اعتدمت القوات الامريكية الغازية في احتلالها للعراق عام 2003،على مجموعة شركات امنية متدربة خصيصا للعمل في العراق ،وكان يشرف عليها ويديرها شخصيا جو نغروبونتي السفير الامريكي في العراق ، وكانت افريقيا ساحة لتدريبات هذه الشركات الامنية، المكونة من مرتزقة من جميع انحاء العالم ،ومهمتها استخدام القوة المفرطة في القتل ،مع حماية دولية وقانونية ،تحميها من المساءلة القانونية الدولية لهذه الشركات ،فرضتها ادارة المجرم بوش على الحكومات التي انشأتها بعد الاحتلال، وفي مقدمة هذه الشركات الامنية ،شركة بلاك ووتر ((black waterالشهيرة بإجرامها ،وقتل اكبر عدد من العراقييين الابرياء، بدم بارد ولم تستثن الاطفال والنساء والشيوخ ،وشوارع العراق وبيوتاته شاهد على جرائمها ،وجريمة ساحة النسور اشهر جريمة قامت بها بلاك ووتر ، وانكشف امرها بعدها، هذه الشركات ،لها قيادة خاصة خارج منظومة الجيش الامريكي،
ومجهزة بكل انواع الاسلحة والدبابات الحديثة والصواريخ والتجهيزات العسكرية والمعلومات الاستخبارية العالية، وحتى طائرات الاباشي وغيرها، ومدربة خارج الولايات المتحدة الامريكية،بمعسكرات خاصة وسرية لها، واجبها الرئيسي بث الرعب في نفوس المواطنين وترهيبهم في مواجهة عدوهم، وقتلهم ببشاعة مفرطة ،وبعد ان انفضح امر الشركات الامنية ،التي جاءت تحت ذريعة حماية الشخصيات والمسؤولين الامريكان، وعملاؤهم الذين جاءت بهم بعد الاحتلال، مثل العميل المزدوج المقبور احمد الجلبي وغيره،وفي عهد سيء الصيت ابراهيم الجعفري مؤسس الحرب الاهلية الطائفية في العراق، وامام الضغط الدولي لفضيحة بلاك ووتر وجرائمها في العراق،طلبت حكومة الجعفري لانهاء خدماتها في العراق ،وهكذا تم انهاء بعض الشركات الامنية الاخرى ومن ضمنها شركة بلاك ووتر الامنية ، ولكن ماذا حصل ، حصل ان في هذه الفترة تم قتل اشرس الارهابيين الزرقاوي في عملية استباقية في هبهب بديالى بعملية استخبارية عالية نفذتها بلاك ووتر ،
في هذه الفترة بالذات كانت عمليات القاعدة ،تعمل تحت مسمى تنظيم الجهاد والتوحيد في بلاد الرافدين ، بعد ان انشقت مع تنظيم القاعدة على خلافات بين بن لادن والظواهري ، والزرقاوي، وبعد قتل الزرقاوي، كانت ادارة (السي آي أي) ،قد أعدت وهيأت لها شخصا آخر يدير عملياتها العسكرية في العراق ،وكان معتقلا عندها في سجن بوكا وهو ابراهيم عواد البدري المعروف الان بابي بكر البغدادي، الذي اطلقت سراحه فور مقتل الزرقاوي، وقائلا لسجانيه بالحرف الواحد(سوف نراكم في نيويورك باللغة الانكليزية)،ليعلن تنظيما جديدا يختلف عن الزرقاوي تحت مسمى(الدولة الاسلامية في العراق والشام)،وهكذا اصبح تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام بديلا عن شركة بلاك ووتر الامنية ،والمكنى الان بتنظيم (داعش)، فماهي مهامه بعد ذلك وماهي العمليات التي قام بها ، وكيف استطاع ان يغرر الاطفال والشباب ويموه على الذين يبايعونه طيلة هذه السنوات ، وكيف انفضح امام العالم والعراقيين ، وكيف يهزم ، وماذا سيكون حال العراق بعد داعش، وماهي صلاته بالميليشيات الايرانية ودورهما في تدمير العراق،واشعال الحرب الطائفية فيه، ومن هم مروجو اكذوبة (الحشد المقدس) ،
