الاعلام الداعشي الذي يمتلك ماكنة متمكنة لقلب الحقائق وعكس مدلولات الاشياء بقدرة ومهارة فائقة وبمساعدة بعض ساسة سلطة السنة , يتهمون الحشد الشعبي بانه يقتل اهل السنة ويستبيح اموالهم , ولكن هذا الاتهام يكذبه الواقع العملي ففي مناطق الجنوب اهل السنة كثر ولهم اموال كثيرة ولو صح كلامهم لكان افراد الحشد قتلوا اهل السنة في مناطقهم او هجروهم كما فعل الدواعش في تلعفر وجميع مناطق المثلث الغربي ... اليوم ادرك الكثير من اهل السنة ان دماء الحشد الشعبي سخرت لاجلهم وللدفاع عنهم وعن ارضهم وعرضهم , كما ادركوا ايضا ان سياسيهم قد خذلوهم وان رجال الدين عندهم الذين كانوا يعتلون منابر التظاهرات باعوهم الى داعش والان يقيمون في فنادق اربيل وعمان ولزموا الصمت عن ماساتهم وما يحل بهم ... كلنا يتذكر كيف ناشد اهالي الضلوعية وناحية البغدادي المرجعية الدينية وطالبوا بقوات من الحشد الشعبي لتطهير ارضهم من رجس داعش ؟! وقد تحققت امنيتهم واستجيب لطلبهم رغم غلاء الدماء الزكية التي بذلت في هذا المسعى...وكيف استقبل اهالي البغدادي الحشود الجهادية بفرح عامر؟! وكيف تعامل هؤلاء مع المواطنين بتقديم الطعام والدواء لهم ونقل المصابين والمرضى منهم الى العلاج الفوري ؟ ان الحشد الشعبي جسد الوحدة الوطنية وفقأ عين الطائفية بل حقق المصالحة الوطنية التي عجز السياسيون ان يتفقوا عليها رغم انهم خصصوا لها اموالا طائلة وكانت هذه الاموال وسيلة لجمع الفرقاء المتنافرين لكن في حقيقية الامر كان احدهم يبيع والاخر يشتري... على عكس المصالحة الوطنية التي انبثقت عن الحشد وجسدها الهدف المشترك وهو حماية الوطن والدفاع عنه بالدماء العزيزة . اعداء الحشد ليس السياسيون الطائفيون فحسب بل حكام وامراء ومشايخ منطقة الخليج والعالم العربي لان هؤلاء عقولهم متكلسة وقلوبهم سوداء متحجرة بالحقد والكراهية والبغض الطائفي ويدركون هؤلاء ان الحشد يدافع ويحمي ابناء العراق جميعا بمختلف اديانهم ومذاهبهم وهوالضمانة الحقيقية لهم كما هي البيشمركة ضمانة للاكراد , هذا موجز مختصر للجانب الايجابي له , ولكن يؤخذ على الحشد الشعبي انه فصائل متعددة تحت رايات كثيرة وذات مرجعيات مختلفة وتابع لاحزاب متصارعة ولهذا برزت في الاونة الاخيرة خلافات وانقسامات بين بعض الفصائل وصلت الى الاعلام , وكان الاولى ان يكون الحشد تحت راية واحدة وقيادة موحدة , حيث الحشد الشعبي بمثابة جيش متكامل العدة والعدد والاصناف وعادة لكل جيش يكون قائدا واحدا ويفترض ان يكون شخصية عسكرية مهنية مستقلة قريبة من صاحب فتوى الجهاد الكفائي , الم تروا ان داعش التكفيرية رغم كثرة فصائلها والمنتمين لها نراها في قيادة عسكرية موحدة وتحت راية واحدة ؟! ان المشكلة في الحشد الشعبي اليوم هي في الادعاء بتعدد مؤسسيه وبالتالي تعدد اهدافه وفق قاعدة العناوين تغير الاحكام , فاذا كان مؤسس الحشد سياسيا فان هدفه لا يتعدى حماية العملية السياسية ومن وراءها المنطقة الخضراء وهناك من يدعي اسسه لمهمة وهدف هو حماية الاضرحة المقدسة , اما المرجعية فقد افتت للتطوع له بعنوان الجهاد الكفائي بعد تعرض الجيش الى نكبة ونكسة