مبروك يا شعب .. مجلس النواب يساهم في تبذير أموالك |
وأخيراً تم تمرير ميزانية مجلس النواب والتصويت عليها أولياً للعام المقبل رغم ما جاء فيها من تبذير فاحش فاق التصور . وفي الوقت الذي نتباكى فيه على أن خزينة العراق خاوية والحكومة في طريقها إلى إتخاذ خطوات ( تقشفية !! ) وإلغاء مشاريع وتخفيض لرواتب الرئاسات الثلاثة ، وتخفيض في رواتب الموظفين من الدرجات الخاصة وغيرها من الإجراءات ، نراها من جانت آخر ( تُغمض عينيها الواسعتين ) عن الإمتيازات الخاصة المُبالغ بها والتي تخصهم بالذات . إن المعيار بمكيالين أو أكثر أصبح هو المعمول به في مؤسساتنا الحكومية قاطبة التشريعية والتنفيذية والقضائية .
الأمم حين تمر بأزمات مالية تضع نصب عينيها إيجاد الوسائل والخطط لترشيد المصاريف والنفقات الحكومية التي لا تؤثر سلباً على حياة الناس المعاشية خاصة الفقراء منهم ، وتشكل لجان خاصة من خبراء في الإقتصاد المالي والمصرفي يتمتعون بألكفاءة والنزاهة للعبور بالبلد إلى شاطى الأمان وبأقصر فترة زمنية .
لكن الذي يجري في العراق مع الأسف هو العكس وبشكل مغاير ، حيث يجري تبذير الأموال الشحيحة من ما تبقى من الخزينة ( المنهوبة !! ) ، وعلى أيدي من !؟ ، على أيدي برلماننا الموقر المؤتمن على أموال الشعب ومائه وهوائه !! .
لقد جاء في تصريحات بعض السادة النواب خلال لقاءاتهم التلفزيونية ، وكذلك ما نُشر في الإعلام عن الكثير من علامات الإستفهام عن تمرير حزمة من ( السرقات المشروعة ) في جلسة البرلمان التي وافق عليها ( عيني عينك وعلى عناد الشعب ) ومنها : -
١ - تخصيص ثلاثة مليارات وثلاثمئة وخمسين مليون دينار للايفادات … بل قولوا للسياحة والإستجمام !! . ٢ - تخصيص أحد عشر مليار دينار بعنوان إتصالات ، بدعوى عمل فيديو كونفرانس بين مجلس النواب وبين المحافظات !! . ٣ - تخصيص مليارين وسبعمائة وخمسين مليون دينار على الملابس . ولا ندري هل يتطلب لباس موحد للبرلمانيين والبرلمانيات وأن يكونوا في نسق واحد ، وفي كل جلسة يرتدون أربطة وأحذية وشنط يدوية خاصة للنائبات تختلف بالشكل واللون والموديل عن اليوم الذي سبقه !! . ٤ - تخصيص أربعة وعشرين مليار دينار لشراء الأثاث فقط ، لأن قنفات بيوتهم وقنفات البرلمان قد مسها الضرر من المتظاهرين عندما إقتحموه في الفترة الأخيرة !! . ٥ - تخصيص خمسة مليار دينار لشراء سيارات مصفحه لرئاسة المجلس الجديد .. وهذا يعني أيضا أن هناك نية مسبقة بعدم تسليم السيارات المصفحة التي عندهم بعد خروجهم من البرلمان ، أو أن المصفحات القديمة لا تتوفر فيها المواصفات المطلوبة لسلامتهم وحمايتهم من غضب الجماهير !!. ٦ - تخصيص خمسة وعشرين مليون دينار لشراء دراجات هوائية ،لا أحد يعرف السر أو الغايه من شرائها ، وهناك من قال أن العدوى قد إنتقلت إليهم من البلدان ( الكافرة ) حيث شاهدوا بعض مسؤوليها يذهبون إلى أعمالهم مستخدمين الدراجات الهوائية !! . فتصوروا أن السيد رئيس مجلس الوزراء أو السيد رئيس مجلس النواب أو أحد مساعديه أو أي وزير أو مسؤول ( كبير ) آخر يتنقل على ( البايسكل ) ، وبدون حمايات وعربات ناقلة للجنود ومصفحات ، فكم ستكون فرحة الشعب بهم وهم يظهرون بهذه البساطة !! . ٧ - تخصيص مئتي مليون دينار عراقي لشراء لوريات لمجلس النواب ، ولِمَ لا فربما يستخدموها لبناء مجمعات سكنية للفقراء بدلاً عن بيوت الصفيح العشوائية التي تملأ أطراف بغداد وكل المدن العراقية !! . ٨ - زيادة تخصيصات ما يسمى “بالصيانة " من ثلاثة مليار دينار الى عشره مليار دينار عراقي ، وأية صيانة يقصدون ، هل هي صيانة ما أفسده الدهر في أجسامهم !؟ . ٩ - زيادة مخصصات ما يسمى بمكافآت الموظفين من تسعه مليار دينار الى أربعة عشر مليار دينار ، وهل هي مخصصة لموظفي البرلمان فقط ، أم للموظفين الذين حرموهم من مكافئة نهاية الخدمة بحجة أن مؤسساتهم التي عملوا فيها ( طلعت خسرانه !! ) . ١٠ - تخصيص مليارين وستمائة مليون دينار للإنترنيت ، ومن الممكن أن يستفاد منها أولاد وبنات البرلمانيين بدلاً من سفراتهم السياحية المُرهقة !! .
