فرحة مسروقة |
لك الله يا شعب العراق … لك الله يا شعب الأحزان … لك الله يا شعب المأسي … لك الله يا شعب النوائب ,لقد سرق الظلاميون ــ أصحاب الرؤوس العفنة والممتلئة حقداً أسود ــ فرحتك بقرب نهاية شهر الله رمضان الكريم وبلوغ عيد الفطر فأرتكبوا جريمتهم الدنيئة والنكراء بكل المقاييس الأنسانية فأغتالوا المئات من أبناء وبنات هذا الشعب المنكوب والمبتلى حين فجروا منطقة الكرادة في بغداد وتحديداً قرب مجمع الليث التسويقي الاكثر تضرراً حيث سقط فيه أكثرعدد من الشهداء لأكتضاضه بالمتبضعين لملابس واكسسوارات العيد من كلا الجنسين من كبار السن والشباب والاطفال ,وامتد تأثير دمار الانفجار الى البنايات القريبة وكذلك عديد من السيارات المركونة في المنطقة الاموال كلها تعوض ولكن الارواح البريئة والاجساد الغضة, التي لم تبلغ عيد الفطر لهذا العام والتي تطايرت وتمزقت وصارت اشلاء متناثرة ,كيف تعوض؟ المأساة تكمن في احتراق أغلب جثث الشهداء بالكامل الى حد التفحم وعدم معرفة جنس وعمر الجثة هل هي ذكر أم أنثى أم شاب أم كهل (177) جثة شهيد متفحمة وغير واضحة المعالم تنتظر مطابقة تحليل ال (DNA) مع ذويهم لغرض تسليمها لهم هذا ما كشفت عنه وزارة الصحة العراقية . الألم والغصة يعتصراني الى هذة اللحظة وانا اسطر هذة الكلمات علها تخفف من ألمي . يعد هذا الانفجار هو الاكثر دموية والأعنف منذ غزو العراق على يد القوات الامريكية وحلفائها في عام 2003م ,حسب وما صفته صحيفة نيويورك تايمز الأميريكية, وخلف ردود افعال واستنكار عالمية وأن كانت فاترة بعض الشيء, حيث أدان الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة التفجير ,مطالباً بضرورة تعقب منفذيه لنيلهم القصاص العادل عنه ,وكذلك ادانت التفجير عدة دول عربية وغربية حيث أستنكرت هذا العمل الأجرامي الجبان ,حتى محرك البحث الاشهر عالمياً ( غوغل) أعلن الحداد على شهداء تفجير الكرادة بوضعه شارة سوداء اسفل خانة البحث , جامع الأزهر الذي يعتبر مركز أسلامي مهم للافتاء اضافة لما له من مكانة معنوية وقيمية على العالمين, العربي والاسلامي على حد سواء , جاء بيانه بالأستنكار حول هذا الحادث الاليم متأخراً قبل أيام معدودة كمحاولة لذر الرماد في العيون ,على أثر الأنتقاد الذي وجه له . الانفجار لم يميز بين مسيحي أو صابئي أومسلم سنياً كان أم شيعياً أواي من الديانات الاخرى , بل أستهدف الشعب العراقي بكل مكوناته . بعد وقوع الأنفجار بوقت قصير أعلنت (داعش) مسؤوليتها عنه متوعدة بهجمات أخرى وهو ما حصل فعلاً في قضاء بلد في محافظة صلاح الدين حيث اقدم ثلاث أنتحاريين مفخخين بأحزمة ناسفة على تفجير أنفسهم قرب مرقد (سيد محمد أبن الامام علي الهادي عليهما السلام) مع اطلاقهم الرصاص بكثافة صوب الزائرين سبقها قصف لقنابل الهاون استهدفت المرقد الشريف قبل التفجير مما أدى الى استشهاد وجرح عدد ليس بقليل من الزوار ومرتادي السوق والسؤال المهم الان هوهل الحكومة بأجهزتها الامنية والاستخباراتية التابعة لوزارة الداخلية قادرة على تقويض وأفشال مثل هذة الهجمات ..؟؟ خصوصاً بعد الانتصارات الاخيرة التي حققها ابناء قواتنا الباسلة بمختلف صنوفها بمعية أبناء الحشد الشعبي المقدس ستكون هناك كما توعد تنظيم (داعش الارهابي) ضربات في الداخل كرد أعتبار لما تكبده من خسائر فادحة في معارك الفلوجة وناحية القيارة وغيرها من المناطق. المعلن الأن هناك تحقيقات مكثفة لمعرفة ملابسات وقوع حادث تفجير الكرادة سبقه اقالة واقصاء عدد من القادة الأمنيين المسؤولين عن منطقة التفجير ,نتمنى أن تنجلي الحقائق وان تعلن للرأي العام بعد أكتمال التحقيقات وأن لا تذوب وتصبح نسياً منسيا كسابقاتها من الحوادث والتحقيقات التي اصبحت ملفاتها مركونة على الرفوف ,ربما تنتظر دورها للمساومات والصفقات السياسية .
|