اعرف ان عيونك لم تذرف ولا دمعة على الذين وقعوا في الكرادة أوفي مرقد سيد محمد في بلد وأعرف أن عويل الامهات في مقبرة النجف صباح يوم العيد لايرجف لك جفن ولايحرك لك شعرة واعرف أنك تجيد التمثيل امام الكاميرات والفضائيات واعرف أنك تتحسر على الشهداء فقط لانهم اوراق انتخابية احترقت في لهيب المفخخات الشيطانية.
ولا اخفيك سراً أنك لاتهتم ايضا إلى اجيال الارامل والايتام ولا إلى الاباء ولاتحزن على الخراب والدمار ولايعصر قلبك قوافل الشهداء ولاتخجل من نفسك من سنوات الخراب واعرف أنك تخاف على مشروع الاسلاميين في السلطة وانهم يتعرضون إلى مؤامرة كبيرة واعرف أنك تخاف على العملية السياسية واعرف أن شعارك ليموت الجميع ولتعيش العملية السياسية التي منها تأكل وتشبع بطنك الذي لاتشبعه كل اموال الدنيا. وقبل كل هذا اعرف أنك ستوجه التهم إلي وسهام التعنيف واعرف أن هذه المقالات تزعجك في المنام وأنا على يقين أنك تهوى لعبة المباهاة واعرف أنك صبي عجوز لاتقوى الا على توزيع المصالح والمناصب والمكاسب والمنافع.
اعرف أن اولادك في السويد وفرنسا وبريطانيا واستراليا وكل بقاع الله الامنة واعرف أنك تنظر إلى العراقيين في بغداد والمحافظات أنهم مجرد وقود لسيارات مفخخة يقودها من عمتهم كتب الظلام والجهل والتخلف وعمائم الموت ومساجد الحقد.
اعرف انك مراهق تهوى لعبة القمار التي تدور في رحى اعمار الاطفال والشباب واعرف ايضا أنك تحب بلدان الجوار اكثر من بلدك الذي لاتعرف الا المنطقة الخضراء والمطار واعرف أنك لاتنام الليل الا ونظرت إلى جنسيتك الاجنبية.
تستهويك ارداف النساء في مراقص اوروبا لكن الحق يقال أنت لاتفارق صلاة الليل ولاصلاة الصبح كيف لا وانت ممثل وفنان في كل شيء لقد مارست دور الضحية 13 عاماً وانت تضحك على ذقون ناخبيك الذين لا مأوى لهم الا انت في موسم كل انتخابات تصطنع لعبة جديدة فيأتي الناخبون من كل حدب وصوب.
لاتشعر بالخجل وانت تقف أمام شاشات التلفاز وصفحات الفيسبوك لتشاهد اشلاء ناخبيك وهي تحترق وتتحول إلى رماد في الكرادة ،الذين ظنوا بك الظن الحسن، كل الذي اعرفه عنك أن قلبك خشبي لاتشعر بالالم وانت تجتمع في بيت السيد المبجل لتصدر بياناً خجولاً فاهيا ً كسويلاً كسيحاً في اللغة والبناء والمشاعر عن الجرائم التي تصيب جماهيرك التي قدمت الدماء والرقاب لتجلس مرفها فيها تتبادلون الابتسامات وتصطنعون الوجوه الحزينة. نعم، أنت تجيد ارتداء العمامة السوداء وتجيد لبس ربطة العنق وتجيد كذلك تحوير المصطلحات وتجيد اكثر الكذب انت كذاب ماهر من النوع الخاص تتحدث بلغة واثقة وتُحسن تخدير الناس لكن ماذا سيكتب عنك التأريخ وفي اي صفحة سوداء سيذكرك هذا الذي لا اعرفه ولا استطيع معرفته في الوقت الحاضر؟
|