١١ - تخصيص ثلاثة مليارات دينار للمكافئات ، وهي تمنح بلا شك للبرلمانيين الذين سوف يخترعون أو يكتشفون عقاقير تطيل فترة الشباب والعمر !! .
١٢ - في السنة السابقة جرى تسليف أعضاء مجلس النواب ٩٠ مليون دينار لكل واحد منهم ، وفي نهاية العام تم إطفاءها وجعلها منحة غير قابلة للرد ، وهي تدخل ضمن ( خرجيات الجهال !! ) .
١٣ - تخصيص مبلغ قدره ٨٥٠ مليون دينار للأغذية ، وربما تكون لتشكيلات جديدة من الأغذية تتوفر فيها كل المواصفات المطلوبة
لتخفيف الوزن بدون تدخل جراحي !! .
١٤ - يمنح قانون رواتب وامتيازات مجلس النواب البالغ عددهم ٣٢٨ نائبا امتيازات ومخصصات مادية ضخمة كما يمنح النائب وافراد عائلته جواز سفر دبلوماسي لمدة ثمان سنوات بعد انتهاء الدورة التشريعية للمجلس البالغة اربع سنوات ( كمره وربيع !! ) .
هذا قيض من فيض .. وأنا هنا لا أتبلى على البرلمان حيث أن ما جاء من نقاط فيه ورد على لسان السيدة النائبة ( حنان الفتلاوي ) في مؤتمرها الصحفي داخل قبة البرلمان بعد إمرار هذا القانون الجائر .
أين هم السيدات والسادة أعضاء جبهة الإصلاح في البرلمان الذين إستبشرنا بظهورهم خيراً ، أم أن المثل الشعبي ( عند العيون تعمى العيون ) ينطبق عليهم !؟ .
سادتي الأفاضل أذكركم بشخصيات ظهر صيتها في العراق وهي من الطوائف الدينية غير المسلمة ، لا تصلي ولا تصوم ولا تكبر ليل نهار لكنها حافظت على المال العام حد ( الفلس ) ، هل سمعتم بالمرحوم ( حسقيل ساسون ) وزير المالية العراقي المخضرم أيام الحكم الملكي !؟ ، وإذا فسحتم المجال للمخلصين من أبناء الشعب من الذين يتحلون بالكفاءة والإخلاص والنزاهة لظهر عشرات ( الحساقلة ) ، ومن كل الأديان . أما إذا بقيتم مصرين على إعتماد مبدأ المحاصصة المقيتة في إختيار المسؤولين إقبضوا من ( دبش ) في تدبير أموركم المالية المنهوبة !! .
أما الجماهير التي تتظاهر منذ أكثر من عام على حياتها البائسة ، هل تطلبون منها بعد الآن الإستكانة والهدوء بدعوى حربنا مع الدواعش !! ، ألم تتيقنوا بعد بأن الإرهاب والفساد ( وجهان لعملة واحدة !! ) . الجماهير وعت هذا ، وليس لديها غير الإستمرار يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد آخر إلى أن يتم الإصلاح الشامل لمجمل العملية السياسية مهما طال الزمن ( فإن غداً لناظره قريب ) .
|