عنوان المقال مهم جداً لفكرته ولفت انتباه القاريء. في حالة مستعصية كالعراق يكون العنوان مجهولاً كماهو مستقبل شعب يٌذبح ..يٌغتصب ...يٌسرق ووجوده بلا حياة . هذه الاشارة ربما تأخذ القاريء الى بعض المتاهة وللتخفيف منها سأورد الفكرة مجزأة الى حيث المبتغى.
دولة بلا وجود ؟ العراق مثال لها وفي ثلاثة سلطات مهمة تؤسس وتنظم حياة الشعب .
اولا / السلطة التشريعية : لاوجود لها في أهم مؤشرين أساسيين هما تشريع القوانين ومحاسبة من ينتهك القوانين والتشريعات. الأمن الوطني وسيادة الدولة في وجودها مٌنتهك منذ العام 2003 عام الفراغ وسنة الاحتلال الامريكي . ماتلاه كان يٌفترض أن تعاد صياغة هيكلية الدولة العراقية بمايسنجم وتحديات المرحلة سياسيا ، اقتصاديا ، اجتماعيا. الى العام 2016 العراق منتهك السيادة والشعب غير آمن على حياته ، ماله ، عرضه.
ثانيا / السلطة التنفيذية :
1- لم تخطط تخطيطا ممنهجا لحل الازمات المحلية والاقليمية والدولية.
2- فشلت في توفير الخدمات للشعب وأغرقته في أزمات متتابعة.
3- رؤساء الحكومات ووزراءهم بمنأى عن أية مساءلة قانونية نتيجة انتهاكات القانون العام فيما يتعلق بأمن وسيادة وأموال الشعب. هم مصدر الأزمات المفتعلة ، مع شركائهم في السلطة التشريعية.
السلطة القضائية /
1- مسيسة وفاسدة.
2- جزء من جرائم الانتهاكات على مستوى انتهاك سيادة الوطن وسرقة المال العام .
أما فيما يتعلق بالرئاسات الثلاث ، فهي رأس الأفعى للسلطات الثلاث وقد أصبح الحديث عن اصلاحها سخافة لمن يشير لها سواء في مقال او تظاهرة او حديث صحفي. الغريب في الأمر أن مواقع التواصل الاجتماعي مازالت الى اليوم وبعد أكثر من اسبوع على وقوع جريمة الكرادة في العاصمة بغداد نرى الشموع والاحزان والبكاء وكأن الجريمة هي الاولى من نوعها في انتهاك حرمة دماء وحياة العراقيين . انتم لستم بحاجة الى شموع الاحزان ومسيرات التضامن بل انتم بحاجة الى بوصلة وطنية تنقذكم من ضياع أنفسكم أيها الاحبة . لقد قلتها منذ أن اطل علينا الدعي حيدر العبادي أن الرجل جزء من فساد وفشل منظومة سياسية لقيطة للأحزاب ومافياتها الطائفية المشؤومة، ولكنكم تراهنون على أشباه رجال بلا حكمة . عودوا الى ماكتبت أعلاه واسالوا أنفسكم ما الجديد بعد كل جريمة قتل مروعة بحقكم ؟ نوري المالكي كان أيضا يقوم بحملة من اعفاء ضباط ومسوؤلين وقادة من مواقعهم فهل سلم العراق مماجرى في عهد المالكي الأسود ؟. حركة الاحتجاج السلمية مازالت تراوح في مكانها وهي جزء من ضياع الجهود فلا تكونوا بلاحكمة في التامل وانتم تعيشون حزنا عاطفيا قبل أحزان عاشوراء التي ستطل عليكم بجهل مضاعف في عقولكم وطائفيتكم التي لعبت بها الاحزاب والعمائم المنافقة . أوجدوا لأنفسكم متسعا من الهدوء والمراجعة ومحاسبة النفس في كل ملفات الفسادين المالي والاداري وكونوا انتم أصحاب المبادرة بعد أن تفرزوا الاقلام التي تخاطب لغة المنطق وتقدم لكم اشارات ومقترحات في كيفية تفعيل مطالبكم العادلة واهمها حياة حرة كريمة. حياتكم بلا كرامة مع هؤلاء اللصوص من القادة وبينكم ايضا لصوص يا ابناء العراق سواء في الكرادة او الاعظمية او النجف واربيل وسائر مدن العراق والا كيف وافقت لجنة المشاريع باعطاء اجازة بناء المجمع التجاري الذي وقع فيه الانفجار في منطقة الكرادة وهو بلا مخارج طواريء ؟ اليست الرشوة من ساهمت في زيادة ضحايا الانفجار ؟ .
في تصوري لايجاد آليات انقذا وطننا وأنفسكم عليكم اولا بالالتفاف حول حركة الاحتجاج السلمية ومارسوا ضغطا مضاغفا على قيادتها للتعجيل بتنفيذ المشروع الوطني بعيدا عن الاحزاب المؤلفة للسلطات الثلاث منذ العام 2004 والى اليوم يجب أن يٌنحى هولاء عن المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي كعقوبة وطنية رادعة. لم يبقى لكم شيء تخشون ضياعه فلا تنتظروا من المنافقين واللصوص رحمة بكم . اللهم اشهد اني قد بلغت.
الرحمة والخلود لشهداء الوطن .
|