مع اقتراب فصل اللهيب العراقي، الفصل الّذي لا تُلام المرضعة إن أذهلت عمّا أرضعت ولا يُلام الناس إذا رأيناهم سكارى، اللهيب العراقي الذي هو ربّما تذكيرٌ بعذاب الله الشديد، فالعبد إذا ما أراد أن يتوب إلى الله وأن يستشعر ذلك العذاب الّذي لا مفرّ منه: كلّ ما عليه أن يأتي لشهرين فقط إلى العراق، شهرَي تموز وآب، فسيصبح لله عبداً فقيراً مطيعاً؛ إنّ مع اقتراب لهيب هذا العام ربما ستتحقّق أمانينا وحينئذ لن نشعر بنعمة الكهرباء، فإنّ الإحساس بالنعمة عند افتقادها!! حقاً انها بشرى ليس لنا فقط بل للدول المجاورة لنا التي تعاني من الكهرباء كسوريا والدول المستوردة للكهرباء بتكاليف باهظة كالأردن التي تشتري الكهرباء منذ سنوات من مصر والتي هي الآن في حيرة من أمرها فمصر التي أصبحت اخوانية ربّما تزوّد إخوانها في الأردن بشحنات كهرباء ثورية أخرى، نبشّر الملك الهاشمي ونبشّر أحبابنا السوريون "مؤيدين ومعارضين للنظام" فنحن نرفع كلا العلمين في آنٍ واحد كما فعل عزيزنا مقتدى الصدر إذ كسر كل القواعد وخسر كلا الطرفين!!، نبشّرهم ونقول لهم ستأتي تلك الساعة لنخبركم بكل فخر واعتزاز لا تحزنوا فإن الفرج قادم!!، ليست هي إلا ثمانية أشهر وسنبيعكم الكهرباء بتكاليف منخفضة رعاية لحسن الجوار!! العراق سيصبح مصدّراً للكهرباء بعد أشهر ونحن ننتظر ذلك بفارغ الصبر، فأنا احد الناس الذين عرضوا مولداتهم الكهربائية للبيع، وتخليت عن خط مولدة الشارع وقطعت الـ"واير" وعرضته كذلك للبيع، فعلت كل ذلك لأنني احسن الظن بقادة بلدي الأبطال أهل القانون، أخص منهم بالذكر الأخ الدكتور النووي سماحة السيد حسين الشهرستاني الذي وقف بكل شموخ قبل سنة ونيّف وبكل ثقة ليعلن ان العراق سيصدر الكهرباء إلى دول الجوار في نهاية عام ٢٠١٣، من يقول ان العافية بالتداريج بل ستأتينا العافية بغمضة عين. لقد حدد الدكتور السنة التي يؤمن فيها الكهرباء ويكون العراق قد وصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، ليس هذا فقط بل سيكون ضمن الدول المصدّرة للكهرباء، لماذا نعتمد على تصدير النفط فقط؟! ولعله يخطط لبناء مفاعلات نووية مستقبلاً لأغراض سلمية طبعاً، على غرار إيران، وهل ينقصنا شيء للانضمام إلى نادي الدول النووية ونحن أول دولة عربية خططت لهذا الشيء لولا إرادة إسرائيل في منعنا بالمحاربات المتطوّرة آنذاك، ولعل الدكتور الشهرستاني أستاذ الفيزياء التارك لمهنته منذ عقود والذي ينوي مراجعة ما درسه ليبني المفاعلات بمساعدة من سينوي المساعدة، يراقب ماذا سيحصل لإيران ليتجنب نقاط الضعف فمن صبر ظفر كما يقال. لابد وان الدكتور النووي قد خطط لتصريحه ودرسه بشكل صحيح قبل الإدلاء به، ولابد وهو ابن عائلة محترمة ومتديّنة وينتهج النهج الإسلامي المعتدل ان يكون واثقاً مما يقوله، وان لا يكون ماكراً او كاذبا –حاشاه-، كما أنني راجعت تصريحه وبحثت في الأراشيف واطمأننت لعدم مزامنته في شهر نيسان!! مقترح صغير: نتمنى إيجاد لجنة لاجتثاث الكذّابين أو سن مادة خمسة كذب. |