التسلط الحزبي... |
عندما يأتي أي حزب الى السلطة فالمفروض انه جاء ليطبق منهجاً سياسيا واقتصاديا واجتماعياً ...منحه الناخبون ثقتهم على اساسه... أما الدولة ومؤسساتها فهي ملك الشعب كله....، وليست ملك الحزب الذي يحكم... وفي البلدان المتقدمة يقتصر التغيير على الحقائب الوزارية... وربما بعض المواقع العليا.... والغرض من ذلك هو المحافظة على الثوابت في السياسة القومية والوطنية ....ثم ان الوظائف العامة لا يمكن ان تكون حكراً على الحزب الحاكم، ..وليس من حق الحزب ان يزيح ......او ان يستبدل كوادر الدولة على اساس المصلحة الحزبية الضيقة والانتماء الحزبي وليس على اساس الكفاءة، والنزاهة، والقدرة على التعامل مع المشكلات وقيادة الآخرين نحو الهدف.
أما عندنا فان مجيء اي حزب هو اشبه ( بالبلدوزر) الذي يكتسح كل ما امامه ....وكل من تبوأ منصبا قبله، ويظل يتحسر على عدم اكمال ( التطهير).... وليس المقصود بالتطهير، بالطبع، هو ازاحة العناصر الفاسدة وغير الكفوءة، فمثل هؤلاء يكونون دائما ذوي اقتدار للتكيف، ....وذوي مواهب للتلون، ....انما المقصود بالتطهير هو اكتساح كل من يخالف الحزب بالرأي... وهنا يتصرف الحزب الحاكم وكان الدولة اصبحت ملكا عقاريا مسجلا باسمه..
ثم ان الحزب الحاكم ولغرض تطمين اتباعه...، ومكافأتهم على (جهادهم) أو (نضالهم)، أو على مجرد انتمائهم....، او على صلات القربى والصداقة مع البعض ....فانه يملأ دوائر الدولة بهم... كذلك فان الحزب الحاكم يضرب عرض الحائط بالمعايير الوظيفية من تحصيل علمي، وخبرة، وكفاءة، ومؤهلات شخصية.... فيصبح قائداً اداريا من هو جدير بان يقاد لا ان يقود.....، ويصبح الامي رئيسا على ذوي المعرفة... وهذا يذكرني بطريفة خلاصتها ان احد المشايخ في العهد الملكي قد اتصل بالباشا نوري السعيد طالبا منه ان يعين أحد ابنائه متصرفا ( أي محافظا )... فقال له الباشا وكيف اعينه متصرفا وهو لا يحمل شهادة ثانونية ؟ فرد عليه الشيخ:
- لعد حطه وزير ....
ولله في خلقه شؤون |