وعليه فهناك خلاف حتى في تاريخ تاسيسه هل هو 9-6 او 13-6-2014 ؟!... الحشد الشعبي وان اختلفت قيادته واهدافه ولكنه بالعنوان الاولي هو ضد الدواعش التكفيرين وهو يمثل حالة موازنة بين جند المرجعية الدينية في مواجهة جند الخلافة التكفيرية , فاذا اسدل الستار عن صفحة داعش سنتوقع ان المرجعية الدينية العليا ستلجا الى حل تشكيلات الحشد الشعبي وقد تستجيب الفصائل التي تطوعت لفتوى الجهاد الكفائي , ولكن فصائل الحشد الشعبي الاخرى والتي تتبع الى مرجعيات دينية اخرى وتخضع لسياسية الاحزاب ستكون غير معنية بقرار المرجعية الدينية ولا يمكن ان تحل تشكيلاتها المسلحة لانها مصدر قوة ودعم لها ولاحزابها ومن هنا نتخوف في المستقبل من تقاتل شيعي - شيعي ادواته فصائل الحشد الشعبي نفسها فيما لو حصلت خلافات بين الاحزاب لا سامح الله فستكون هذه الفصائل هي من تتولى الرد والمعركة فيما بينها , ونحن مرعوبون خوفا من ما كان يحمينا قد يكون سببا لدمارنا , وهذا ما تتخوف منه حتى المرجعية الدينية ايضا , يقول احد المقربين منها ان السيد السيستاني يتمنى الموت قبل ان يرى الشيعة يتقاتلون فيما بينهم .ان اصل التخوف له مايبرره على ضوء تجربة افغانستان فالمتطوعين الافغان قاوموا احتلال السوفيت لبلدهم ولكن بعد ان انسحب الغزاة حصلت حرب فيما بينهم وكانت سطوة المتطوعين مؤثرة ومدمرة اكثر مما فعله اعداءهم والسبب لان المتطوعين الافغان لم يكن لهم مشروعا وهدفا محددا وكانوا يقاتلون بعنوان عقائدي وعاطفي ...ان المرحلة بعد داعش ستكون إمّا ببقاء العراق بوحدته المفككة او بإعلان الأقاليم فاذا بقينا على الحالة الاولى حين اذ سنشهد صراعات واضحة المعالم في ما بين تلك القوى المسلّحة، ويتوقّع البعض أن يكون الحشد الشعبيّ قوّة أكبر من الجيش العراقيّ ونسخة من الحرس الثوريّ الإيرانيّ، لاسيما أنّ مرحلة ما بعد داعش سيكون فيها أكثر من جيش في العراق: الجيش النظاميّ والحشد الشعبيّ والبيشمركة والحشد العشائريّ ، والتخوف ان تخرج هذه القوى عن سيطرة الحكومة المركزية، وسيطرة قانون الدولة العراقيّة وسيكون بينهم صراعٍ”مرير ... المشكلة هذه القوى الثلاث المسلّحة لا أحد يعرف مصيرها في مرحلة ما بعد “داعش”، وهل ستكون قوى متصارعة على إدارة الملف الأمنيّ في العراق مع الجيش العراقيّ، أم أنّها ستكون جزءاً منه ؟! إنّ مشروع قانون الحرس الوطنيّ، الّذي كان يفترض أن يجمع كلّ هذه المجاميع المسلّحة تحت قيادة واحدة وبإشراف وزارة الدفاع العراقيّة، عرقل إقراره بسبب الخلافات السياسيّة. لذا، فإنّ وجود ثلاث قوى مسلّحة مع الجيش العراقيّ تضعف هيبته وتقلّل من شأنه وإنّ مناطق المثلث الغربي أصبح لديها الآن أكثر من قوّة مسلّحة: الحشد العشائريّ الّذي يقاتل في الأنبار وصلاح الدين إلى جانب القوّات الأمنيّة العراقيّة، والحشد الوطنيّ الّذي يتحضّر لخوض معركة الموصل وأخيراً، تمّ الإعلان عن تشكيل حشد نينوى، فهذا التعدّد قد يخلق صراعاً بين المجاميع السنيّة المسلّحة قبل غيرها. والحال، إنّ الجيش العراقيّ لم يعد هو القوّة النظاميّة المسلّحة الوحيدة في العراق، فهناك البيشمركة الكرديّة