لعل اهم ما يمكن استخلاصه من تداعيات استجواب العبيدي’انه كشف قضية في غاية الاهمية’وهي ان الخلافات الطائفية’التي تعصف بالعراق’هي في الحقيقة غطاء وواسطة واسلوب ووسيلة يخدع بها حكام العراق شعبه المسكين المغفل’من اجل الهائه’وحرف انتباهه عن عمليات السرقة والفساد التي بدأت بعيد سقوط النظام السابق’ولازالت فصولها تتوالى. فالذي تبين وفهمناه من خلال توليفة الفاسدين’حيث يعمل نائب سني وكيلا وسمسارا لنائبة شيعية!وذلك حين نقل السيد حيدرالملا تهديد السيدة حنان الفتلاوي’بانها تريد مالا لقاء’الغائها طلب استجواب السيد العبيدي!ان خلافاتهم’والتي تبدوسياسية وعقائدية’هي مجردمسرحيات’تمثل امام الجمهور’مع خطب حماسية’وتهديدات’وتسقيطات’وكلها كلام فارغ لايغني ولايسمن’وليس له اي تأثير يذكر’لان حقيقتهم وهم وراء الكواليس’يكادون يكونوامجموعة واحدة متفاهمة,متحاصصة بمال السحت’وذلك يعني امرا’من اثنان’فأماانهم عملاء مأجورين’ينفذون مخططات اجنبية لقوى خارجية قادرة على حمايتهم’وتسهيل مهماتهم الاجرامية’تحت غطاء شرعي مفبرك زائف’أوانهم في افضل الاحتمالات’لايبالون بهذا الشعب ولا بمصالحه’أومصائبه’بل هدفهم الكسب’غيرالمشروع’وليذهب الشعب الى الجحيم.
لقد’فاجأ السيد العبيدي’الجميع عندما وجه الاتهام الصريح والخطيرالى نفس القائمة التي ينتمي اليها حزبيا’وطائفيا!والتي رشحته الى منصب وزيرالدفاع’كما كشف سرخطير’وهوأن بعض المختلفين عقائديا وطائفيا امام الجماهير’هم خلف الكواليس اصدقاء وحلفاء!
لقد قرأت واستمعت الى ردود افعال مختلفة حول نتائج لقاء الاستجواب العاصف’وكان من الطبيعي ان يشكك البعض في حقيقة ونية العبيدي’واتهمه البعض بانه هاجم ليغطي ضعف في الدفاع’وانه سبق وان ادين’كما تغول بعض البباغاوات البشرية التي تكاثرت هذه الايام ’بالقول :بأنه داعشي!وهابي!بعثي سابق!وكلام فارغ اخر’وكله تشويش وتطويش ولاعلاقة له بصلب الموضوع’لذلك اود القول اننا عندمانريد ان نقيم موقف السيد وزيرالدفاع’بشكل منطقي معقول مقبول’فيجب علينا اخذ هذه الامربنظرالاعتبار
اولا:-انه وجه الاتهام الى حلفائه,
وثانيا :-انه كان بامكانه التفاهم مع الاخرين على نيله حصة كبيرة’وهوقادر فعلا على تحصيلها’حيث ان الفساد شائع وشامل’ولااحد حوسب حتى الان’على ماارتكبت يداه من اثم’وخصوصا ان لوزارة الدفاع تخصيصات عالية وصلاحيات واسعة بسبب حالة الحرب
ثالثا:-اعاب البعض عليه’عدم فضح المرتشين في وقتها’واتهموه بالتسترعليهم’وزعموا بانه ربما’هاجم وفضح الاخرين قبل ان يفضحوه!
ومن خلال وجهة نظري’ارى تبريرا منطقيا لموقفه’يتلخص بانه كان قد قررتأجيل فضح الفاسدين’لحين اكمال مهمته في طرد الدواعش’وانهاء الارهاب المسلح’واعادة الامن الى ربوع البلاد’حيث ان اثارة مثل هذه المشاكل قبل تحرير كل اراضي الوطن’يمكن ان يترتب عليها تداعيات وخلافات قد تعيق المجهود الحربي’وذلك امريحسب له ولاخلاصه لوطنه وواجبه الوطني والاخلاقي’
حتى اني اصبحت اشك بواقعية ان اثارة المشكلة واصراربعض النواب على استدعائه من ميدان المعركة التي يقودها بنجاح’يمكن ان تكون دوافعها خيانة وعمالة اولئك النواب’وربما كانت املاءا عليهم من الخارج,
وعلى اية حال هناك مسألة في غاية الاهمية’لايمكن نكرانها’وهي ان السيد خالد العبيدي اثبت كفاءة عالية’وقاد الجيش العراقي الى انتصارات باهرة واعاد هيبة القوات المسلحة العراقية’بعد ان مرغها المالكي في الوحل’وشوه سمعة الجيش العراقي في اكبر هزيمة عسكرية عرفها التاريخ الحديث.
وعلى اية حال’لاحق لي ولالغيري بتبرئة او ادانة اي متهم’سواءا كان السيد العبيدي’أومن اتهمهم’بل تلك مهمة القضاء’
وهنا لابد من الاشارة الى ان قضائنا العراقي’تشوبه سمعة الفساد’ولايمكن الوثوق بقراراتها’لذلك فلابد من تدويل القضية العراقية.والا استمرت المصائب والمئاسي والفضائح التي فاقت ماموجود في سجل غينيز للارقام القياسية,والله والوطن من وراء القصد
|