الحويجة من ألجوبي الى حي على الجهاد !!

 

منذ اندلاع تظاهرات المنطقة الغربية قبل ثلاثة اشهر تقريبا على خلفية القاء القبض على عدد من حماية رافع العيساوي وزير المالية المستقيل والمطلوب للقضاء بتهم ارهابية والمؤشرات الاولية تميل بين فترة واخرى الى احتمالية ان يذهب الجميع الى الحرب الطائفية والى التقسيم في ظل تصاعد الخطاب الطائفي ودعوات الجهاد وغياب وحدة القرار وتخبط الحكومة حتى مع فترات التهدئة التي تحدث بين فترة واخرى بسبب فعل فاعل او بسبب حالة التعب والاحباط التي وصل اليها المتظاهرين في بعض الأوقات. ومن الواضح ان هناك إرادات داخلية وخارجية متعددة تريد الاستفادة من هذه التظاهرات ،وقد تكون الاطراف الخارجية هي الاقوى في تحريك بوصلة الاحداث اما الاطراف الداخلية فلا يتعدى دورها تنفيذ السيناريو المعد مع ملاحظة وجود خطط بديلة ومتداخلة يقوم بتنفيذها اطراف يرتبطون بالخارج ليس لهم تمثيل في الداخل وهؤلاء هم سبب المشاكل واسوء الحلقات لانهم مجاميع هلامية لا يمكن السيطرة عليهم ودائما ما يكون السذج والابرياء ضحاياهم الخاسرين. الشيء الاكثر ايلاما في كل هذا ان معظم الاطراف التي تمسك بخيوط المشكلة واللعبة في نفس الوقت يتعاملون معها وكانها فرصة لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية ومكاسب طائفية وليست كقضية اخلاقية او التزام ومسؤولية، فرجال الدين الذين يثيرون شهوة العنف وغريزة القتال والانفصال لدى المتظاهرين يسعون الى بناء مجد وعز لم يكن موجودا قبل اليوم وهي ما يطلق عليه بمرجعية ابناء السنة وهؤلاء للاسف لا يمكن ان يطلق عليهم وصف مرجع بقدر ما يمكن اعتبارهم دعاة فتنة وتحريض ولو قارنت هؤلاء بمراجع الشيعة لوجدت ان هناك فرقا شاسعا في التكليف والواجبات والمسؤولية فمع كل الذي حل بالشيعة من قتل وتهجير وذبح على الهوية لم يطلب مرجعا واحدا القصاص ولم يعلنوا الجهاد ضد القاعدة والبعث والسنة ولو تلميحا بل طالبوا بحماية ابناء السنة والدفاع عن التجربة الديمقراطية وتعزيز بناء الدولة والقوات المسلحة ولم يتدخلوا بالتفاصيل لان شانها متروك الى الدولة والمؤسسات التنفيذية وواجبها يقتصر على الرعاية والابوة بينما ينتفي هذا الامر لدى رجال الدين عند الطرف الاخر فالشيعة صفوية والجيش مليشيا والحكومة طائفية ومن يحمي ابناء الشعب العراقي هم حرس الثورة الايرانية لهذا فان قتل هؤلاء جميعا موجب للجهاد وضامن للجنة ومجز ومبرئ للذمة على منهج السعدي الرفاعي واللافي ومن على شاكلتهم. الامر لا يختلف كثيرا عند السياسيين في الحكومة وعند الطرف الاخر فالحكومة توجهت الى ساحات الاعتصام التي لم تخجل من ارتباطها بالبعث والقاعدة والعمالة للاجنبي من اجل ان تتخلص من أزماتها ومن اجل ان ترفع منسوب حظوظها الذي تراجع كثيرا حتى ولو على حساب دماء ابنائها من الجيش والشرطة ومن الابرياء في صفوف المتظاهرين دون ان تاخذ معها حلول حقيقية ومعالجة جذرية خاصة بعد ان راهنت على الوقت والتفكك والازمات على الطرف الاخر فان قادة التظاهرات لديهم خطط مرسومة واوقات محددة وواجب لا مفر من الامتثال له وعليهم تنفيذ ادوار بدأت تنكشف ملامحها مقابل الحصول على الدعم المالي والحصول على اصوات هؤلاء المغفلين في المراحل المقبلة لهذا وجدنا كيف ان العيساوي ربح الرهان بينما خسره المطلك. الاسوء في كل هذا التشابك والتداخل بين الازمات والمصالح والارتباط بالاجنبي هو سقوط الابرياء من الطرفين سواء من قبل ابناء قواتنا المسلحة او من قبل المتظاهرين خاصة اذا ما تطورت الاحداث وارتفعت راية العنف وفقدان السيطرة لان الغد مجهول ولا احد يعلم من هي المنطقة المرشحة للانفجار في ظل تصاعد الخطاب الاعلامي وارتكاب الاخطاء القاتلة خاصة بعد احداث الحويجة الدامية ومفاجئة الحويجة كبيرة كون هذه المدينة اقرب ما تكون الى الرعي والربابة والجوبي لكنها تخلت عن هذه الموروثات وظهرت فجأة على مسرح الاحداث لتعلن حي على الجهاد لقتال الشيعة والحكومة الصفوية وليس من المستبعد ان تكون هي او غيرها بداية الشرارة لتحقيق مخطط حمد وموزة والبعث الصدامي.