الّتي تمسك بزمام الملف الأمنيّ في مناطق إقليم كردستان العراق وبعض المناطق المتنازع عليها. كما أنّها دخلت أكثر من مرّة في خلاف مع الجيش العراقيّ في مناطق غير متّفق على ملف حدودها إداريّاً بين الحكومة العراقيّة الإتحاديّة وحكومة إقليم كردستان العراق، وكذلك الحشد الشعبيّ الّذي يتولّى زمام حفظ الأمن في مناطق جنوب بغداد، فضلاً عن الحشد العشائريّ الّذي سيمسك الأرض في المناطق المحرّرة , كما ان الامريكين لا يكشفون خططهم لما بعد داعش في العراق ، هل ينظفونه ويسلمونه مرة أخرى لإيران او تركيا أم هناك سيناريوهات أخرى للمنطقة والعراق جزء منها؟! انه المستقبل المحفوف بالكثير من المخاطر خصوصا على شعب العراق المظلوم .... ولكن مشكلة الحشد الشعبي تحل لو طرح اقليم منطقة وسط وجنوب العراق كمشروع ووحدت هذه الفصائل تحت عنوان قوات حشد الاقليم كما هو حال قوات البشمركة سينتهي هذا الهاجس والتخوف بل ستنتهي حتى مشكلة حصص الاحزاب في المواقع والمناصب , فاليوم كردستان تطالب بنسبة 17 % على اساس انها اقليم وليس على اساس حزب الطالباني او البرزاني او كتلة التغير .واننا نرى من الخطا الفادح ان يفرط بقوات الحشد الشعبي بعد ان حققت الانتصارات واكتسبت المهارات القتالية ويفترض ان تكون لها قواعد ثابته في مناطق وسط وجنوب العراق ومدينة بغداد لتكون ظهير وسند للجيش العراقي , كما يمكن ان يشتفاد من تشكيلات الحشد في مرحلة الاعمار واعادة بناء البنى التحتية على اقل تقدير لعوائل الشهداء والمعوقين وبذلك سيكون للحشد شرفان في معارك التحرير وفي معارك البناء والاعمار والتطوير.اخيرا نقول لقد ان الاوان ان نفكر بمشروع سياسي واضح المعالم بعيدا عن العداء والكراهية ضد اي مكون او طائفة او دولة وبعيدا عن شعارات تجار السياسة ... علينا ان نبشر بمعالم اقليمنا وخارطته الجغرافية وان نحدد اهدافنا ومطالبنا وحقوقنا لكي يعلم العالم مع من يتعامل؟! كما هو الحال لمطلب الكرد بالاقليم ويطمحون بالاستقلال , كما يجب علينا ان نفضح القوى السياسية التي تعادي الحشد الشعبي كعنوان وتنظيم ومهام واهداف . علينا ان نفضح رافضي فكرة الاقاليم لان بعضهم يرى حقه التاريخي بحكم العراق كله عبر المركزية وهؤلاء كان شعارهم بالامس عائدون لكي يا بغداد وهم متشبثون بالوحدة المركزية الدكتاتورية لحرمان الاخرين من حقوقهم لان هناك اجندة خارجية ليس مصلحتها ان يحكم مكون معين نفسه بنفسه.. فيريدون الهيمنة على الكل ولهذا السبب حصلت بحار من الدماء بين المكونات العراقية , هؤلاء الساسىة اذا بحثت عن جذورهم ستجدهم اما قومين او طائفين يدعون الى الحقد والبغض والكراهية , وقسم اخر يرفضون الاقاليم خوفا على مواقعهم ومكاسبهم ومناصبهم ونفوذهم وسلطتهم لو تحرر العراق من قبضتهم واصبح كل مكون يحكم نفسه بنفسه وياخذ استحقاقه الطبيعي من الثروة بعيدا عن المحاصصة والمشاركة والتوافقات , امر محير لساسة سلطة الشيعة ؟ يقبلون الاقليم للغير ويرفضوه لانفسهم ؟! وعلى اية فالوضع لن يكون ورديا كما يتوقغه البعض سواء في ظل بقاء عراق واحد مفكك او يخضع لنظام الاقاليم فقد يصبح يومنا افضل من غدنا .
|