زينب بنت علي عليهما السلام هكذا نراها •

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد واله الأطهار المطيبين السلام عليك سيدي أبا عبدا لله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى وزيرة الحسين زينب بنت علي وعلى حامل اللواء وساقي العطاشى أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم وبعد • فقد كان من بركات الحسين عليه السلام أننا نلتقي مع بعض المؤمنين ونتحدث ونتباحث حول قضية الحسين عليه السلام وكان في إحدى الجلسات المباركة تلك أن تحدثنا عن زينب عليها السلام وعن مقامها ومنزلتها وأين لمثلنا أن يدرك مقامها سلام الله عليها ولكن المرء يتحدث حسب فهمه ليس أكثر فجرنا الحديث إلى أن لزينب عليها السلام منزلتين إحداهما أعظم من الأخرى والأولى هي منزلتها المعروفة كونها حفيدة رسول الله صلى الله عليه واله وبنت أمير المؤمنين عليه السلام وبنت الزهراء عليه السلام وأخت الحسن والحسين عليهما السلام وعمة علي السجاد عليه السلام فنحن نرى إن جدها معصوم وأبوها معصوم وأمها معصومة وإخوتها معصومون وابن أخيها معصوم ولم تحصل هذه ألمكانه على مر الأزمان والدهور لأي امرأة إلا لأمها الزهراء عليها السلام فأن قال قائل انه ليس هناك امرأة خير من زينب عليها السلام على مر العصور الا أمها الزهراء عليها السلام لما كان لأحد أن يرد عليه إلا إن كان معاندا أعماه عناده. ولكن هناك منزلة أخرى لم يتعرض إليها احد حسب علمي وما نطرحه هنا عن هذه المنزلة هو على مستوى الأطروحة المحتملة التي قد تصح أو تخطأ وليس لأحد أن يمنع الفكر إذا كان في مجال المسموحات والمعقولات والأمر الأخر إن هذا الطرح هو ليس من فكرة منفردة لشخص معين وإنما هو نتاج نقاش بين مجموعة من المؤمنين لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة وقد تقدم بهذه الفكرة احد الأخوة وتم تلاقحها لتصل إلى هذا المستوى، أقول إن قضية التقرب إلى الله كانت ماثلة منذ أقدم الدهور ومنذ أن خلق الله الخليقة وكانت القرابين المادية والمعنوية مما يتقرب به إلى الله تبارك وتعالى في كل حين وان ولعل من أعظم القرابين قربا إلى الله هي تضحية النفس في سبيل الله جل وعلا ولا نعلم قربانا أعظم في التاريخ قبل قضية الحسين عليه السلام من تضحية إبراهيم الخليل عليه السلام بولده إسماعيل عليه السلام لكونه هذا القربان يحتوي على جنبتين مهمتين الأولى إن نبي الله إبراهيم عليه السلام ضحى بنبي من أنبياء الله تعالى وهو ولده إسماعيل عليه السلام والثانية إن هذا النبي هو ولده وكلنا يعلم الجبلة الانسانيه في حب الولد والحنو عليه حتى ليتمنى المرء أن يكون هو المصاب دون ولده ولكن في قضية تضحية إبراهيم عليه السلام أمران يهونان من الم هذه الواقعة وصعوبتها وهما أولا إن إسماعيل عليه السلام لم يذبح في نهاية الأمر رغم العزم الصادق منهما سلام الله عليهما على تنفيذ الأمر الإلهي بالتضحية والأمر الأخر إن إسماعيل عليه السلام لم يكن صاحب الولاية الكبرى في ذلك الوقت بل كانت الولاية لإبراهيم عليه السلام الذي كان من أولي العزم صلوات الله وسلامه عليهم . ولو عرجنا على واقعة الحسين عليه السلام لرأينا أمور عدة منها على سبيل الجمال وليس الحصر:- أولا-إن الحسين عليه السلام كان صاحب الولاية الكبرى في ذلك الوقت وهو الإمام المعصوم وقطب عالم الإمكان كما يعبرون ثانيا- إن الحسين عليه السلام قضى في هذه الواقعة كما قضى قبله جميع أهل أولاده وأهل بيته وأصحابه إلا زين العابدين عليه السلام الذي شاءت العناية الإلهية إن تحفظه لاستمرار الإمامة والولاية الكبرى ثالثا- إن هذه القرابين ( الحسين وال بيته عليهم السلام وصحبه رضوان الله عليهم) قد تعرضوا إلى ماهو أبشع من القتل مما لايسع المجال لذكره رابعا- إن هذا القربان أو التضحية استمرت حتى بعد قتلهم سلام الله عليهم من قطع الرؤوس وحملها وسحق الجثث بحوافر الخيول إلى حرق البيوت ونهبها وسبي النساء والعيال إلى غير ذلك. وبعد إن تناولنا الفوارق بين أشهر قربانين ذكرهما التاريخ وهما إسماعيل والحسين عليهما السلام يتضح لدينا الفارق الواسع بين القربانين ولكن الأمر الذي نريد الوصول إليه هو المقرب وليس القربان فإننا نعرف عقلا ونقلا إن المقرب دائما أعظم واشرف من قربانه الذي يقربه إلى الله تعالى مهما كان ذلك عظيما وهذا واضح من تقريب إبراهيم لولده إسماعيل عليهما السلام وهنا نصل إلى زبدة المخض لنتحدث عن المنزلة الأخرى لزينب عليها السلام حيث الرواية المتواترة والثابتة من إن زينب عليها السلام وقفت على جسد الحسين بآبي وأمي ورفعته عن الأرض وقالت اللهم تقبل منا هذا القربان وهنا إما إن يكون القربان هو الحسين عليه السلام وهو صاحب الولاية الكبرى وقطب عالم الإمكان فيتضح لك عظم هذا القربان الذي تقدمه زينب عليها السلام وإما إن يكون الحين وال بيته وأصحابه فيكون ذلك أعظم حسب ظاهر الحال عندها وعندها فقط يتضح لك عظم المنزلة التي نزلتها زينب عليها السلام في هذا الموقف حيث ارتقت مرتقا لم يرتقي إليه قبلها وبعدها احد أبدا من الأولين والآخرين ولا يقدح في ذلك ماقد يفترضه الأخر من إن الذي قدم هذا القربان هو الحسين عليه السلام بنفسه وليس زينب عليها السلام لأنه من الواضح إن من صرح بذلك بعد مصرعه عليه السلام هي زينب وليس احد غيرها ولا يقدح كذلك ماقد يطرحه الأخر من إن الولاية الكبرى كانت قد انتقلت إلى زين العابدين عليه السلام عندما خرجت زينب لتعلن هذا القربان العظيم والرد على ذلك إن الولاية الكبرى لم تنتقل إلا بعد إن فاضت روح الحسين عليه السلام ولهذا فان الحسين عندما قتل عليه السلام كان هو صاحب الولاية الكبرى وهي بابي وأمي إنما تقدم هذا القربان بصفته تلك أي صاحب الولاية الكبرى وقطب عالم الإمكان وبهذا نحكم إن زينب عليها السلام قد وصلت في هذا الموقف إلى منزلة لم يصلها قبلها احد من الأولين والآخرين . السلام عليك ياعقيلة بيت النبوة ورحمة الله وبركاته والسلام على جدك وأبيك وأمك وأخويك والسلام على آل بيتك وأنت غريبة وحيدة في الشام هذه الأيام تشهدين مقتل الحسين عليه السلام كما شهدته في كربلاء وأنت ترددين بصوت تخشع له السماء وسكانها وتهتز منه أركان العرش ( (اللهم تقبل منا هذا القربان)