وفيق السامرائي وروايته عن الانفال وحلبچة هل هي صحوة ضمير ام كلمة حق أراد بها باطل‎

لأول مرة وبعد مضي عشرة سنوات على إصدار محكمة الأذناب الحكم بأعدام  قادة الجيش الاشاوس فيما يسمى بقضية الانفال ، يصرح وفيق عبجل بأن ( محاكمتهم مخطط لئيم خبيث ) لا بل انه وصف لأول مرة ان اختفاء 182,000 كردي في تلك العمليات انه مجرد ادعاء من مسعود وجماعته ، واردف بأنه(  لم يسمع حرفا عن نقل وحبس كردي في الجنوب او قتلهم ) وغمز كعادته من ( ان اكبر مسؤول مختص بشؤون الأكراد في الاستخبارات موجود الان بحماية مسعود ويعمل معه ، ومعظم المحكمة والقضاة سخرت لتدمير الجيش )  وادعى وفيق ( ان بعض القضاة بقي منصفا وطنيا شجاعا )!
واعترف ايضا ( ان الحكم على الضباط كان ظلما ولو كانت المحكمة دولية لما اعتقلوا اصلا ) !  واعترف ايضا ( ان من حكم على قضية حلبچة لم تثبت لهم اي صلة وعلم مسبق بالضربة الكيمياوية الجوية وكل التفسيرات عن دور الضباط كانت باطلة ومسيسة ) 
ويعود ليقول ( لو ان المحكمة كانت تحت سلطة الاستاذ مدحت المحمود لما وقع ظلم ) ! . 
هنا لابد لنا من التعقيب على الفقرات أعلاه وبدقة كونها تحتوي على اعترافات لوفيق الذي كان يعمل اثناء المحاكمات مستشارا امنيا ( مرافق ) لجلال الطالباني ومشاركا فعليا بتزويد المسرحية بوثائق ( مجتزئة ) صادرة من الاستخبارات العسكرية كان قد سرقها قبل طرده من الجيش اثناء تولية إدارة الاستخبارات وكالة ل(35) يوما وقدمها للمحكمة بعد ان رفع ( تذييله) منها لتكون وثائق ادانة على دائرته فكان وصفه دقيق جدا من ان ( محاكمتهم كانت مخطط لئيم خبيث ) هو جزء من هذا اللئم والخبث الذي تبرأ منه اليوم وهو الذي ظهر من على شاشة(  قناة الحرة) اثناء احدى الجلسات يشيد بمهنية المحكمة وبراعة قضاتها مؤكدا على تزوير التأريخ من ان الجيش انتهك الاعراف الدولية وحقوق الانسان مع الأكراد  .
وصدق باعترافه ، بأن اختفاء هذا العدد من الأكراد مجرد تهويل لعمليا الانفال التي كانت كما يعرف كل قادة الجيش وضباطه بأنها عمليات عسكرية بحته موجهة ضد الجيش الإيراني والمتعاونين معه من ادلاء الخيانة ( وعملاء ايران ) الذين عينوه مرافقا لكبيرهم ، بالرغم من انه ذكر وطبل وروج في كتابه لهذا ( الهوليكوست ) مرددا ما يقوله الصهانية والامريكان من ان العراق كان يرتكب جرائم ضد الانسانية بحق الأكراد ، مما جعل القضاة ( الشجعان ) كما وصفهم يقدمون له صك البرائة ، اما لماذا هذا الاعتراف فالجواب معروف هو  كونه مسؤول ملف ايران والشمال في الاستخبارات العسكرية طيلة منذ عام 1987 والتي تدخل عمليات الانفال تحت وصايتها لهذا هو الان ليس بصدد تبرئة الجيش وقادته الذين قدم ضدهم وثائق وإفادات أوصلتهم ( بفضله ) الى حكم الشرف ( الإعدام ) 
ويعترف ايضا ( خلافا لما مكتوب في حطام البوابة الشرقية ) من ان الحكم في حلبچة ( قضية سيده جلال ) كان مسيسا ايضا ولم تثبت المحكمة اي دور الضباط فيها وان لا علم لاي احد بتلك الضربة ، لكنه ( لم يجرأ ) على القول من ان ( ايران الشر ) هي من قصفت حلبجة بالسلاح الكمياوي بعد ان ساعدها ( سيده جلال ) باحتلالها .
