توني بلير...لا نريد اعتذارك

بماذا ينفعنا اعترافك وبأي جثة متفحمة نضعه وبأي اشلاء سنلّمه ومع أي نعشٍ سنحمله ؟؟ اخبرني توني بلير هل صحا ضميرك من سبات وظن ان الحرب لعبة وانك الرابح الأكبر , هل تعادل الاموال التي تسلمتها والتجارة التي ربحتها والسلاح الذي بعتهُ عدد الجثث التي نثرتها فوق بلاط ألشوارع ؟ هل يكفي ان تقول اسف لنعفو عنك وننسى اهلنا الذين قـُيدت ارواحهم على الرصيف ودمائهم فوق اعمدة الكهرباء وآخرون قضوا شطرا من شبابهم في السجون ؟ هل يشفي اعتذارك جراحنا التي امتدت عبر مرافئ وطن اخرجته من دائرة الحضارة ممزقاً ,ام يبني بيوتاً لأمهاتنا اللواتي تسببتم بتشريدهن ام يعيد ابناء جلدتي الذين تلاقفتهم المنافي ؟ بعد ثلاث عشر عاما يصحو ضميرك , هل كنت نائما وحلمت ان العراق يملك سلاحا نوويا يهدد به امن بلادك الغافية على بحر الضباب..نطير به اليك ونخطف قلاعك المحصنة ونحن في حصار مرير !! بعد خراب البلاد وقتل العباد تطل علينا بوجه وديع تعترف بأخطاءٍ ارتكبتها, هل كان الخطأ عابراً عندما كنت تمارس البيسبول فسقطت سهواً كراتك في ارض العراق لتنفجر علينا, ماذا سيفيدنا اعتذارك وأنت شردَّتَ شعبا كان يحلم بالحرية فجئت بحريتك على صهوة من دماء! لا نحتاج اعتذارك ولا نريد ان يخاطبنا شخص لا يعرف كيف يميز بين اسلحة الدمار والألعاب النارية.
تقول ان الحرب كانت خطاْ..نعم انها اخطاء دول تافهة تسعى للبقاء على قمة هرم ضحاياها تتلذذ في تفسير كيف تعمل صواريخهم وكيف تشوي البشر وهم احياء دولٌ تصنع سلاحاً وتجربه علينا وندفع ثمنها من أرواحنا وأعمارنا وأحلام أطفالنا انها اخطاء لن تجد من يحاسب اصحابها او يقدمهم الى محكمة العدل الدولية لأنها تحت سيطرتهم,توني بلير لقد خربت وطني وقتلت اصحابي ودفنتَ حلما كان راسخا في دمي وصرت اتمنى ان يعود الزمن الى تلك النقطة البائسة رغم شدة كدرتها الا انها كانت نقطة ثابتة لا موت معها ولا اشلاء مبعثرة ولا لصوص..صرت ارى عقارب الساعة وهي متحجرة عند تلك النقطة وذلك التاريخ الاسود ح ولم تحركها غير اسلحة دماركم الشامل التي مزقت وطني.