انتم الكبار ونحن الصغار |
لأحبتي في النجف وكربلاء والديوانية وغيرها لم أكن اعرف ان للكلمات مثل هذا الأثر الطيب في النفوس ، لم أتخيل للحظة ان الجروح يمكن ان تشفيها كلمة ، وأن الشهداء يمكن ان تعيدهم للحياة لمسة حانية من ضمائر صافية . بضع كلمات كتبت على لافتة في الديوانية يقدمون فيها التعازي للعامرية باستشهاد شبابها وهم يعلنون فيها ان الدم العراقي واحد . ويلتف حول اللافتة شباب بإعمار مختلفة ، انظروا الى سحنتهم كيف أنهم محزونون وكأن لكل منهم شهيد او اكثر في العامرية . في كربلاء المقدسة ورقة صغيرة لكنها بحجم القلب كتب فيها اهالي كربلاء بانهم سيصلّون لشهداء العامرية صلاة الوحشة ، ويترحمون على أرواحهم ويقولون بأنهم يعلنون الحداد والعزاء على إخوانهم ، هل سمعتم ماذا قالوا :إخوانهم . وقد كتبت بكل صدق ، لا كمثل بياناتنا التي نجترها بلا روح ، واحيانا دون ان نعي كلماتها . وعلى كارتونة خلعت من باكيت كتب شباب النجف الأشرف تعزيتهم يعلنون فيها الحداد لثلاثة أيام تضامناً مع العامرية الحبيبة وقد رسموا قلباً للمحبة عند كلمة العامرية . في نهاية الكرتونة التي كتبها شباب بالكاد يعرفون يكتبون ، هم ليسوا من أدعياء الثقافة او من حملة الشهادات العليا مثلي ، هم بسطاء ببساطة الكرتونة التي كتبوا عليها كلماتهم الصادقة الصافية ، هل تعرفون ماذا قالوا في نهايتها ؟ قالوا يا ألله ، لم تدمع عيني فرحاً كما هو اليوم رغم كل الأسى . وانا سأقول لكل شبابنا في العراق نيابة عن كل السياسيين الذين يقبلون بماسأقول ونكاية بالذين سيحتج منهم على ماسأقول ، اعلن منذ الآن : |