراه في التخصص الكيميائي , وأنه يعمل ضمن فريق علمي جاء الى فرنسا من أجل مشروع خاص .. وبعد أعترافه , تمكن البريطاني من نقل الشهرستاني بطائرة خاصة لوحده , من باريس الى أمستردام الهولندية , من دون حاجته الى جواز سفره العراقي , حيث أستقبله أثنان من علماء الموساد , وأخبراه أنهما تجار في مجال تصدير المعدات , وينويان تصدير محطات طاقة نووية أفتراضية , الى عدد من دول العالم الثالث , وهم يحتاجون مشورته , من دون أخبار صديقه ,الرجل البريطاني , وأنه سيحصل على مكافئات مجزية .. وبدون تردد , وافق الشهرستاني على التعاون معهما , وعدم أخبار صديقه البريطاني , الذي كان يراقب عن بعد بالتنسيق مع فريق الجواسيس , بالصوت والصورة أيضا .. عاد الشهرستاني , أو حليم الى باريس في نفس اليوم , بالطائرة الخاصة , وفي جيبه 8 ألاف دولار.. أدعى صديقه البريطاني , أنه يجب أن يسافر الى لندن , تاركا للشهرستاني رقم هاتفه , للاتصال به عند الحاجة .. وبعد فترة من الوقت , ألتقى الشهرستاني مرة أخرى بالتاجرين الهولنديين , ولكن في باريس , هذه المرة , بحجة أنهما يحتاجان مشورته في شراء محطة كهرونووية وبمواصفات معينة , فلم يجد الشهرستاني ألا نسخا من مواصفات المحطة النووية العراقية التي يجري بناء مفاعلها في باريس , ولم يتردد في تقديم معلوماتها الى التاجرين , مقابل زيادة في المكافئات .. وعندما بدأ العملاء يطلبون من حليم أو حايم , نسخا ومخططات تفصيلية عن أستشاراته لهم , بدأ الخوف يتسرب الى قلبه من أنه , قد تورط مع جواسيس أسرائيليين , وأنه يلعب في المنطقة المحظورة , فأستنجد بصديقه البريطاني , طالبا منه الحضور لمساعدته للخروج من تلك الورطة .. وفعلا وصل البريطاني الى باريس وأعترف له الشهرستاني بورطته , وأنه عقد صفقة من وراء ظهره , مع تاجرين يخاف أبتزازهما , وأنه ربما خدع في تقديم تفاصيل صفقة سرية .. وأبدى البريطاني الخبيث مسامحته للشهرستاني , وأبلغه أن هذين التاجرين , هما من عملاء المخابرات الامريكية , ونصحه بالتعاون معهما , وتفادي أحتمال أنتقامهما منه , ورجع الشهرستاني الى شقة البريطاني , التي كانت بأنتظاره , عاهرة جديدة ( جاسوسة أخرى ) , لاسقاطه أكثر في الفخ الصهيوني .. وبعد ذلك صارح البريطاني الشهرستاني , بأنهما وقعا فعلا في ورطة التعاون مع عناصر المخابرات الامريكية , وتم أستدراجهما من حيث لا يعلمان .. أجهش حسين الشهرستاني بالبكاء , صارخا بوجه صديقه البريطاني , وقال له , أن العراق سيعدمه أن عرفوا بورطته هذه , ورد عليه , أكمل تعاونك وسنحميك , وعليك تزويدهم بأهداف العراق ومخططات المشروع والقائمين عليه .. فخرط الشهرستاني كل ما يحتاجونه وما طلبوا منه بالحرف الواحد , ومنها باع سر وصول العالم النووي المصري يحيى المشد , بأعتباره مدير المشروع , وسرب لهم تفاصيل مقابلة المشد مع أفراد البعثة العراقية .. وحاول الموساد الوصول الى المشد عن طريق الشهرستاني , لاجل التعرف عليه ومقابلته في مطعم ما , بطريق الصدفة , ولكن تصرف الدكتور المشد وحذره , أفشل محاولة الشهرستاني في جره الى الفخ الصهيوني ..
|