سيفاً صدأ في غمده ودرعاً لا يحمي نفسه (القضاء والتعليم)‎

صادف  ان التقيت بشخصية قضائية مرموقة ويعتبر من اعمدة القضاء اليوم ودار مادار من نقاش حول وضع القانون والقضاء في ايامنا هذه وما يلاقيه من عقبات وظلماً في نواحي كثيرة وتجبر وتسلط على رقاب الفقراء واكثر ما صدمني هو درايته واقراره بالظلم الذي يلحق الناس تحت خيمة العدالة العمياء حكماً للمتنفذين والمبصرة ظلماً بالفقراء وعندما رأى الحيرة والذهول ارتسم على وجهي اجابني نحن مقارنة بمصر اقل ظلماً في قضائنا فكانت صدمتي اكبر فكان ردي على جوابه لماذا تقارن العراق بتأريخه وعراقة حضارته ومسلته التي علمت العالم ابجديات القانون بمصر ولا تقارنها بسويسرا مثلاً او فرنسا بلاد الكفر  التي نستق منها القانون وننهج منهجه وحتى لا اقسوا اكثر لماذا سيدي القاضي يالسان الله الناطق بالحق لا تقارن قضائنا اليوم بقضائنا بالامس في زمن الدكتاتور ورغم تسلطه وتجبره الا انه كان يشار له بالبنان والدليل اليوم قضاة ممن افتقدناهم هم اليوم رؤساء محاكم في الدول العربية لنزاهتهم وخبرتهم ؟؟؟؟ 
فكان جوابه صمتاً وعينيه قرأت فيها الخجل ......هل يعقل ان شعباً بعدد نفوس العراق الذي تجاوز الاربعين مليون نسمة ورغم الة الموت التي لم تتوقف وعدد قضاة اعلى محكمة فيه الا وهي محكمة التميز الاتحادية  لا يتجاوز السبعة عشر قاضياً خمسة عشر منهم مصوت عليهم من قبل احزاب البرلمان (والتي لي عليها تحفظ حول استقلالية القضاء وبحثها يأتي في موعد اخر ) واثنان منتدبان ومحكمة التميز على اقل تقدير تحتاج الى ما يتجاوز الاربعين قاضياً حتى تسير قضايا الناس بيسر هل يعقل ونحن بظرف مثل ظرفنا الان وينظر قاضي التحقيق مثلاً يومياً ما يتجاوز المائتين دعوى كيف سيطلع وينصف الابرياء وكم يحتاج من الوقت لينظر في حق هذا او ذاك كثيراً ما قرأت وطرق سمعي مقولة ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية عندما كانت المانيا تمطر بريطانيا بأطنان من القنابل والخراب يعم في كل مكان  وقيل  له: لقد دمرت وخربت البلاد فسألهم: “ماوضع القضاء والتعليم”؟، فقالوا له: مازال القضاء والتعليم بخير فقال لهم: “إذا البلد بخير فلا تخافوا”، لإدراكه أن القضاء يكشف الحق ويحقه ويحميه من الباطل والأشرار، ويمنع الناس من أن تأكل بعضها. والتعليم يبني المجتمع.‏ أي النصر فقد أثبت التاريخ صدق هذا الرأي سواء قاله تشرشل بهذه الصيغة أو غيرها أو لم يقله أصلا، خاصة في ايامنا هذه وما تكشفه ويكشفه الاعلام في كل يوم بحيث اصبح مرفق القضاء في  الدول العربية عموماً والعراق من طراز هذه الدول بحيث لم يعد: (يكشف الحق ويحقه ويحميه من الباطل والأشرار، ويمنع الناس من أن تأكل بعضها بعض بل اصبح السيف المسلط بيد الجبابرة على رقاب من لا حول له ولا قوة ..... أننكر اليوم اننا تحكمنا شريعة الغاب التي قانونها البقاء للاقوى فساد العرف العشائري والحزبي على نسر الجمهورية فحط نسرنا وطارت اعلى منه خفافيش الظلام اما التعليم فحدث بلا حرج فأطفالنا سرقت منهم طفولتهم وبرأتهم ولبسوا ثوب الاجرام في مهدهم لجهلهم وهجرتهم  لرحلة المدرسة فسكنوا الطرقات يتسكعوا بها ولاذوا بالقمامة علهم يلقوا فضلة خبز ..... 
هل كان هذا محض صدفة ام منهج خطط له في اضعاف القضاء واهمال التعليم وهما اساس المجتمع فالتعليم بأصوله هو ثقافة البلد ومستقبله وهو تهذيب الشارع وتربية البيت واحترام الاخر هو ليس قراءة وكتابة كما يفهمها البعض فالتربية وزرع الاخلاق هي اهم من القراءة واليابان بلاد الكفر تزرع الاخلاق للمرحلة السادسة من الابتدائية ولو اتجهت صوب اليابان لاحتجت الى مؤلفات ومؤلفات وقد لا افي حقها لكني سأختصرها انها الاولى اقتصادياً بالعالم وهي معدمة الطاقة والبترول لكن معلمها بدرجة وزير وقاضيها اميراً بلا تاج اعتقد ان امر اضعاف القضاء اليوم واهمال التربية والتعليم ومنهم من يطالب بألغاء مجانيته هو امر مدبر لسحق ما تبقى واعلان الحداد على جثمان وطن كان اسمه العراق فأذا مااردنا الاصلاح فالنركن كل شيء ولنصلح القضاء والتعليم والا فأن اصواتنا واصوات من يريد الاصلاح هي جعجة فراغ لا امل فيها الا ذر الرماد في العيون