برج خليفة وبرج ايفل ومبنى الكابيتول تتلون بألوان العلم العراقي

ونفس الشيء على هرم خوفو وبوابة براندنبورغ في برلين ، تضامنا مع ضحايا الكرادة ! ، ولكن عفوا ، لا يذهبن بكم الخيال بعيدا ، هذا عنوان لمسلسل خرافي أقل واقعية من قصة البساط السحري ، يعكس النفاق السياسي العالمي ، والديمقراطية المزيفة وكذبة حقوق الأنسان والمعايير المزدوجة ، فباريس قبل الحادث بيوم ، كانت منهمكة بمسيرة صاخبة للمثليين جنسيا !، وبرج خليفة الذي سارع قبل أشهر (بالتلوّن !!) بألوان العلم الفرنسي تضامنا مع الفرنسيين في أحداث ملعب باريس ، وحتى أهرامات الجيزة أبكتهم ، فتلون كل هرم من الأهرام الثلاثة بلون من ألوان العلم الفرنسي ! ، بابا الفاتيكان أصدر قبل قليل بيان للشجب ، على عكس شيخ الأزهر الذي جسد مبدأ (الوقوف على التل أسلم) !.
وبعد أن ضجت كل صور التواصل الأجتماعي العربية وهي تتلون بألوان العلم الفرنسي تضامنا مع الفرنسيين ، تفاجأت بعد أحداث الكرادة وما سقط  فيها من أكثر من ضعف أحداث باريس من الشهداء ، كيف ضجت تلك المواقع بعبارات التشفي والدعوات للشهداء بجهنم ! والترحم على صدام !، ستجد أنواع المصطلحات المريضة التي رُمينا بها والتي تجعلك تصاب بالغثيان حد القيء ، كالروافض والمجوسية والصفوية ، وأذا كان الرأي العام العربي أحول ، بل أعمى ومنحرف وملتوي ، ما عذر العالم الغربي ؟ ، ربما لأنهم ملّوا لتواتر هذه الأحداث ، فالدولة الوحيدة على وجه الأرض ، تتكرر فيها الأحداث الدموية ، ما يقارب 100 شهيد في اليوم كمعدل ، بسبب تخلف وفساد وسخف أجراآت أجهزتنا الأمنية ، والتي كان يجب أن يتداعى هيكل الحكومة وأجهزتها الأمنية بسبب التقصير منذ سنوات طويلة ، تصوروا أن عدد الضحايا المعلن في البداية 15 شهيد فقط ، لكن العدد الآن تجاوز 300 ! ، أجهزتنا الأمنية ليست مقصرة ومتخلفة فقط ، لكنها كاذبة أيضا !.
لكن هذا ليس عذرا أيضا للعالم الغربي ، لكن التبرير المعقول ، اننا لسنا ببشر في نظرهم ، أقصد الشيعة بالذات ، وهذا أيضا ليس بعذر أيضا ، فلو كنا حيوانات ، لأقامت كل منظمات الرفق بالحيوان الدنيا ولا تقعدها ، لقد أصابنا عسر الهضم من بيانات الشجب والأستنكار من هنا وهناك ولم يعد ذلك يفيد ، فهل استوعبنا الدرس القاسي والمرير والدموي ؟ من أن الجرح لا يؤلم الا صاحبه ، وأن الحل يكمن بسواعدنا فقط ، أن لا نرتمي بأحضان الدول المجاورة أو الأقليمية ، علينا أن لا نترجى حلا من أمريكا ، صاحبة اليد الطولى في هذه المآسي ، ولا من الغرب ، بل ولا من حكومتنا ، فلك الله يا عراق ...