موظف الدولة ، وثقافة الأستخفاف بالمواطن |
كثيرة جدا هي الأعباء التي يرزح تحتها المواطن ، ولستُ هنا بصدد سردها فهي معلومة جيدا للعراقيين ، وهي كالجبال التي لا يقوى على حملها البشر ، والمواطن يدعو ربه أن لا يضعه في موقف مراجعة دوائر الدولة ، فيستقبله الموظف بوجه عابس وأدب خشن ، مع علم الموظف أن هذا من صلب وظيفته ، لكنه ينظر للمواطن بكثير من الأستخفاف وكأنه متفضل عليه ، وغالبا ما يكون هذا الموظف كسولا ، يدفع المواطن ثمن كسله ، حتى صارت ثقافة ، الى درجة تُشعر المواطن بأنه مذنب أرتكب جرم ما ! .تداولت مواقع التواصل الأجتماعي ، صور لمراجعين لدائرة كاتب عدل الأعظمية ، صور تنحدر بك الى اليأس من هذا (العدل) !، فشباك الموظف يقع تحت كرسي مبردة صدئة للهواء ! ، يضطر المراجع أن يدخل تحت هذا الكرسي الذي يقطر ماءً ، ومعرضا نفسه للموت صعقا بالكهرباء ، ليصل لجناب الموظف ! ، هذا يذكرني بمراجعة الجوازات والجنسية ، وقد حددوا مناطق الأنتظار أمام جحيم (السبالت) ، والمكيفات ، وراديترات المولدات في هذا الحر ! ، وبعض (فتحات) الأطلالة على وجوه الموظفين النيّرة واطئة الى درجة شاهدت أن المراجع يجثو على ركبتيه أو يطأطئ رأسه من أجل الحصول على (بركات) الموظف وشرف تكحيل عيونه به ! ، متى يشعر موظفنا ، انه ليس سوى لخدمة المواطن وأرضاءه ، وأن المواطن صاحب الفضل الأول بنعمة الوظيفة ! ، وأن الموظف هو الذي يدين بوظيفته للمواطن لا بالعكس ، متى يعمل موظفنا بمبدأ (أن المراجع دائما على حق) ، لابالعكس .الفساد الهائل عقّد الأجراآت البيروقراطية ، دون أن تحد من الفساد والرشى ، ولا تقف المأساة عند هذا الحد ، فتعقيد الأجراآت الروتينية تصحبها الكثير من الأخطاء التي يقع بها الموظف بالأضافة الى الأهمال ، الأجدر أن يُعوض المواطن عن تأخيره ، كما حدث لي في مديرية المرور العامة ، أيام (المنفيست) السوداء التي لن تُمحى من ذاكرتي ، فتارة (القرص مضروب) ، وأخرى يضيعون أضبارة السيارة ، وفي أحد المرات تفاجأتُ أن ختم هوية الأحوال قد مُحي لأنهم ختموها فوق (الكبس) البلاستيكي ! ، أو تأخير أصدار الجواز بسبب خطأ الموظف الذي ختم على الصورتين الشخصيتين في الأضبارة ، ولم يعد لديهم صورة توضع في الجواز !، وفي كل ذلك ليس الذنب دنبي انما مشكلتهم ، والأدهى يجب أن لا تتوقف عن التوسل والتملق ، وأن تسترضيهم بكل السبل ، حتى لا ينزعج موظفنا العتيد ، وأنت تُشعره أن هذا خطاؤه ! ، وان تنادي الشرطي بكلمة (سيدي) ، لينتفش كالطاووس ! ، وفي كل دول العالم ، الشرطي هو من ينادي المواطن بكلمة (سيدي) !.أن ثقافة الأستخفاف هذه قد توغلت عميقا في نفسية الموظف ، وصار من العسير اجتثاثها الا بأجتثاث الموظف نفسه !، انه التخبط وعدم وضوح الأجراآت ، فنصف سيارات (المنفيست) استوفوا منها رسوم (الكمرك) ، ثم ظهر قرار بألغاءه عن النصف الآخر ! ، والدولة لم تحقق بمليارات الدنانير المستوفية بفرية (صقر بغداد) ، ولم تعلم أين ذهبت تلك الأموال الطائلة ، انها فعلا دولة بداخل دولة !
|