لهشاشته.. هيثم الجبوري يبتز رئيس الوزراء |
العرب امة كلام.. اللغة تقود افكارهم، وليست الافكار هي التي تستحضر قاموسها؛ لذلك يسير قدرهم عكس دوران عقارب الحياة.. ينخدعون بكلام، ويظنون كلامهم نافذا، ما أثبت أننا أمة غفل! لا ملامح لفطرة الله فينا، فقط هو الشيطان يسير سلوكنا الاهوج.
فالناس مخدوعة، بالأقوال العريضة، التي يدعيها النائب هيثم الجبوري: "حاولوا إغتيالي لأنني أقف مع الشعب، ضد فساد الحكومة" وما إليه من متاجرة بسذاجة شعب مغلوب على أمره، معززا خدائعه بإجراءات متقنة المراءات، مثل طلبه الأخير، بإستجواب رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، مستوفيا الشرط القانوني، بجمع 25 صوتا، حددها النظام الداخلي لمجلس النواب، في التحرك لإستجواب أية شخصية إشكالوية.
وفي الوقت الذي يظهر فيه هيثم الجبوري، في العلن، مطالبا بإستجواب رئيس الوزراء؛ إنتصافا للشعب العراقي المقهور، يحرك مهرجيه وقرقوزاته وأقزامه وجلاوزته؛ لإقناع العبادي برشوة هيثم؛ فيقتنع! لأنه شخصية هشة.. لا تجيد أداءً لائقا بمنصب مختار على قطاع في "الثورة – الصدر".. يستكثر على نفسه التصدي لمن يتحرش به؛ لكثرة المآخذ عليه.. ما خفي منها وما ظهر.
وفعلا.. إلتقى الجبوري أمس مندوبا عن العبادي، عرض عليه إعطاءه "المصرف الزراعي" ينصب عليه من يشاء، يعمل لخدمته؛ مقابل سحب الاستجواب! فوافق هيثم، على "الزراعي" ملكا حكوميا لصالحه شخصيا.. الدولة يجيرها العبادي لأفراد؛ كي يطمطم بلاويه... وافق مشترطا ان يعطوه وقتا للتفكير.. "يعني هو ابو الراهي" مادام رئيس الوزراء طافحا... فأية دولة تلك وأي مجلس وزاري هذا!؟
ميزانية المصرف الزراعي 600 مليون دورلار، توضع تحت تصرف النائب الجبوري، الذي دأب على إبتزاز المصارف والبنوك ورؤوس الاموال، مثل "الشرق الاوسط" لعلي غلام و"المتحد للإستثمار" لفاضل الدباس و"عبر العراق" لأبو رامي.. حسن ناصر، وسواها.
هو يشترط على مندوب رئيس الوزراء، والمندوب يتوسله سحب طلب الاستجواب بسلاسة غير مفضوحة، لا تثير ريبة أحد.. يعني رئيس الوزراء خائف من فضيحة الرشوى التي يدفعها، أكثر من النائب الذي يتسلمها، متاجرا بصلاحيات المنصب، كنائب من حقه الدعوة لإستجواب من يشاء.
ما يدل مؤكدا، أن العراق يباع في صفقات ومساومات ورشاوى.. العبادي لحيته الفاسدة، بيد قفاص مثل هيثم، يقدم "الزراعي" رشوة، كما لو ملك "الخلفوه".. وآخر يتحكم بمشاريع الدولة، يكافئ بها من يشاء...
وليعلم الملتفون حول الجبوري.. ظنا منهم أنه يدافع عن قضاياهم.. أنه حائك دسائس لنظرائه السياسيين، موظفا ثقة المخدوعين به، في الثراء الحرام، من إبتزاز البنوك والافراد الذين غرقوا في فساد محيط.. لا أول له ولا آخر، مثل العبادي وسواه، ممن لا يعنون بالعراق، إلا بإعتباره "حنفية مجولكة تكت فلوس منهمرة بغزارة".
ليدرك العراقيون، مصيرهم بأيدي حرامية، كل يلوي ذراع الآخر، فيخلصها منه بثروات الشعب، يهدرها تسريبا للخارج، ورشاوى لسد أفواه المتربصين به؛ وعندما يفرغ العراق من المال، يغادرون بصمت.. وربما يجيء بعدهم حرامية آخرون "يتنيسنون – يجمعون ما تبقى من حنطة وشعير، في شهر نيسان".
يا شعبي المظلوم.. هيثم الجبوري وحيدر العبادي ونظرائهما، يتبادلون الاتهامات، كي يعصروا العراق في جيوبهم.. وانتم لاهون بتظاهرات يبكي لها الحليم ويغتر بها السفهاء! إننا مستغفلون يا إخوتي، فمن يظهرون متناحرين على الفضائيات، يتسامرون في ملاهي دول الجوار.. يضحكون ساخرين من العراق!
"شيوخنا تشكو من النعاس.. شبابنا تشكو من الافلاس.. هل نحن خير أمة أخرجت للناس". |