العوامل المجتمعية هي الأكثر أهمية بالنسبة إلى السعادة مثل قوة الدعم المجتمعي، ومستوى الفساد، والحرية التي يتمتع بها الفرد تحت قيادة تدرك على أن السعي إلى تحقيق السعادة هدف إنساني أساسي وأن السعادة والرفاه هدفان ومطمحان لشعوب العالم أجمع وتهتم بالاموربحرص على الصغيرة من المشاكل لحلها بسرعة اذا ما اصابتها كبوة مثل العنف الجريمة والتدهور البيئي وتعاظم مخاطر الانية. وقد تتصدر مشكلة واحدة، ذات مساس مباشر وواضح بامن البلد او المجتمع، مثل انتشار الإرهاب، لتغطي على مشكلات أخرى كبرى وأكثر جوهرية، سواء اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، رغم الترابط الذي لا يقبل الانفصال بين أسبابها جميعاً.
عندما نلقي نظرة فاحصة على الأحداث والوقائع التي يمر بها عالمنا المعاصر لا نملك إلاّ أن نقول أن العالم اليوم مغلوب على امره ويحتاج إلى من يعيد راسه المقلوب بحكمة التضليل الاعلامي إلى وضعه الطبيعي حتى يتنفس ساكنيه الصعداء ويقفون على أقدامهم بعد ان جعلت البعض منهم
كالأغنام التي تآمرت مع الذئاب لتقضي على الراعي غير أنها لم تدرك مغبة ذلك إلاّ بعد أن وجدت نفسها بين أنياب الوحش الغربي . ويؤيد هذا ما صرح به رئيس وزراء فرنسا السابق دومينيك دو فيلبان حول هجمات باريس، حيث اتهم الغرب بصنع ما وصفه بالإرهاب الوحشي. وقال إن تنظيم الدولة هو "الطفل الوحشي لتقلب وغطرسة السياسة الغربية" معتبرا أن التدخل العسكري في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ومالي ساهم في "تضاعف أعداد الجهاديين الإرهابيين الذين كانوا بضعة آلاف، وأصبحوا يعدون اكثر من ثلاثين ألف مقاتل"..
دون شك فإن عالم اليوم ملتهب، ومتوتر،وممارسات الخطف والتجاوزات المرعبة بحق شعوب لاذنب لهم والأحداث السياسية والخلافات على تنوعها وتعددها باتت قريبة من كل واحد منا، بمعنى أن كل ما يقع في العالم يصلنا بتفاصيل دقيقة وفي لحظات قد لاتتجاوز الثواني.
أننا جميعاً بتنا نعيش وسط دوامة من المشاعر التي تم إيذاؤها باستمرار بالتالي وتجرح المشاعر والحس الانساني والضمير الحي ، وصار البعض لا يتحرك له جفن وهو يشاهد صوراً مؤلمة لقتل الاطفال والنساء ، او ارهاب يدمر مدينة، أو لصاروخ يقع على رؤوس الأبرياء والعزل ظلماً وعدواناً، وغيرها الكثير.
بهذه الصورة القاتمة من الصعب حل او تخفت مشاكل العالم، ولن تنتهي الحروب كما هو معروف، وبالتالي لن يتوقف الإنسان عن سفك دم أخيه، بل لن نستطيع أن نحمي الأبرياء.ونستطيع ان نقراءالخط البياني التالي :-((أخذ الخط البيانيٌّ يتصاعد بجنون منذ عام 2010، في أعداد النازحين بسبب اندلاع خمسة عشر نزاعاً دموياً مسلحاً في السنوات الست المنصرمة، شملت سورية وليبيا والعراق واليمن وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى والصومال ونيجيريا وميانمار.. إلخ، ناهيكم عن صراعاتٍ مزمنةٍ مثل الصراع الفلسطيني - الصهيوني. تتفاقم المشكلة على الرغم من التحذيرات الدولية والامم المتحدة العاجزة في وضع الحلول سوى بيانات خجولة لاتفي بالغرض المطلوب لاتعبر ، الادانات ، والبيانات الفضفاضة ،او السكوت عنها بالمال و العلاجات لم تتجانس مع حجم الصراعات، علما أن نصف النازحين في العالم هم من العرب، وكان الرقم 51 مليون إنسان عام 2014، وفي 2013 الرقم 37.5 مليون لاجئ ونازح.. بعد ان كان الرقم 27.5 مليون في العام 2010، وهو أعلى رقم منذ حركة النزوح، إبّان التسعينيات السابقة. وعلى الرغم من ادعاءاتٍ تظهر هنا وهناك عن تراجع العنف وتحسّن الأوضاع في دول وأمكنةٍ ساخنةٍ أخرى، إلا أن الأمور تزداد سوء ) ووصلت عام 2016 حسب تقرير المفوضية العليا للاجئين، التابعة للأمم المتحدة إلى رقم قياسي جديد،(( تجاوز 65 مليون إنسان، بعد أن كان 60 مليوناً في 2015، وهذا عدد مرشح للزيادة، بفعل تفاقم الحروب والنزاعات والإرهاب والبطش العرقي والصراع الطائفي، وفشل العالم في محو الاضطهاد والقمع في جملةٍ من بيئات العالم الساخنة، ناهيكم عن زحف المشكلات الإرهابية الدموية إلى مجتمعاتٍ ودولٍ مستقرة مرشحة لغليانها، وتظهر الاحتمالات عن انفجار صراعاتٍ على نحو دموي في أكثر من منطقة ))
إن الحاجة إلى سلاح الموقف والعقل الخلاق اليوم أكبر بكثير من الحاجة إلى السلاح الحربي الذي تم خزنه في مخازن السلاح، ما جعل مستودعات بعض الدول أكبر مخازن للخردة التي لا تصلح منذ شرائها بالمليارات الا التفكير بالتخلص منها وذلك باسقطاتها على رؤوس المظلومين، وتحت وطأة الدمار الرهيب تتصارع الأديان والطوائف والمذاهب على طاولة من الزجاج للاوطان المحطمة التي لا يجمع شظاياها آلا إطر تتداعى كل يوم بل كل ساعة . وتعتقد بأن أفقر هذه البلدان مالاً، وأقلها موارد وثروات قابلة للبيع في سوق العملة الصعبة، لكن هذا الفقر ربما هو ما دفع بلدان كريمة النفس قبل غيره للاعتماد على رأسماله السياسي في رفض التوصيات المعلبة للمبادرة والوصاية الخارجية .
التمزقات التي حدثت في نسيج البعض من المجتمعات مرعبةً ومخيفةً، ولا يمكن تخيلها أبداً، وكأن الوعي بها قد انعدم تماماً من جرّاء السياسات القمعية التي تمارس فيها، وخصوصا في عالمنا السياسي وواقعنا الثقافي. وهي حالاتٌ تبدو أنها مرسومة ومخطط لها بدقة، بدليل وجود أدلة دامغةٍ وشاهدةٍ على مجريات الأحداث التي مهما خفيت، فإنها تبقى بارزةً للعيان لكل من يبحث في سيرورتها، ويتأمل في تفاعلاتها أو يتجذر في فهم تداعياتها الخطرة. ان بعض الدول اثبتت شرارتها بالمطلق، حتى تجري عمليات إبادة واستئصال وتطهير بحق دول اخرى ، ومن أقرب المقربين لهم، ومن أعلى رؤوس المسؤولين، إذ تشترك في سحق الاطراف الصغيرة والكبيرة التي تطالب بحقوقها بأساليب ضارية، و تغض الطرف عما يجري من شناعاتٍ بحق شعوبها ،