لقد هز المدينة الأمريكية بوسطن أنفجارين قتلا وجرحا بعض المتسابقين في المارثون الدولي الذي يجري كل عام هناك ، وقد هزا هذين الإنفجارين جميع المؤوسسات الأمريكية بالإضافة الى الرأي العام والصحافة ووقف الجميع موقف إنساناً واحداً يجابه هذه الأفة التي شهوت صورة الإنسانية وزرعت الخوف والموت في كل مكان في العالم ، وقد ساند الإعلام والشعب والحكومة جميع رجال الأمن والشرطة والإستخبارات وتعاونوا جميعهم حتى شخصوا المجرمين ومن ثم إلقاء القبض على أحدهما لأن الأخر قد قتل ، وهكذا أتحدت أكبر دولة ديمقراطية في العالم من أجل القضاء على الإرهاب ، ولم يتجرأ أحد أعضاء الحزب الجمهوري أن ينتقد الحزب الديمقراطي أو الرئس إوباما في موقفه الصارم من الإرهاب لأن المصلحة العليا لأمريكا تتطلب وحدة الجميع من أجل نشر الإستقرار والأمن في كل الأراضي الأمريكية وهذا هدف الحزبين الرئيسين وجميع أعضاء الحكومة والمؤوسسات الأمنية بالإضافة للإعلام والمؤوسسات الإجتماعية لهذا السب نجحت أمريكا في سياساتها وأصبحت أكبر قوة في العالم إن كنا متفقين معها أم لم نتفق فهذا أمرٌ واقع ، وفي المقابل حدث عمل إرهابي أخر ولكن هذه المرة في الحويجة عندما هاجم بعض المعتصمين في ساحات التظاهر على سيطرة للجيش العراقي وقتلوا عدة جنود وجرحوا ضابط كبير قد بترت ساقه وأستولوا على اسلحتهم وعادوا لمخيمات التظاهر ، فقام الجيش بواجبه في مكافحة الإرهاب فطوق ساحات التظاهر وطلب من المتظاهرين تسليم القتلة مع الأسلحة ، ولكن الغريب في الأمر تعالت الأصوات التي تدافع عن القتلة والإرهابيين وتذم بالجيش العراقي الذي يبذل ما يستطيع من أجل نشر الأمان في ربوع العراق ، بل تعدوا على رئيس الوزراء وشبهوه بالطاغية يزيد لأنه أيد مواقف الضباط الذين يريدون إلقاء القبض على المجرمين القتلة ، وعندما أراد الجيش أن يدخل ساحات التظاهر لكي يقبض على القتلة جابهه الإرهابيون الذين كانوا مدججين بالسلاح وقتلوا عدد من الجنود وبالمقابل قتل الجيش عدد من المسلحين وأستولى على الكثير من السلاح والعتاد ، ولكن بعد هذه العملية الجريئة للجيش العراقي قامت الدنيا ولم تقعد في الساحة السياسية العراقية وأغلب القادة أيد الإرهابيين وطعن في مصداقية الجيش العراقي ، بل أصبح قادة الإرهاب في العراق أكثر أحتراماً وهيبةً من القوات المسلحة وتحركات الإرهاب قانونية ومؤيدة من قبل السياسين أمثال النجيفي وعلاوي والملا وغيرهم من مختلف الكتل ، حتى أصبح الموقف أكثر ضبابية ومتناقضاً ما بين السياسين ، وبعض القادة طعنوا برئيس الوزراء وطلبوا منه الإستقالة وكذلك كبار ضباط الجيش العراقي ، بل سارع قادة ساحات التظاهر في المنطقة الغربية في تأييد الإرهابيين في الحويجة وهددوا الحكومة وفي صلاح الدين هاجمت مجموعة من الإرهابيين على سيطرة للجيش العراقي وقتلوا وجرحوا العديد من أبناء الجيش العراقي ، وأما الإعلام فيمثل الجهة التي تدعمه فألذين يؤيدون الإرهاب أنتقدوا الجيش ورئيس الوزراء على موقفهم المضاد للإرهاب ، وهكذا فألساحة العراقية مشتتة ومنقسمة على أمرها في أغلب الأعمال الإرهابية وأغلب القادة السياسين يفتشون على مصالحهم حتى في جراحات الشعب العراقي ، فسياسيونا متخالفون دوماً وليس هناك خط مشترك بينهم وكذلك الإعلام فأنه يتاجر بالدماء العراقية ويقتنص كل سلبية لكي يتغنى بها ، حتى أصبح العراق ممزق وضعيف لا يقدر على مواجهة مجموعة صغيرة من الإرهابيين بسبب مواقف السياسين التي لا ترتبط بالمصلحة العليا للوطن بل ترتبط بالمصلحة الشخصية والحزبية ، فأعمال الحويجة أعطت صورة واضحة ومعبرة عن عدم قدرة الحكومة على نشر الأمان في البلد لأن الإرهاب مدعوم من القادة السياسين بل الكثير من هؤلاء القادة هم قادة الإرهاب ، وتفجيرات بوسطن عكست وبينت الاسباب الحقيقية لنجاح وتطور وقوة أمريكا وجميعها أعتمدت على أتحاد الجميع في وقت الأزمة والخطر ، فإذا أراد العراق أن يخطوا خطوات حقيقية الى الأمام في دحر الإرهاب فيجب أن يتحد الجميع ويصبحوا يداً واحدة في مواجهة هذه الأفة التي دمرت كل شيء على هذه المعمورة ويضع جميع القادة المصلحة العليا للبلد هي الغاية والهدف عندها سيضع العراق اقدامه على السكة الصحيحة وإذا بقى القادة يتقاتلون وينتقدون ويحمون الإرهاب ويطعنون في القيادات الأمنية عندها سيبقى العراقييون يقدمون الضحايا تلوا الضحايا و يعيشون في بلد غير أمن تضرب به الأزمات من كل مكان في كل مكان ، فألامر عائدٌ لنا أن نختار طريق بوسطن في ضرب الإرهاب أم طريق الحويجة في الدفاع عن الإرهاب والفرق شاسع كما هو الفارق ما بين بوسطن والحويجة .