كل من يقرأ قصة ابليس في القران سيرى أمامه درسا في الحوار بين الحاكم و المحكوم قل نظيره في الدنيا. فهاهو جل و علا بعد ان امتنع احد مخلوقاته ( لا مجرد واحد من رعيته و محكوميه فحسب بل من مخلوقاته !!!! ) عن تنفيذ الامر يسأله و يستفسر منه عن السبب لا لانه لا يعرف ما خفي من نيته بل ليعطيه فرصة إيضاح رأيه و حجته و اسبابه و هنا نلمس عدة دروس ١. ان الله لا يستنكف ان يحاور و يستفسر من الشيطان ٢. ان الله لا يحكم بالموت فورا على معارضيه بل يتركهم يتمتعون بحياتهم و يطبقون ايديولجياتهم على أنفسهم و يكتفي بعزلهم من مواقعهم في حكومته و ابعادهم عن لطفه. ٣. ان الحوار يختتم بصفقة بين الله و الشيطان ( رغم غنى الله عن ذلك ) فتجد انه يمنح الشيطان بعض سؤله حين طلب منه ان ينظره فقال انك من المنظرين و هنا لفتة بديعة اخرى فهاهو الحوار انتهى منتجا و اختتم بمكاسب للطرف الأضعف ( وهو الشيطان ) و لم يكن حوارا عقيما كحواراتنا.
كان بامكانه جل و علا ان يحرق الشيطان فورا و كان بمقدوره ان لا يسأله و يحاوره أصلا فمن هو ابليس ليحاوره الله القادر و لكنه في القران يعلمنا ان الحوار قاعدة أساسية من قواعد التعامل و يا ليته كان حوارا فحسب انه مفاوضات نال فيها الطرف المتمرد مكاسب رغم كونه ضئيل القدرة بل و معدومها. من منا يتقبل ان يحاور مخالفيه ؟ من منا يستمع لتبريرات اعدائه ؟ من منا يتعاطى مع أناس مثله لكنهم يعاكسوه الوجهة و التفكير ؟ الله يحاور الشيطان و نحن لا نعطي ابنائنا حق الحديث من اساسه و بعد هذا ندعي اننا مسلمون و من لا يدعي هذا يدعي انه ديمقراطي !! تعلموا من الله كيف تكون الديمقراطية .
|