قمة.. أم لا قمة ملاحظتان؟ |
دون الدخول في تفاصيل الاجتماع والقرارات هناك ملاحظة سريعة تناولها الكثير من المراقبين والمتابعين تؤكد الرأي السائد بتراجع دور وأهمية القمم العربية ، فاصبحت مجرد لقاء دوري روتيني ، و( إسقاط فرض ) اذا جاز التعبير، وإبراء ذمة لن تُبرأ الى يوم القيامة ، بسبب هذا التدهور الخطير في الوضع العربي والخسائر والتضحيات والازمات التي تعيشها الامة بسبب عجز الحكام عن حلها ، ان لم يكن البعض سببا فيها .. فلا يمكن بكل المقاييس والاعذار والمبررات أن يسمى الاجتماع الذي عقد قبل أيام في العاصمة الموريتنانية نواكشوط بانه مؤتمر قمة ..!.. أن عنوان المؤتمر ، و صفته ، لا تطابقان مستوى الحاضرين في القمة ، فهو لا يختلف عن الاجتماع الوزاري التحضيري لها…. فمن مجموع 22 حضر سبعة رؤساء وملوك ، أي بغياب أكثر من ثلثي الاعضاء ، وتمثيلهم بمستوى أدنى… فما هو معنى ودلالة هذا الغياب .. ؟.. يتفق الكثير من المراقبين والمتابعين ان هذه النسبة العالية من الغياب هي إعتراف صريح من أعلى مستويات القرار العربي بعدم جدوى القمم ، وخيبة أمل في أن ترتقي بقراراتها الى ما يلبي طموح الشارع العربي المحبط والمثقل بالازمات والمشاكل والمعاناة .. واختيار الشعار ( قمة الامل ) لمؤتمر نواكشوط يؤكد هذا الرأي .. فهو لا يبعث على التفاؤل ، بقدر ما يعني تعلقا بأمل واحباط كبير بعد ان وصل الحال الى مستوى خطير بسبب عمق الازمات التي تواجه العرب اليوم ، و الخلافات البينية ، فهل يتحقق الأمل بهذا المستوى من الحضور .. وبعد أن أصبح العرب عاجزين عن حل الازمات ، والارتماء باحضان الاجنبي للتخلص منها ؟.. فكان حالهم كالمستجير من الرمضاء بالنار .. والملاحظة الاخرى أن القمة ليست في مستوى القرارات فقط ، وانما في التطبيق .. وتكرار المواضيع نفسها على جدول الاعمال ، سنة بعد اخرى ، وترحيل الازمات من ( قمة ) الى اخرى دون حل ، يعني تراكم الفشل ، وعدم تنفيذ ما صدر من قرارات بشأنها وبالتالي تنتفي قيمة الاجتماع … …وليس ادل على ذلك من القضية الفلسطينية فهي ( مزمنة ) على جدول الاجتماعات ، واستمرارها في التراجع منذ التأسيس والى أن يأذن اصحاب القرار بحلول تناسبهم ويوافقون عليها ، يضاف لها ما استجد من ازمات وقضايا بعد الاحتلال و مشكلة الارهاب في عدد من الدول العربية وباتت تهدد وحدتها ومستقبلها ، وعادت بالعرب قرونا الى الوراء … ونواكشوط ليست أحسن من أخواتها القمم السابقات ، فقد مرت دون أن يشعر بها أحد في الشرق ولا في الغرب ، ولم يعرها المواطن العربي المثقل بهموم وطنه اهتماما ، وهناك من لم يعرف بانعقادها اساسا ، ولم تحظ بذلك الاهتمام في الوكالات العالمية ، ومرت في البلاد العربية مرورا عابرا ، ولم تكن لها تلك الاهمية في تسلسل الاخبار ، كما هو التعامل مع القمم الاوربية ، و(قمم الاقوياء ) ، أو دونها في التسلسل القيادي حيث تكون الخبر الاول في (دسك التحرير ) والشاشات والاذاعات وتتابع أولا باول .. فالعالم اليوم لا يعرف غير القوة ، والدور والتأثير … والقوة تنبع من الذات ، ولا تطلب من الغير .. فكل شيء مقابل ثمن ودفعت الامة الثمن الغالي … { { { كلام مفيد : قيل لأحد الصالحين ما الصبر الجميل ..قال : أن تُبتلى ، وقلبك يقول الحمد لله ..
|