وماهي اهدافه الحقيقية التي انطلت اكذوبته على العراقيين السذج، وهنا نرد على كل هذه الاسئلة الملحة، التي يحتاجها المواطن الان، وهو يخوض غمار حرب تحرير لمدن العراق ،التي تسيطر عليها شركة داعش الامنية الامريكية ، ويكمل تدميرها( الحشد المقدس) الذي تقوده ميليشيات خامنئي،بالتفجير وقتل الابرياء وحرق البيوت والجوامع وسرق ممتلكات المواطنين ، اذن المهمة مزدوجة ومتناسقة ومتوافقة بين شركة داعش والميليشيات، لان من مهامهما ،خلق الفوضى الخلاقة تطبيقا لشعار كونداليزا رايس ، وقتل اكبر عدد من العراقيين الابرياء،وتهجير اكبر عدد منهم ، وتدمير البنى التحتية ،واشعال حرب اهلية طائفية تمتد لقرون بين (السنة والشيعة)، تحت حجج واهية تحت شعار (كسب العقل الشيعي وخلق عدو افتراضي دائم متربص به هو العقل السني )،
وهذا ما تحقق بدهاء عند العقل الشيعي للاسف، ولو قسما كبيرا منهم لم يقتنع، ولكن فقط شيعة ايران في العراق ،ممن هو مؤمن بولاية الفقيه الايراني الفارسي المرشد خامنئي، وايضا عمل تنظيم داعش على غسل ادمغة الاطفال والاميين حصريا من الشباب وضمهم الى تنظيمه بحجة الجهاد وتطبيق الشريعة الاسلامية ومنهاج النبوة وغيرها ،لانهم اكثر استجابة له ولخزعبلاته الجهادية ، وهكذا تمدد التنظيم ، واستطاع ان يجد له موطىء قدم له ،في حاضنة العراق الغربية لاسباب كثيرة منها ، ان المدن الغربية مدن ثائرة ضد الاحتلال،وان التنظيم بظاهره (سني)،
ولقربه من سوريا والصحراء ،التي توفر له حركة التنقل بين العراق وسوريا ،والانتشار والتدريب وغيرها،وهكذا استطاعت ادارة بوش الابن ومن بعده اوباما من قيادة هذين التنظيمين لصالح امريكا، فاخترع نوري المالكي، بوحي ودعم ايراني غير مسبوق فكرة الحشد الشعبي ،تمهيدا لانشاء حرس ثوري عراقي ،على غرار الحرس الثوري الايراني ، وكانت ايران شريكة ومطلعة ومشاركة، في هذا السيناريو الامريكي ، والدليل هو تخادم مصالحها مع ادارة اوباما وبوش في العراق، واختلافها في سوريا،وهذا سبب تحالف امريكا-ايران في العراق وعملهما المشترك لتدميره والسيطرة عليه ،فامريكا صنعت داعش وايران صنعت الميليشيات ، وبعد كل ما جرى للعراق، من قتل وتهجيروتدمير كامل للمدن وتفجيرها، عادت امريكا وايران الان لاعادة بناء العراق على مقاسهما ومصالحهما بعد الاحتلال في العراق، العراق الان دولة ميليشيات بإمتياز، وإيران تدير هذه الدولة بشكل علني ويعرفه العالم كله، وما سيطرة الميليشيات الايرانية على العراق وحكوماته ومؤسساته ووزارته وجيشه واحزابه ، الا دليل على ما نقول، وصور خميني وخامنئي يراها العالم ،معلقة ومنصوبة في شوارع بغداد والجنوب ،
