الزمن يعيد إستنساخ الواقع تظاهرات ساحة التحرير وثورة العشرين ومعركة ذي قار




وقفت قناة "السومرية" الفضائية، بجد خالص، مع التظاهرات المطالبة بالإصلاحات؛ لأنها إنموذج مثالي لتلقائية الشعب الذي يكور مطالبه، في موقف يحمله الى صاحب القرار، وهذا ما حصل في ثورة العشرين، التي تحل علينا ذكراها السادسة والستين، هذا اليوم.. الخميس 30 حزيران 2016.
المهمة الأساس لـ "السومرية" هي تبني قضايا الشعب، من على مسافة واحدة، لا تنحاز إلا للخير.. تقترب من الحق وتقصي الباطل، فبحكم عملي الإعلامي، أتواصل مع التظاهرات عن كثب، بشكل حفز إنثيالات قراءاتي عن الثورة، التي تحضرني هذه الليلة، إستجابة للتوقيت، متخيلا شيخ عشيرة "الظوالم" شعلان أبو الجون، وراء قضبان التوقيف، في مركز شرطة "السماوة" مركز محافظة "المثنى" يوصي "الطروش – المسافرين" بالقول لأخيه: "إبعث لي عشر ليرات ذهباً" فيترجم الشقيق شفرة أخيه، بقاموس "الحسجة – اللهجة الشديدة الشعبية" الى أن القصد هو عشرة شباب أشداء يكسرون التوقيف محررين أبو الجون، وهذا ما فعله، فكان شرارة لثورة إكتنزت قوتها في تراكم الاحداث المتجلية من الإعتداء على مركز الشرطة! مقارنة بتظاهرات ساحة التحرير، التي شاركنا فيها.. بصفة شخصية الى جانب الصفة الوظيفية.. مع عشرات الآلاف من أبناء الشعب.. بدءا بالأمي وإنتهاءً بالأستاذ الجامعي، من طوائف وقوميات متعددة، توحدت في هدف شامل، هو إصلاح العراق الذي تهاوى مترديا في وهدة الفساد، بقوة حادة.. لا خدمات ولا أمان و... أي شيء سوى الخراب.
ثورة العشرين، إنطلقت شرارتها من قضية توقيف شخص، وتظاهرات ساحة التحرير قامت من مطالبة الشعب بالكهرباء، وتشعبتا... قدم الجيش الانكليزي، وتصدت له الحوزة العلمية في النجف، من خلال مركز قيادة للثورة، وقدمت وفود المقاتلين من الشمال والغربية تضافرا مع عشائر الفرات، وتصاعد الأمر الى ستة أشهر، من القتال الشرس، ريثما تمكنت بريطانيا "العظمى آنذاك" من قمع الثورة التي أصدرت صحفا ونظمت جيشا وحققت إصطفافات وطنية ذاب فيها الإنتماء الطائفي والقومي، فالبطل محمود الحفيد، الذي نزل من قمم جبال كردستان، الى سهول الجنوب، قادما يسير بـ 1800 مقاتل كردي، عاد بعد الثورة الى دياره بـ 600 فقط، والباقون شهداء.
وهذا ما حدث في التظاهرات الآن، بدأت أولاها بإجتماع حول نفق "الباب الشرقي" للمطالبة بالخدمات، وإذا بالأمر يكبر.. إنفلتت حسابات اليدر من تقديرات الحقل،...
كما لا ننسى ان معركة "ذي قار" بين القبائل العربية، وكسرى.. شاهنشاه إيران، ولدت من خطوبته لهند إبنة ملك المناذرة النعمان بن المنذر، الذي إعتذر؛ فتصاعد الأمر لتقوم المعركة التي حررت العرب من سلطة الفرس، ولم يطل بعدها الزمن، حتى جاء الإسلام وتغيرت خريطة العالم، مثلما حسمت بريطانيا ثورة العشرين، بتأسيس دولة عراقية ملكية.
فهل أسفرت تظاهرات ساحة التحرير عن إصلاحات حقيقية؟ الجواب متروك للعراق بحكومته وشعبه وأرضه، على إعتبار تلك هي مكونات الدولة، التي ستظل فيها "السومرية" واقفة مع الحق، على مسافة واحدة من الجميع، إقصاءً للباطل.