اما الشخص الذي ذكره وفيق بأنه (  اكبر مختص بشؤون الأكراد في الاستخبارات والموجود بحماية مسعود ، فهو لم يكن الأكبر في المديرية ، فوفيق كان مسؤوله المباشر والموجه لسياساته لا بل استدعاه وفيق وعمل معه في مكتب جلال الطالباني وأخذه معه للإدلاء بشهادات ( زور ) في محكمة الاحتلال تدين الضباط القادة ومديرية الاستخبارات العسكرية مقابل عدم استدعائهم للمحاكمة واعتبارهم ممتهمين كونهم المسؤولين المباشرين عن ملف الأكراد في الاستخبارات العسكرية ، فقبلوا شهادة الزُّور على الوقوف في عرين الشرف والاسود في مسرحية الاحتلال .
 يبدو ان علاقتهم الان ليست على ما يرام .
(( سنزودكم بإفادة وفيق وصبيانه التي أدلو بها زورا لمحكمة الاحتلال ضد الجيش وقادته حال وصولها لنا من احد شجعان هيئة الدفاع عن الرئيس وسنفصلها لكم ايضا ) )
وبعد اعترافه بأن المحكمة ( مسيسه بخبث ) يعود لمدح الفاسد الأكبر في العراق ( مدحت المحمود ) كونه يعلم ان أمور الفساد والاجرام والرشى برعاية كبير كهنة المالكي ( مدحت المحمود ) لهذا لا يريد ان ( يزعله ) حاليا ، 
ولكن من هم ( بعض ) القضاة الشجعان الذين لم يكتب أسمائهم !خوفا على أمنهم الشخصي ؟!
لم يعد خافٍ على احد فمن يعتبره وفيق من هذا (البعض ) الشجاع الوطني هو مؤسس المحكمة ورئيس قضاة التحقيق فيها وشبيه وفيق ،السمسار ( منير حداد ) الذي يتفاخر بمهنية المحكمة و الذي التقى وفيق في بيروت عام 2007 وأخذ منه رشوة  
( 500,000) خمسمائة الف دولار مقابل إغلاق القضايا ضده بعد هروبه املا في الحصول على منصب بعد تسوية قد تحصل مع مسعود بارزاني لكن يبدو ان الامور سارت بما لا تشتهي سفن وفيق فأرتمى بين اقدام المالكي ( الادسم حاليا ) وأشهر لسانه على مسعود منذ عامين .
فهذا هو وفيق يعرف لمن يتملق ومتى يذم.
غريب هذا المخلوق  ، يستطيع ان يغير جلده وميوله وكتاباته وآراءه يوميا فكلامه أعلاه يخالف ما كتبه في كتابيه ويخالف ما قاله على الفضائيات اثناء المحكمة وامام قضاة التحقيق بشاهدته الزُّور ، فكيف للإنسان ان يغير مبدأه ومعتقده ، كعاهرة كل يوم في احضان رجل جديد 
هذه الاعترافات من مستشار الطالباني واحد مزودي المحكمة المهزلة بالوثائق والشهود تنسف كل المحكمة واحكامها الباطلة بالرغم من ان شهادة وفيق كشهادة ( المطيرچي ) لا يؤخذ بها امام القضاء 

فهل هذه الاعترافات ( الحذرة )   صحوة ضمير ! ام كلمة حق يراد بها باطلا ( تبرئة نفسه ) اعتقد ان كل شئ اصبح واضحا الان