دون ارادة الشعب العراقي هناك ناهيك عن تصريحات قادة طهران بان بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية، وهذه اشارة واضحة الى ان من يحكم العراق هو ايران وليس غيره ، وما هذه الحكومات، الا دمى يحركها قاسم سليماني وع،صابته من قادة ميليشياته ا،لتي تهدد الاحزاب والحكومة كل يوم دون وجل او خوف من احد ،وهكذا نرى التواطؤ والتوافق بين داعش-الميليشيات واضح ،ومعارك تكريت والبيجي والمقدادية وامرلي والبوعجيل ومكحول وأخيرا الفلوجة ،ورأينا نوعية القتال والانسحاب بينهما ، وترك المواقع استجابة لاتفاقات مسبقة وأوامر امريكية وايرانية،والموصل والفلوجة شاهد صارخ على ذلك، اما التفجيرات التي تحصل فكلها تخطط لها امريكا، وتهيء لها ايران وتنفذها الميليشيات وتعلن عن مسؤوليتها وتتبناها داعش ، واخرها تفجيرات الكرادة الاجرامية الدموية ، وهذا يفضح الجميع ،ويؤكد لنا ان داعش ماهو الا شركة امنية امريكية، تديرها السفارة الامريكية في العراق، وهناك عشرات الادلة تثبت ان الطائرات الامريكية تلقى الاسلحة لداعش، وتقوم بانزالات لقيادات داعش بعد اتمام مهماهم ونقلهم الى جهات اخرى، وترسل اوامرها لداعش للانسحاب من اماكن ساخنة بمعركة معينة، لتحقق (نصرا لها ولحكومة العبادي، وهكذا تسريت معلومات اكيدة، ان القوات الامريكية نفذت انزالا جويا ،في قاعدة صدام الجوية في القيارة ،لغرض الانطلاق لاستعادة الموصل وتسجيل نصر استثنائي في الموصل لاهداف انتخابية خططت لها ادارة اوباما لتحقيق فوزاكيد للمرشحة الرئاسية من الحزب الديمقراطي التي ينتمي له الرئيس اوباما ، لهيلاري كلنتون،
فأعطت اوامرها لداعش للانسحاب من قاعدة القيارة، دون قتال يذكر، ودون ان تفجر مهابط الطائرات والمدارج والابينة الاخرى ،والتي كانت تسيطر عليها منذ سنتين، اذن وبكل وضوح تاكد لكل العراقيين ان داعش ،ما هي الا شركة امنية تتخفى تحت يافطة تنظيم داعش وباسم الشريعة الاسلامية ، وجميع افعاله الاجرامية تؤكد هذه الحقيقة ، فمن فجر اضرحة الانبياء في الموصل ومحا اثارها وفجر رموزها التراثية والحضارية ، ودمر عماراتها وابنيتها المهمة هو داعش ، وهذه افعال لا يمكن ان يقبلها الاسلام وسماحته ، فكان من الاجدى ان يقوم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في فتوحاته ،أن يهدم ويزيل كل الاثار في المنطقة بعد الفتوحات الاسلامية، بل أبقاها لتكون شاهد على حضارة العرب والاسلام،وتؤكد أن الاسلام رسالة محبة وسلام للشعوب،وليس رسالة إرهاب وقتل كما يريدها داعش ، داعش شركة امنية امريكية ستغادر الموصل بأمر من البيت الابيض قريبا ، لتعلن ادارة اوباما (النصر النهائي) ،على داعش في العراق ،لتفوز هيلاري برئاسة امريكا لدورة اخرى ، هذه هي حقيقة تنظيم داعش والميليشيات،وهذه أدوارهما التدميري للعراق والمنطقة، داعش والميليشيات اتهت مهمتهما في العراق الان ،والعام المقبل سيكون العراق ،بلا داعش ولا ميليشيات ولاهم يحزنون ،إنتظروا السيناريو الامريكي الاخر ....... \