مفهومنا للزعيم |
الزعيم انسان، وهو انتاج انساني تكاملي بين من يكون الزعيم و من يحتاجه.النسبة بين المساهمين في صنعه كزعيم هي التي تكتب عمره وهو حي و بقاءه بعد الموت، يمتد باقيا طالما كانت حاجة الجموع حقيقية له و لأبرازه زعيما، ويقصر عمره وهو حي و ينحسر ضوءه طالما هو صاحب نسبة صنعه كزعيم.
قام التاريخ على زعمات و على صراعات بين زعامات، وتطور الفكر الانساني ليصب الزعيم و طاقته في قوى عدة، منها السياسة و الاقتصاد و الدين و العقيدة، ليضمن استمرار مرحلة تثمر مرحلة مواكبة و طبيعية في النمو.
في العراق كانت الزعامات قليلة وفي فترة ما قلت، لكنها بقت زعامات اصيلة، ثم مالبث رد الفعل مضافا له الانتهازية التي اسقطت ورق التوت عن عورات شعبية لم تفهم معنى ان تكون في عزلة سياسية و اقتصادية خانقة مارسها البعث، ان الاندفاع للغوص في الديمقراطية دون فهمها سيعني نتيجة تشبه الغرق لمن لا يعرف العوم في الماء.لينكر علي قولي من يريد و لينتقدني ايضا من يرغب، لكن الاصل ان صورة صدام انطبعت عي مخيلة كثيرين فأندفعوا لتقليده ولكن بسوء!.فجاة، اصبحت السياسة احترافية لكثيرين، في كل شيء، في الدين البس لابس المتدينين و احكي كلامهم واندفع للزعامة، وايضا في الاحزاب المدعية في المدنية ما عليك سوى النطق بجمل من التلفزيون و طرح الاسئلة بالتقديم و التأخير و الافتراض ليقال انك”خوش تحجي”!.
في المحصلة ارتفع التراب ليغبر الصورة حتى على اشارات الطريق واصبحت الرؤية شبه معدومة، فلو ان تقريرا صدر يحكي عن ان الجزر مثلا مضر بالصحة لوجدت من يؤطر و يؤدلج الحديث هذا ليستثمره في النزال نحو زعامات بلوحات كلوحات الفحص المؤقت للعجلات، عذرا فموديلات الزعامة الجديدة تنافس المذيعين في ساعات الاطلال على الشاشات. عندما ازور المقابر، اكتشف معان متجددة لحكمة الله بسيقيه كأس الموت لعباده، وكثير من عباد الله يصرون على الحيلة وايضا على الغباء في فهم الحياة، فيخربون حظ الدنيا و نتائج الحساب يوم الحساب. الزعامة لمن هم في حالنا ووضعنا كحاجة مريض لطبيب يفهم مهنته و يشخص داء و دواء العليل، وليس من المعقول ابدا ان يدعي احدهم المرض ليدعي جاهل معرفته بالطب و اجاوة بالعمل به كذبا!. الزعيم انسان، متفوق بجوانبه الانسانية الى ما فوق الحلال و الحرام و العيب و اللاعيب، هكذا ببساطة يمكن هضمه شرقيا، اقصد بالهضم اي القبول وليس مضغ سمعة الرجل وتاريخه.في زعامات اليوم الكثيرة تضيع الحقوق و تختلط الفصول ويزداد الماخور الثقافي لينتج مومسات من الرجال فاتهم حظ ان يكون سماسرة شرف او عواهر بلبس فاضح، ذلك انهم ببنائهم لزيف زعامات بلا اسس جعلوا الاسس التي تقوم عليها الزعامات الحقيقة مثار شك و تقول و تخوين. والى ان يفهم الرعاع المتانق بالبذلات و الحريصين على التختم لمجرد التختم اين مصلحة البلاد، تكون دماء كثيرة قد هدرت و افكار تشوهت.يحكى ان رجلا طمع بجائزة ايام المامون العباسي فدخل عليه يحمل نعلا ادعى انها للنبي محمد، فقبلها الخليفة ووضعها على عينه وصرف للرجل ذهبا اسكته، ولما خرج قال لمن حوله في القصر: ليس نعال النبي هذا و لا لبسه قط، لكني خشيت ان يقول للناس ان المامون لم يقبل نعل النبي، فاشتريت لسانه لمعرفتي ان الناس تعين مثله على مثلي ولو كان كاذبا. والسلام.
|