تنعقد القمة العربية 27- - في نواكشوط بموريتانيا بمشاركة أغلب ومعظم القادة والرؤساء العرب في ظل الأجواء الحزينة والمعتمة التي تسود عالمنا العربي والإسلامي ، وكالعادة ستتصدر أولويات القمة العربية القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الحرية ، وطبعا دون التطرق إلى جرائم ومجازر وإرهاب الكيان الصهيوني اتجاه أشقائنا الفلسطينيين ، ومن ثم ستلتفت القمة قليلا إلى تطورات الأزمة السورية ، التي وللأسف طالت وتوسعت وامتدت بفضل تقاعس بعض القادة العرب عن أداء دورهم بكل صدق ومصداقية اتجاه أشقائنا السوريين ، ومن ثم سيتطرق القادة والرؤساء إلى كيفية مواجهة الإرهاب والتطرف في دولنا العربية ، وهم يعلمون علم اليقين بأن منبع الإرهاب الحقيقي هو أمريكا وبريطانيا وإسرائيل الذين يعقدون معهم الصفقات تلو الأخرى لكسب ودهم والرضا عنهم ، وأخيرا سيتم التطرق إلى الإرهاب الحاصل في العراق وليبيا واليمن ولبنان من خلال الشجب والتنديد والإستنكار الذين لا يفارقون أي قمة عربية ، كأن " الشجب " و " التنديد " هما الأطفال الصغار الذين خلفتهم القمة العربية وضاعوا وتشردوا في شوارعنا العربية . نعم فتلك القمم العربية ما هي إلا امتداد لخيبة الأمل الكبيرة التي عاشتها الشعوب العربية في ظل تلك القمم ، ودرس يخجل منه المواطن العربي في جميع مراحل حياته ، وإنتكاسة خطيرة لا يعرف فيها كيف يواجه التحديات الكبيرة التي تعترض عالمه العربي ، فجميع القمم العربية أصبحت مملة وتعيسة وسوداء المستقبل تفتقر إلى الحدث والصدق والجرأة في الطرح ، حتى باتت تعبر عن فشل مشروع التضامن العربي – العربي ، وهذا الأمر أدى في المقام الأول إلى قتل الحلم العربي الذي تم حفظه عن ظهر غيب في الكتب المدرسية والمكتبات العامة . فشعوبنا العربية تعبت وسئمت من الشعارات والبيانات الرنانة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، وأدركنا بأن القمم العربية ما هي إلا سراب وأحلام لا يمكن أن تتحقق في ظل الخداع والكره والمصالح الشخصية التي يمارسها أغلب القادة والرؤساء العرب . وأن عقد تلك القمة في نواكشوط بالعقلية العربية المتحجرة سيؤدي حتما إلى ضياع ما تبقى من إجماع عربي ، وسيصب في قناة تدمير فتاكة لمصلحة الكيان الصهيوني ، وكذلك للتدخلات الأمريكية السافرة والمعيبة في دولنا العربية ، مما يخلق بيئة جديدة سيعيش فيها أجيالنا القادمة في صراع وحشي تتزايد فيه عمق الخلافات العربية – العربية .
|