مازال الغموض والاسرار يطوق تفجير الكرادة

رغم مرور اكثر من اسبوع , فلم يكشف النقاب الحقائق التي رافقت التفجير الدموي في الكرادة . من حيث التداعيات والمسببات والاسئلة الصاخبة , لتمزق الغموض والطلاسم والاسرار والالغاز , التي لازالت تبحث عن اجابات شافية . ومازال المواطن يلوك السؤال والتساؤل , عن معرفة الحقائق , التي اصبحت غامضة ولم يكشف نقاب عن حقيقتها الفعلية . كأنها من خفايا الصراع السياسي العنيف , على السلطة والنفوذ والمال , الذي يتحكم بعقلية الاحزاب الطائفية الحاكمة , التي اصبحت تتقاتل على الكراسي والمناصب . وهي التي سبب الخراب المدمر الذي اصاب العراق , ورغم ان التفجير الدموي المرعب , الذي احدث صدمة صاعقة في الشارع العراقي . الذي يطالب بكشف الحقائق في تشكيل لجان تحقيقية جدية , حتى تتوضح الصورة الكاملة , الدوافع والحقائق والاسرار التي اصابت تفجير الكرادة , قبل ان ترمى في سلة المهملات , بعد ان تخمد عاصفة الهيجان الشعبي . وان الاحزاب المحاصصة الفرهودية , في موقع الاتهام والمسؤولية , فقد عجزت تماماً في ادارة شؤون العراق . وانشغلت بالهوس المجنون للفساد المالي , الذي خلق الكوارث المدمرة للعراق , ومن جملتها الارهاب الدموي . والغريب في الامر لحد الان لم تفعل وعود العبادي , في تشكيل لجان تحقيقية , تميط اللثام عن الاسرار والغموض المخفية , التي رافقت التفجير المدمر , ومن اجل تحديد مسؤولية المقصرين والمتواطئين في العملية الارهابية المروعة في الكرادة . قد يتبادر الى الاذهان . بأن العبادي الضعيف والمهزوز , قرر اعفاء قائد عمليات بغداد وبعض كبار القادة الامنيين . ويخشى ان يكون هذا الاعفاء موقتاً , دون تتم المحاسبة والاستجواب ومحاكمة المقصرين الذين خانوا المسؤولية والواجب . لانه ببساطة العبادي بمثابة بيدق شطرنج في ايادي احزاب الفساد الحاكمة , الذين يديرونه حسب مشيأتهم ورغباتهم , وانه لا يملك القرار السياسي والامني والخدمي , لذلك يجب على الشعب تشديد الحملة على العبادي واحزاب الفساد , في الاسراع في تشكيل اللجان التحقيقية , قبل ان يرمى الحادث الاجرامي المروع في سلة المهملات , يجب الاجابة على هذه التساؤلات الغامضة وهي :


1 - اعلن وزير الداخلية ( محمد الغبان ) في مؤتمره الصحفي , حيث قال ( بأن السيارة المفخفخة , اتت قادمة من ديالى مع سيارة اخرى , وكنت اعلم بذلك ) . هذا التصريح المدوي بمثابة ادانة صارخة ( من فمكم ادينكم ) . السؤال . لماذا تركت السيارة المفخفخة تدخل الى بغداد دون ايقافها واعتقال سائقها ؟ حتى يكشف المخطط الارهابي , قبل وقوعه ويحصد المواطنين الابرياء . منْ منع الوزير من ايقاف السيارة المفخفخة , هذا يحتاج الى لجنة تحقيقة جدية , حتى تكشف النقاب عن هذا السر والطلسم الكبير , الذي يشم منه رائحة التواطئ والتقصير والاجرام .


2 - فرق الدفاع المدني . صرحت الى وسائل الاعلام , بأنها شاركت في اطفاء الحرائق , خلال الخمس الدقائق الاولى من الحادث , بمشاركة 44 عجلة اطفائية , مع سيارة حوضية سعتها 10 آلاف لتر من المياه , لكن المواطنين المتواجدين في الحادث , تحدثوا الى وسائل الاعلام المصورة , بأن مديرية الاطفاء تأخرت حوالي ساعة , او خمسين دقيقة من الحادث وشاركت باربع عجلات اطفائية مع سيارة حوضية للمياه . هذا التاخير زاد من حدة الحرائق , وتفحم المواطنين المحاصرين , وزادت من الخسائر والدمار الهائل . من يتحمل مسؤولية التأخير , على رئيس الوزراء ان يتحرى عن الاسباب التأخير .


3 - تبادل الاتهامات الخطيرة , بين قائد عمليات بغداد , ووزير الداخلية , بأن هذا الثاني هو المسؤول عن تصاعد وتيرة العنف الدموي بالسيارات المفخفخة , لانه ( اي الوزير ) اخفاء لمدة اكثر من عام 54 عجلة متطورة للكشف عن المتفجرات والسيارات المفخفخة , واهملها في مخازن وزارة الداخلية , ولم يستخدم منها , سوى عجلة واحدة . هل بأمكان الشعب ان يطلع عن حثيثات هذه الفضيحة الكبرى , التي زادت الوضع الامني تدهوراً وخراباً , وهو يعاني اصلاً من العجز والتخبط والفوضى , وانعدام التنسيق والخبرة والاختصاص , ام ان هذه الفضيحة سيتم طمطمتها كشقيقاتها من الفضائح الكبرى السابقة ؟


4 - اين الكاميرات المنصوبة في بغداد والكرادة , العامة والخاصة . هل يعقل العقل والمنطق , ولا كاميرا واحدة صورت السيارة المفخفخة , ام انها ضمن غرائب سريالية الفساد , التي لا تعد ولا تحصى !!!!! .


5 - اين دور ( صقر بغداد ) ام ان مهمتها فرض الجباية المالية على المواطنين فقط , فقد اختفت نهائياً عن مسرح الجريمة , كأن عصا سحرية اخفتها في طيات الارض السفلى , انه لغز وطلسم محير , هل هناك من يقدر حل هذا اللغز ؟


6 - لماذا فتح الشارع , فكان مغلق , ولماذا بعد عشرة دقائق من فتحه , حدث الانفجار المروع , كأنه فتح علامة ترحيب وسلام للسيارة المفخفخة , لتصل بسلام الى هدفها المرسوم , منْ المسؤول الذي امر بفتح الشارع المغلق , ام انه رشوة او مقايضة مالية , والاجهزة الامنية رائدة باقتدار في الرشوة والفساد .


هذه بعض الاسئلة التي تبحث عن اجابات مقنعة . هل يستطيع العبادي ان يكشف الاسرار والغموض ؟ هل يستطيع ان يجيب على هذه الاسئلة ؟ اشك في ذلك ؟! . والله يحفظ العراق من الجايات من الشر والهلاك