اذا ما بقى الحال هكذا بدون اي اصلاحات حقيقة في الواقع الامني لا نتوقع ان يكون انفجار الكرادة الاخير وانما ستعقبه سلسلة من الانفجارات في بغداد والمحافظات واعتقد ان تنظيم داعش ومن خلال عدد من الخلايا المنشرة لديه اساليب متعددة من اجل ايقاع اكبر ما يمكن من الخسائر البشرية والمادية وزعزعة معنويات المواطنين ويحاول استغلال الثغرات الموجودة في الخطة الامنية التي فشلت بشكل واضح واصبحت السيطرات المتواجدة في شوراع بغداد عائقا امام المواطن وسبب بالتاخير والازدحامات ولا سيما بعد عجز جهاز كشف المتفجرات الذي لم يكن سوى صفقة خاسرة هدرت من خلالها ملايين الدولارات ولازال يستخدم في السيطرات رغم علمهم انه غير صالح لكشف الاسلحة وغيرها من المواد المتفجرة . تعددت الروايات واختلفت القصص عن ما جرى ليلة انفجار الكرادة وحقيقة ماجرى , البعض يشك بتهاون القوات الامنية والبعض الاخر يعزو ذلك الى الاهمال وخصوصا بعدما كان الشارع المؤدي الى موقع الانفجار مغلق نتيجة الازدحام التي كان تشهده المنطقة من قبل المواطنين لغرض التبضع لاستقبال العيد ولكن تم فتح الطريق بعد فترة زمنية وبعدها حصل الانفجار الكبير الذي كان نتيجه خسائر بالمئات بالارواح ما بين شهيد وجريح وكذلك اضرار كبيرة بالمحال التجارية نتيجة الحرائق , الامر مختلف ما بين الحقيقة وما بين ما تشاهده على ارض الواقع فالصورة الحقيقة لموقع الانفجار مؤلمة اكثر مما نتوقع او نشاهده على شاشات التلفزة فهي مؤلمة وقاسية الى درجة كبيرة وقد حولت موقع الانفجار الى منطقة محترقة تغيرت معالمها بشكل واضح . في موقع الانفجار تتعدد الروايات وتختلف القصص من شخص لاخر كان موجود لحظة الانفجار او ربما يحاول ان يبرهن على قدرته على تحليل الامور كما يراها , لذا هذا التباين والاختلاف بما تسمعه عن ماحصل قد يكون غير حقيقي ومظلل من ناحية وقد يكون حقيقة لاتقبل الشك من ناحية اخرى , البعض تحدث عن وجود اسلحة داخل مجمع الليث التجاري وهناك من يمنع الناجين من الهروب تحت تهديد السلاح والبعض الاخر تحدث عن اغلاق الابواب المؤدية الى سطح المجمع والاخر تحدث عن انقطاع التيار الكهربائي مما ادى التخبط وعدم الرؤيا خصوصا بعدما اشتعلت النيران وانتشار الدخان بكل ارجاء المبنى مما ادى الى ايقاع هذه الخسائر الكبيرة بصفوف المواطنين الابرياء والبعض الاخر تحدث عن وجود حالات اختطاف لاشخاص من موقع الانفجار , كل هذه الروايات المختلفة قد تجعلنا امام سيناريو فلم سينمائي اجنبي او هكذا يتبادر لنا , ولكن مهما اختلفت القصص حول الانفجار يبقى الامر مخطط له ومدروس قبل التنفيذ بحيث تم اختيار وقت الازدحام لايقاع اكبر مايمكن من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية . في موقع الانفجار لم اجد اي حفرة خلفتها العجلة المفخخة على الارض رغم انني لست ضليعا بهذه الامور ولكن كلنا نعلم ان اي انفجار يترك اثرا على الارض او حفرة لمساحة معينة وهذا ما لم اجده والغريب بالامر ايضا ان المحال التجارية القريبة من موقع الانفجار لم تتاثر وحتى المجمعات التجارية الليث والهادي المتضررة لم تعرض لا ي تخريب نتيجة الانفجار سوى الحريق وهذا يدل على استخدام مواد متفجرة حارقة وتقنية جديدة لم تكن متوقعة من قبل الاجهزة الامنية . ان انفجار الكرادة وما خلفه من خسائر كبيرة يجب ان لايمر مرور الكرام وان تشكل لجان تحقيقة لمعرفة الاسباب الحقيقة لهذا الاخفاق الامني وان تشكل لجنة خاصة لمعرفة المواد المستخدمة خلال التفجير الارهابي في الكرادة وتضع الحقائق كاملة امام الرأي العام لمعرفتها ومحاسبة المقصرين على اعلى المستويات مهما كانت مناصبهم وانتمائهم الحزبي وان لا تسوف نتائج التحقيق وتحفظ قبل ان يأخذ القانون مجراه الحقيقي .
|