واخيرا سقط المالكي في فخ البعث

 

منذ عودة القيادات العسكرية البعثية السيئة الى العمل في المؤسسات الامنية تحت ذريعة الحاجة الى خبراتها في بناء هذه المؤسسات والبلاد تشهد تراجعاً امنياً مخيفاً والشعب يتلقى ضربات موجعة من هذه الجهة الارهابية او تلك وان كان هناك بعض الاستقرار الهش الذي يتحكم به الارهابيون في التوقيت والتنسيق وهناك الكثير من الشكوك في تورط عناصر من الجيش والشرطة بهذه الانتهاكات ، ومنذ عودة هذه القيادات العسكرية السيئة والمالكي يخضع لاهوائها في الوقت الذي تنظر فيه هذه القيادات الى القائد العام للقوات المسلحة على انه حديث العهد بالسلطة والحكم وبالتالي يسهل اللعب والتحايل عليه فهذه القيادات السيئة متمرسة على النصب والاحتيال لتحقيق مصالحها الخاصة دون التفكير بالمصالح العامة وبعيدا عن اية مشاعر وطنية يفترض ان تتوفر فيها. واذا كان المالكي يدرك طبيعة وحقيقة هذه القيادات وحبها للمال والامتيازات وقد استخدمها لتجاوز هذه المرحلة واغدق عليها بما يرضيها فانه واهم وبعيد عن اصابة الهدف لان هؤلاء الضباط لا عهد لهم ولا وفاء وقد تركوا سيدهم المقبور في ساعة الشدة وذهبوا الى بيوتهم ليتفرجوا على مصيره المحتوم . واليوم حيث انفجرت الاوضاع في المدن العراقية السنية بعد اجتياح ساحة الاعتصام في الحويجة فانه من المؤكد ان القيادات العسكرية البعثية السيئة  كان لها الدور الاكبر في تأجيج الاوضاع بشكل متعمد ودفعها الى ما وصلت اليه من خلال ايصال رسائل خاطئة ومبالغ فيها الى القائد العام للقوات المسلحة وتقديم المشورة اليه ودفعه باتجاه مهاجمة المعتصمين بحجة الدفاع عن هيبة الجيش وتصوير الامر وكأنه مجرد معركة عسكرية محسومة مقدماً لصالح الحكومة دون ان تكون هناك دراسة مستفيضة لخظورة هذا الاجراء ودون ان يكون هناك حساب دقيق لردات الفعل المحتملة على المستوى السياسي والامني ، وهدف هذه القيادات العسكرية من كل ذلك هو وضع المالكي في حالة مضطربة وغير مسيطر عليها تدفع به الى اتخاذ اجراءات متسرعة اخرى غير محسوبة النتائج وسيفضي ذلك الى خلق تبرير لاسقاطه بطريقة الانقلاب العسكري او استبداله بالوسائل السياسية وقد يخلق ايضاً تبريراً للمطالبة بالتقسيم بعد ان يشتد اوار الحرب الاهلية ( لا سمح الله ) ويضطر الجميع الى قبول هذه الفكرة اللعينةً للحفاظ على ما تبقى من وطن وشعب ، وبذلك يكون حزب البعث والدول الاقليمية المعادية للعملية الديمقراطية في العراق هما المنتصران في هذه اللعبة التي بدأت بزج السيئين من ضباط الجيش السابق من اتباع البعث ومواليه في الاجهزة الامنية الجديدة بهدف الوصول الى هذا الهدف المنشود وقد حذر الكثير من الشرفاء في العراق من خطورة وجود البعثيين في المؤسسات الامنية وتركهم يسرحون ويمرحون ويخططون وينفذون دون رقيب او حسيب خصوصاً وان الدولة العرقية الفتية   لا تملك من الوسائل الذكية ما تستطيع به من السيطرة عليهم من خلال المراقبة والمتابعة والمحاسبة ولا تستطيع بحكم حداثة التجربة ان تضع من الضمانات الحقيقية والاليات العملية ما يقطع عليهم طريق اعادة الارتباط بحزبهم الام والعمل في هذه المواقع الخطيرة لصالح هذا الحزب ان الاستجابة الى الدعوة التي يطلقها الشرفاء لتنظيف المؤسسة الامنية من البعثيين اصبحت حاجة ملحة لانها تستند الى الاسباب التالية :
على مدى عشرة سنوات لم تتمكن القيادات الامنية الحالية من بناء منظومة امنية منضبطة ومتدربة تدريباً عسكرياً حرفياً
على مدى عشرة سنوات لم تتمكن القيادات الامنية الحالية من التخلص من السياقات التقليدية والقديمة في التدريب والتجهيز والتسليح ورسم السياسات الامنية الاستراتيجية مما افضى الى تفوق الارهاب في التخطيط للعمليات الارهابية وتنفيذها على الارض بسهولة 
على مدى عشرة سنوات لم تستطع القيادات الامنية الحالية من بناء جهاز استخباري كفوء يساعدها على امتلاك زمام المبادرة واجهاض مخططات الارهاب 
على مدى عشرة سنوات والقيادات الامنية الحالية لم تتمكن من الحد من العمليات الارهابية بسبب عدم الاخلاص في النية والانشغال بكسب الامتيازات وملذات الحياة وهي تعاني من الفشل الذريع في كل جوانب العمل الامني ولازال الشعب يعاني من الارهاب بجميع اشكاله  
على مدى عشرة سنوات والقيادات الامنية الحالية انفقت مليارات الدولارات والحصيلة هي انهيار امني مستمر 
على مدى عشرة سنوات تمكنت القيادات الامنية الحالية من نشر الفساد على نطاق واسع في المؤسسات الامنية الجديدة مستندة في ذلك على ارثها الكبير في ممارسة كل اشكال الفساد
من كل ما تقدم فان الحجج والمبررات التي تبنتها القيادات السياسية الحالية لاستخدام الضباط البعثيين من الجيش السابق كانت غير دقيقة وغير موفقة بدليل الفشل الذريع في تحقيق الاهداف الامنية المرجوة .