أطفال اليمن يُذبحون بسيف عربي

 

ذات يوم وأنا في أراجع في احدى المستشفيات البريطانية اثر وعكة صحية في القلب صادف أن التقيت بأحد االاخوة اليمنيين في أروقة المستشفى وبعد علمه بأنني أعمل في مجال الاعلام والصحافة دعاني لنجلس في كافتريا المستشفى ويأخذنا العمق في الحديث عن وضع اليمن مع اشتداد الايام والاسابيع الاولى لحرب اليمن الحالية والتي بدأ فيها الحوثيون يسيطرون على مناطق شاسعة منها بثورة عارمة كما أراها أنا كمراقب للاحداث لكنه قال لي بلهجته العاميّة (راح ايحوّيثونا) وهو غير مقتنع ان الذي سيقود اليمن رجل يخرج من غار احد الجبال في اليمن ويقصد بذلك عبد الملك الحوثي وعندها علمت أن النبرة الطائفية التي تتعامل بها السعودية اليوم ومن تحت ابطها دول عربية أخرى هي اللغة السائدة في تلك الحرب الشرسة ..

لم أشاهد طائرة اسرائيلية ولا طائرة امريكية ولا حتى قوقازية تحلق في سماء دولة اليمن العربية لتلقي حممها وجحيم نيرانها على المدنيين العزّل من النساء والاطفال والعجزة ، كما لم أشاهد جحافل الغزاة والجيوش الجرّارة وهي قادمة من دول آسيا او الهند لتستبيح أرواح وحياة الناس الذين لا حول لهم ولا قوة.

ما رأيته من خلال متابعتي التلفزيونية ومتابعة كل أحرار العالم ان الطائرات التي تلقي حممها ووابل قذائفها وأطنان حديد الموت على رؤوس اليمنيين والطفولة البريئة والجيوش والجرارة التي تفوقت على هولاكو وطريقته الهمجية هي جيوش  وطائرات عربية تقودها الدولة السعودية التي تضم في ثنايا جغرافيتها قبلة المسلمين وقبر النبي الاعظم محمد (ص) ،، انه السيف العربي الذي يذبح طفولة اليمن البريئة أمام انظار العالم الحر والمنظمات الدولية الخانعة أمام مصالحها المرتبطة بحكام آل سعود ولا غرابة عندما يعلن بان كي مون أمين عام الامم المتحدة بادانة السعودية على اعتداءاتها المنتظمة ضد الابرياء من اهل اليمن وانتهاك حقوق الانسان فيها ثم يعود ليصحح ما قاله قبل يوم ويخرجها من هذا الاتهام ، وما اسرع الانصياع لرغبات الجهلة والمولغين في دماء الابرياء وهذه وصمة العار الكبرى تجاه الموقف من حقوق الانسان على مستوى الانسانية جمعاء .

سمعنا وقرأنا استغاثة الطفولة البريئة من عمق اليمن المهدّم على رؤوسهم ولم نسمع جوابا او حتى موقفا صارما يخرج من بين أروقة منظمات دولية طالما صرخت عاليا تنادي بحقوق الانسان بل وضعت مدونة عالمية لهذا المبدأ سميت بشرعة حقوق الانسان العالمية تجاه من يقوم بذبحهم من الوريد الى الوريد فلم تبقى المستشفيات التي يلجأ اليها الابرياء العزّل ولم تبقى مدرسة او نادٍ رياضي ولا حتى مكان تلهو به الطفولة البريئة ، لذلك أنا أطلب من الضمائر الحيّة ان تقرأ بامعان ما يرويه لنا بيان الطفولة اليمنية الموجه الى بان كي مون الذي خذلهم واليونسف التي أسدلت الأكف على أنظارها ومنظمة رعاية الاطفال في العالم التي لا حول لها ولا قوة أمام تجار البترول وشراء الذمم وباقي منظمات العالم التي لا تملك غير الاحتجاجات واصدار بيانات التنديد مع استمرار ذبح الاطفال وحز رقابهم من قبل اخوانهم في الدين والمعتقد ومخالطتهم الدم العربي ، يقول هذا البيان :::

((نحن أعضاء برلمان الاطفال في اليمن نناشدكم بمعني الإنسانية لحمايتنا من القتل حيث واتفاقية حقوق الطفل تنص وتؤكد على حقنا في الحياة والتعليم.

نحن تحت القصف اليومي في جميع المحافظات دمرت مستشفياتنا ودمرت مدارسنا وحرمنا من التعليم العام الماضي، والعام الدراسي الجديد لم يبدأ وسنحرم من التعليم.

أنتم اعلم بالوضع الإنساني في ظل هذه الحرب الظالمة وان ما يقارب من نصف سكان اليمن في سن الطفولة وثلثي الضحايا من الأطفال قتلوا ولم يحضوا بالعناية اللازمة، عمالة الاطفال وتجنيدهم زادت بنسبه كبيره في هذا الوضع ، نتعرض لكافة الانتهاكات الجسدية والخوف والرعب يلزمنا في المنزل والحي ولا نجد من يساندنا.

السياسيين وتجار الحرب في اليمن لا يهمهم سلامتنا أصبحنا نازحين في معظم المحافظات .

نأمل منكم الحماية وهي حق من حقوقنا ضمنته لنا كل الشرائع والمواثيق المحلية والدولية.)) فهل هناك قدرة ذاتية عند بعض من يدعي الانسانية ويريد صَوْن حياة المحرومين الذين اصبحوا وقود الحروب الهوجاء لقادة أعمت عيونهم السلطة والثروة لنرى منهم في نهاية المطاف أنهم يذبحون أطفال اليمن الابرياء بسيف عربي اسلامي منافق.