منذ سقوط بغداد عام 2003 ، عانى البلد من موجات من الأرهاب ، وتسلط السياسيين الفاشلين ، وكأن يدا خفية أختارتهم بعناية بعد بحث وتقصٍ ! ، فهم مبرمجون على السرقة والسرقة فقط ، حتى خلت الساحة السياسية من أي شريف !، وحتى لو كان ثمة شريف بينهم ، فأنه سيتآكل ، لأنه ببساطة أمرا شاذا وسط قاعدة سائدة أصبحت عُرفا ، أما بالتصفية المباشرة أو بألصاق التهم ، أو أن يتحول الى (شيطان أخرس) بين الشياطين ! ، وثمة مخطط خبيث للغاية ، وهو أفراغ البلد من كل الكفاآت العلمية والسياسية ، من خلال عمليات الأختطاف (الشائعة جدا) وطلب الفدية ، ليبدو الأمر وكأنه جرائم أعتيادية !، فلم ينجُ طبيب مشهور يعمل بمبادئ ، أو سياسي شريف ، أو مهندس مبدع ، أو سياسي حريص ، أو أستاذ جامعي فذ ، الا وتعرض الى عمليات الأختطاف والأهانات والمساومة على حياته ، لا لشيء الا لكونه خصما سياسيا أو قياديا محتملا ! ، ولم يجد من نجا من هؤلاء الضحايا ، الا الفرار خارج أرض الوطن بعد أن ساخت بهم ، وتركوها نهبا لسموم الطاعون المستورد هذا ، هكذا عقمت أرض الرافدين ، وخلت من القادة !. دخل الطاعون البلد ، فضاقت أرض الرافدين بأبنائها ، واستحالت جحيما ، فكانت موجات اللاجئين الأكبر في تاريخه الى الخارج ، باحثة عن الكرامة والأمن الذي فقدته في أرض الأجداد ، مبتعدة عن الظلم وسوء الخدمات وغياب القانون . هنالك فرق كبير بين السياسي المستورد وبين اللاجئ ، الأول أتي للسرقة ، الثاني فرّ من الظلم ، السياسي اتى ليحيل حياتنا جحيما ، اللاجى هرب من أجل حياة أفضل . السياسي دخل أرض الوطن بطرق ممهدة وعلى ظهور الدبابات أو بحماية (دولية) ، لكن اللاجئ ، واجه الأهوال والموت لأجل الفرار بجلده .السياسيون المستوردون جلّهم من حملة الشهادات المزورة ومن ضمنهم (الدكاترة) ! ، لكن غالبية اللاجئين من حملة الشهادات الحقيقية بأستحقاق ، ومن أصحاب الكفاآت . سياسيونا سالوا الى أرض الوطن كالمياه المبتذلة ، حاملين معهم كل أمراض كوكب الأرض ، من بلدان الحرية المرفهة كالمنتجعات التي يسمونها منافي ! ، لكن اللاجئون ، كالقابضون على جمرة من نار اسمها الوطن ، وقد عانوا من الدكتاتورية والحصار وشظف العيش .قد يوجد بين السياسيين شريفا واحدا ، وسيتعرض للتصفية أو التدجين ، أو سيترك مجال السياسة على سبيل النجاة ، لكن قد يوجد بين اللاجئين ، شخصا واحدا ممن يسئ الأدب ، فيدفع ثمنه الأبرياء في المنافي . قيل أن صادرات العراق من النفط منذ عام 2004 ، كافية لتبليط البلد بأكمله بالذهب ، لكن كل الذي أردناه ، أن تكون أرضه خضراء ، وما عانينا من الحر الذي لا يحتمله بشر ومن بيئة مسمومة ولا عانينا من الجوع ، هؤلاء ليسوا طاعونا فقط ، أنما كل أنواع الطفيليات والآفات والأوبئة التي ابتلى بها البشر ، فأحالت أرض السواد الى قاعا صفصفا !.
|