تفجير الكرادة .. قنبلة فراغية

كان الاجدر بحكومة حيدر العبادي , وعند وقوع هكذا تفجير دموي , أن يستقدم فريقا دوليا متخصصا في تفجير القنابل الفراغية , وأن يبقي أثار الدلالة كما هي , حتى يصل المحققون الى نتائج صحيحة في تحميل طرف بعينه , أو معرفة الدولة التي صنعت هكذا قنابل محرمة دوليا .. لان تفجير الكرادة , أكبر من تنظيم الدولة ( داعش الارهابي ) .. والتفجير الذي حصل في الكرادة , هو عبارة عن قنبلة فراغية , صنعت أما في أسرائيل أو أمريكا أو روسيا .. وهذه تقوم بأفراغ الهدف من الهواء , حيث تمتص عند أنفجارها الاوكسجين الموجود في محيط الانفجار ..
تحدث القنبلة الفراغية عند أنفجارها , ( وكما حدث في تفجير الكرادة ) , غيمة تفجيرية تنتج عنها كرة نارية هائلة , وتفريغ كبير في الضغط , وتبلغ الحرارة الناتجة عن عملية التفجير نحو ثلاثة ألاف درجة مئوية , فتكون بذلك ضعف الحرارة الناتجة عن القنابل التقليدية الاعتيادية ( بمعنى أنصهار البشر والحديد مباشرة ) , ولا يقتصر التدمير في المنطقة المستهدفة على واجهات المباني أو السطوح , بل أن الاجزاء الخلفية من كل ما هو موجود يصيبها الدمار أيضا , وحتى الاهداف التي توجد تحت الارض كالمخابئ والمخازن والانفاق , فأنها تصاب بالدمار ..
ولان المحيط المستهدف يفرغ ما فيه من الاوكسجين , وبسبب أرتفاع درجة الحرارة المتولدة عن الانفجار يهلك جميع الاحياء أختناقا وأحتراقا وتزول المباني أنهيارا وأنهداما .. وهذه القنابل , لا تخلف حفرا أو فجوات أرضية , مثل السيارات المفخخة أو الصواريخ ..
وأخر حصيلة لتفجير الكرادة , وحسب المعلومات الواردة من أهالي المنطقة المنكوبة , تفيد بأن أكثر من 250 شهيدا و210 مصابا , وأكثر من 81 شخصا , لا زالوا في عداد المفقودين ..
وقد أستخدمت أمريكا القنابل الفراغية في حربها على أفغانستان منتصف تسعينيات القرن الماضي .. وهي محرمة دولية , مثلها , مثل الفسفورية والنابالم والقنابل الانشطارية والعنقودية.
وتحتوي القنبلة الفراغية على ذخيرة من وقود صلب يحترق بسرعة عالية ويتحول الى غاز أو سائل رذاذي ملتهب يمتص الاوكسجين , فيهجم الضغط الجوي من جميع الجهات ليعوض الاوكسجين المنعدم وهذا ما حصل بالضبط في تفجير الكرادة .. وما خفي كان أعظم ..