وماذا عن الداعشيات ؟

 

 مع الانتصارات العراقية الخالصة التي تسجلها القوات الامنية في ساحات القتال ضد اعتى خلق الله واكثرهم ارتدادا لما لصق بهم من تشويه قيم الديانة الاسلامية السمحاء ، ومع بشائر التقدم في تطهير القصبات والقرى والمدن والمحافظات من براثن ما يسمى داعش وما يرتبط به سلوكا ومسميات يستوجب الالتفات الى ضرورة تجفيف منابع داعش ولا اقصد بالمنابع او ما يطلق عليه عسكريا بالحواضن اماكن وجود العناصر الخاملة والخلايا النائمة من حيث العدة التسليحية الارهابية او العدد من حيث عناصر داعش ، اذ تفيد التقارير المنسوب بعضها لجهات رسمية وعسكرية امريكية  ان الاحصاءات التقديرية تشير الى وجود 2500  مسلح داعشي في الفلوجة وذلك قبل اعلان  تحريرها قبل ايام ، وبحسب التقارير الرسمية الوطنية فقد تم قتل اكثر من 500  داعشي وتم اسر عدد مماثل تقريبا ولنفترض فرار عدد مقارب الى خارج الفلوجة سواء نحو الشرقاط ام الموصل ام غيرها وما تبقى هو عدد مقارب ايضا محتمل تسللهم او جزء منهم بين النازحين وضررهم واذانهم المحتمل انيا او مستقبليا تحتم اعطاء القوات الامنية العذر في اخذ وقتها للتاكد من سلامة النازحين ولاسيما من الرجال ، لكن المشكلة لاتكمن بهؤلاء الدواعش المتبقين فسرعان ما سيقعون بيد القوات الامنية والقطعات العسكرية والمتجحفلين معها من القوات العراقية المساندة وعلى رأسهم الحشد الشعبي وتضحياته.

واعود الى الدواعش ، سواء قبل مرحلة تحرير الفلوجة ام بعدها وما ينتظره كل وطني غيور حتى تتحرر الحضارة الحمدانية وتعود الى اهلها ، اليسوا محتاجين الى غذاء وطعام يطهى لهم وخدمات منزلية تقدم لهم اضافة الى الاحتياجات الطبيعية الاخرى ولا سيما ان الدواعش عرفوا بالاغراق بملذات الجسد بشكل ممجوج ، تلك الخدمات توفرها النساء للرجال ، وذلك يحيلنا الى وجود داعشيات ايضا وليس دواعش فقط ، والداعشيات لا يقلن خطورة عن ازواجهن وابنائهن وابائهن وغير ذلك حيث يعدن مدارس متنقلة للتثقيف الداعشي وهن ماكنة ولادة مستمرة لخلق جيل داعشي جديد مولود حاليا او يولد في المستقبل وهذه مشكلة عويصة ، فهل يتم تركهن تحسبا للعادات والتقاليد المجتمعية التي ترفض المساس بالمرأة حتى لو كانت مجرمة بنت مجرم واخت مجرم ومشاركة ومتورطة بسفك دماء الابرياء والشهداء ونهب الممتلكات واجبار النساء المعنفات على ممارسة الرذيلة مع اقربائهن من الدواعش ، واذا تم التحري بشأنهن ماذا سيكون حال الابواق والمطبلين ، اشخاص ووسائل اعلام الذين يهللون بسبب او من دونه للنكاية بالحكومة والقوات الامنية المشتركة؟

في عهود سابقة كانت الابادة الجماعية حاضرة لمجرد الاختلاف بالتفكير والممارسات الطقسية وغيرها من شؤون الناس ، اما اليوم فلا وجود لابادة من ذاك النوع ،وعليه يتحتم البحث وايجاد حلول تجنب المجتمع ملوثات الداعشيات اللاتي اختلطن بين من كن مجبرات ومغرر بهن ومن النساء اللاتي قدمن ضحايا من ذويهن واقاربهن وضاعت ممتلكاتهم وتحولوا الى نازحين لا حول لهم ولاقوة. المتعاون والمشترك والراضي بارتكاب الجرم لا يقل إجراما عن منفذه وعليه تستوجب محاكمة جميع المتورطين بالدم العراقي بصرف النظر عن الجنس ، على ان يتم التعامل بحذر مع هذا الملف وفصل وتمييز من يمكن اعادة اصلاحهن ممن لم يوغلن بالجرم واقتصر اداؤهن على وظائف منزلية يمكن اعادة التعامل معها بعد الاستعانة بمجموعة من المؤسسات ذات الصلة والخبراء في علم النفس والاجتماع كما يمكن ان تعنى اكثر من جهة بتولي هذه المهام لنزع الحقد وطرد السموم الفكرية التي عششت في ادمغتهن في المدة الماضية وكذلك الحال ينطبق على الاطفال والمراهقين ولاسيما مع امكانية استثمار الافادة من المعلومات التي يمتلكونها والتي من الممكن ان تقود الى القبض على دواعش متسترين سواء كانوا بين النازحين ام في مناطق اخرى وكذلك على الداعشيات المنخرطات بين صفوف النازحين والتنكر بلباس الاسر المتضررة الهاربة من بطش اداعش. ان الاصلاح والعفو عن الممكن الاعفاء عنه ومساعدة الاخرين واصلاحهم وتقدير الظروف العصيبة التي كانوا يعيشون بها حالة انسانية تسترعي الانتباه لها ويمكن اعادة اصلاح وتثقيف المشوشة افكارهم ضمن منطقة سكناهم بعد اعادتهم اليها واشراكهم في اعمارها باليد العاملة والشغل الحقيقي وليس بالمقاولات وما سيرافق عملية اعادة تاهيل المدن المدمرة من عمليات فساد جديدة يتحظر لها سياسيو المقاولات والقومشنات واصحاب الاتفاقيات التي تتم خلف الكواليس في الداخل والخارج.