الكرادة و الجهات العليا التي أمرت وزير الداخلية بتفجيرها

هل كان يعتقد وزير الداخلية الغبان في مؤتمره الصحفي بعد تفجير الكرادة أن سيبرأ نفسه وينأ بها عن المسؤولية حين قال ( تعرضت لضغوطات من جهات عليا بعدم التعرض الى السيارة التي دخلت الى الكرادة وتفجيرها ) ؟! ماذا كان يتوقع وماذا كان يتصور وعلى من يراهن ؟ وهل وصل الحال بهكذا مسؤولين ينظرون الى الشعب العراقي على أنه ساذج جاهل الى درجة الصفر المطلق بحيث لا يحلل الكلام ولا يفهم ما بين السطور وقد الهمته تجربة الثلاثة عشر عاماً دراية وحكمة تفوق دهاء ومكر هؤلاء الساسة ! في الحقيقة ان تصريح وزير الداخلية اثبت الإدانة والتهمة على نفسه وعلى جهات سنكشفها في المقال , فنقول ألم يكن بالأولى من وزير الداخلية أن لا يرضخ ويخنع لهذه الضغوطات خصوصاً والأمر متعلق بأرواح الأبرياء ويفضحها قبل الانفجار وينقذ حياة الأبرياء وعندئذ سيتكفل الله تعالى بحمايته والشعب معه ظهيراً وإذا ما كتب له القتل كانتقام منه سيكون مخلداً في الذاكرة ومرحباً به في الآخرة وكأنما أحيا الناس جميعاً وفي الدنيا يكون اسوة وقدوة لمنتسبيه في الداخلية وغيرهم ؟ فلماذا لم يتخذ من ذلك الشرطي برتبة عريف قدوة واسوة في الشجاعة عندما احتضن الإرهابي المفخخ بالمتفجرات ؟!! 
بدل أن يكون شريكاً خاضعاً ذليلاً في رقبته دماء الأبرياء ؟! وهل كان يعتقد ان استقالاته ضمان لصك الغفران ؟! 
نعود الى الجهات العليا التي ضغطت عليه بعدم تفتيش سيارة المتفجرات التي لم يشهد لها مثيل في العراق , فالمفهوم من كلامه أن هذه الجهات العليا هي المسؤولة والمؤسسة والمقررة والمدبرة لأمر التفجير الكارثي وتورطها هذا يثبت ان لها سوابق في الجرائم والتفجيرات وتسهيل مرور السيارات المفخخة وتجولها أنى تشاء ؟ والسؤال من هذه هي الجهات العليا ؟ فمن مفردة عليا يذهب الذهن الى تصور عدة جهات ولكن ترجيح أحدها على الأخرى وفق سطوة وسيطرة وقدرة وتحكم احداها على الأخرى , فلو قلنا هل يقصد رئيس الوزراء العبادي نفسه لقلنا من يكون العبادي الضعيف كجهة عليا قبال غيره في الساحة العراقية المخترقة والمسيطرة عليها من قبل جهات دينية ومليشيات وفصائل تقبع كلها تحت الإرادة الإيرانية بالإضافة لو كان المقصود هو العبادي لم يتوانى الغبان من التصريح باسمه لأن سيندفع لتسقيطه لعدم ارتباطه بنفس الجهة وهذا ما يخدم جهته الحالمة بمنصب رئيس الوزراء ,هنا نقول مهما نشرق ونغرب ونحلل ونستنتج فالأمر لا يعدو دولة اجنبية تتحكم وتسيطر على القرار السياسي والأمني وتسيره وفق ما تريد وهذا بامضاء ورضا وعلم المؤسسة الدينية الخاضعة الخانعة لهذه الدولة الأجنبية الجارة وهذا يعني تورط هذه المؤسسة الدينية في الدم العراقي ومؤامرتها على احداث الفتنة والانتقام المتبادل ؟ وهنا نتساءل أيضاً لدفع اعتراض من يؤله المؤسسة الدينية لماذا لم نجد هذه المؤسسة تهتم لتصريح وزير الداخلية وترسل عليه فوراً للتحقيق في القضية ويبين لها قصده من الجهات العليا التي أحدثت هذه الفاجعة المروعة ؟!! 
هل حدث هذا هل سمعنا تصريحاً أو تلميحاً أو مبادرة جادة حقيقة من هذه المؤسسة ؟ الجواب لا يوجد ! سبحان الله فعلى ماذا يدل ذلك ؟! ما نريد أن نوصل اليه ونوصله ونرسخه في عقول أبناء شعبنا أنه ليس فقط القاعدة وداعش وفلولها وفكرها المتطرف هي من تقتل وفجر وتتاجر بالدماء بل يوجد وعلى نفس الكيفية والغاية بل اشد واخطر ممن يدعي التشيع والفقاهة والمرجعية العليا للشيعة ودولة الإسلام والولاية تفجر وتقتل وتتسابق الى المصالح السياسية والعقائدية والسطوة على جماجم العراقيين ولا تعرف ان تتنفس الهواء النقي الا برائحة اللحم المتفحم السبب في نشوتها وديمومة تسلطها .