الجيش الحر يهددني .. أتشرف بإعدام الشيطان الراعي لجرائمهم من قبره |
يتخطى "داعش" بإرهابه.. العام، متجهة نحو الخاص، بعد ان فقد القدرة على الثبات، امام قواتنا البطلة، التي طهرت أراضينا من مخالب نجاسته؛ ففي الوقت الذي يرتكب جرائمه، في الشرق، بجسامة نوعية متكررة، ثمة ما يماثلها، من جرائم، تذعر بها أوربا ودول الغرب، التي قلصت مساحات التحرك، امام أحابيل الإرهاب؛ فضيق الخير فضاء المطارات وطرق البر وأمواج البحار، على شره، ليجيء الحق ويزهق الباطل.
وفي حيز واسع من الإجراءات الدولية، لتقويض "داعش" يأتي التعاون مع العراق، بإعتباره خط الصد العالمي، بمواجهة الإرهاب، الذي لم يتوانَ عن تفجير الشباب في كافتريات الكرادة، وهم مشدودون للدوري الاوربي بكرة القدم، ريثما تنتهي المباراة فيتسحرون إستعدادا لصباح رمضاني... لم يشرق على أجسادهم الغضة!
أين فروسية المحارب في هذه وأمثالها، من تفجير الاسواق والمدارس ورياض الاطفال والمساكن وترويع الابرياء العزل..
هذا على الصعيد العام.. محليا وعالميا، أما على المستوى الشخصي، ففضلا عن كوني عراقيا، أتلقى فظائع الإرهاب بقلب جريح، وصلتي رسالة تهديد، من الجيش الحر السوري، عبر تركيا؛ تهدف الى هز ثقتي بنفسي ووطني وموقفي التاريخي؛ يحاسبني مرسلها محمد الأشتر، على كوني تشرفت بإعدام الطاغية المقبور صدام حسين، واعدا بالإقتصاص.. عنيفا.. مني، بجمل لا يليق بالقراء إستعراض مضامينها الـ... على ذوقهم الرفيع، تتلخص بأنه سيلاحقني، جاعلا عيشتي رعبا، ريثما يقرر وضع حد لحياتي!
كلام لا يهز شعرة في رأسي؛ لثقتي بالله.. إن أراد لي الموت غيلة على يده؛ فلن ينجيني منه ألا هو وحده.. سبحانه وتعالى.
أظنني.. متأكدا.. أنني أنقذت مرحلة مهمة من المسار الديمقراطي، في العملية السياسية العراقية، بالتوقيت الخطير، الذي قيض لي الله التوفيق خلاله بتنفيذ الحكم، في ظروف كلها كانت لصالح ان يفلت صدام من المشنقة، بإرادات دولية كبرى، وشركات أمنية.. كونية، لو تعطل إعدامه لفجر الليلة ذاتها، لوجدتموه الآن في نيويورك، ساخرا من السياسيين العراقيين، بضحكته الشهيرة.
لا تقلقني رسالة كهذه يبعثها شخص أصالة عن نفسه او نيابة عن الجيش الحر وأيتام الطاغية، فهي سبب مشرف لي أن أموت لأجله؛ إذ الظاهر ان ما تقترفه "داعش" في بلدان أوربا من جهة والشرق من جهة أخرى، نمط جديد من الفعل الإرهابي، تحاول التجديد به، في النفاذ الى خصوصيات فردية، من أمثالي؛ كوني أحمل وسام إعدام الشيطان الراعي لجرائمهم، من قبره.
يبدو أن أحدث تطورات الارهاب، بعد عجزه عن مواجهة القوات العراقية، التوجه الى دناءة العصابات التي تلاحق أفرادا؛ كي تفت في عضد منظومة الحق عن مواصلة أدائها، ريثما ينفض العراق عن ثوبه أتربة الارهاب والفساد وشحة الخدمات، متحولا الى "يوتوبيا – جنة على الارض" ينعم أبناؤه بثرواتهم، معتدلين مع الحياة.
ففي نوع من تطوير في الاداء يفتقر لفروسية الرجال والجيوش، تجنيد "داعش" مجرمين محترفين، او مجاميع، لضرب هدف مؤثر، كأن يكون شخصا ذا بعد إعلامي أو سياسي واسع، او مؤسسة تستبعد شمولها بعمليات الإرهاب، مثل كافيهات الشباب وما ينسج على نولها من مرافئ بريئة، غير قادرة على حماية نفسها؛ لأنها أرق وأوهى غضاضة وأجمل وأوسم، من تصورها ضمن منظور عسكري او قتالي، الامر الذي جعل الجهات الأمنية تعنى بحماية هؤلاء الأنقياء، من دون أن تخدش ذوقهم المرهف بالمظاهر المسلحة، ما يعني أن ضعة "داعش" خلقت لدينا ردة فعل تجلت بنمط حضاري من العمل الأمني نشأ في العراق "وهذا سيكون موضوع مقال مقبل إن شاء الله".
وظفت "داعش" في سبيل لملمة هزيمتها "الذئاب المنفردة" وأيقظت "الخلايا النائمة" وسواها من التنفيذيين المعدين لهذا الشأن، بمقترح قديم من صدام، كان يوصي به البعثيين والقاعدة، التي نسلت من رحمها "داعش" و"الجيش الحر" وسواهما من توابع وخلايا تنشط حاليا بشكل أميبي تفنده قواتنا البطلة، من حشد شعبي وجيش وشرطة وعشائر.
الهزيمة زادتهم شرا، باحثين عن منافذ من وحي "وصايا القائد" ساء ذكره، بينما النصر أوحى لنا بمنظومة امنية فائقة التحضر.
أثير ما بين الثريا والثرى، يفصل تأملات شعب العراق، عن تخبطات أعدائه.. رهق الشيطان، فالفعاليات والأنشطة الثقافية والترفيهية والاحتفالية تزداد تألقا كجزء من ثقافتنا المجتمعية، التي لن تبالي بما يأفكون، بينما هم في الأقبية المظلمة يتآمرون حقدا على جماليات الحياة |