من اجل احتواء الوضع المتأزم يتطلب العقل والحكمة |
لقد وقع المحظور الذي كان هاجس وقلق اصحاب الضمائر الحية , النابضة بمشاعر الشعب, ووقعت الفاجعة المؤلمة في مدينة الحويجة , ونزف الدم العراقي على تراب الوطن , نتيجة سياسة شد الحبل , بين المتظاهرين والمتحكمين بالقرار السياسي , وبسبب عدم التعامل الجدي والحقيقي لمجابهة قضايا الساعة الملحة والماسة , ومعالجة التحديات المصيرية , التي عصفت بالازمة السياسية بعقلانية سياسية سليمة , لذا تشرنقت الازمة الطاحنة بالاحتقان والتخندق الطائفي والتوتر العاصف والساخن , لذا من الطبيعي والمنطقي , ان تستغل قوى الظلام والشر والمتربصين والمتصيدين في الماء العكر , وشلة من المتطرفين والمسلحين والمندسين والمخربين الذين انخرطوا في صفوف المتظاهرين , واستغلوا الهوة والشرخ الكبير بغياب تناول قضايا المتظاهرين بعمق وجدية ومسؤولية بين الكتل النيابية التي عجزت ان تجد بصيص امل وضياء في النفق المظلم , مما جعل اعداء الشعب ينجحون في اشعال شرارة نار الفتنة , وسفك الدم العراقي , لذا كانت احداث الحويجة الدامية , نذير شؤوم ودق ناقوس الخطر , لترقب احداث اكثر دموية وخطورة , لتحرق الوطن وتفتت صفوف الشعب , احداث اكثر عنفا وباءا وستجر البلاد الى حرب طائفية , تحرق الاخضر واليابس , اذا لم تتسارع الاطراف السياسية المتنفذة , في انقاذ الوضع الخطير , باطفاء النيران المشتعلة , بالعقل والحكمة والتواضع السياسي المسؤول , بعيدا عن الحزبية الضيقة والطائفية المتزمتة , وبالمعالجة المشاكل والمعضلات وفق الدستور والقانون العراقي , واحترام الحوار السياسي البناء , بهدؤ الاعصاب وضبط النفس وعدم الانجرار وراء الصرعات السياسية السقيمة والعقيمة , لابد من تهدئة الوضع المتأزم دون ابطاء او عرقلة , لا بد من سد الابواب والطرق امام المتطرفين والمسلحين والمندسين الذين يشوهون سلمية الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات , لا بد انتهاج سياسة شعارها الوطن للجميع , وكذلك اتخاذ قرارات حازمة ضد كل من تورط في سفك الدم العراقي , سواء كان عسكريا او سياسيا اومواطن عادي او من مروجي الفتنة الطائفية , الذين تصدروا المشهد السياسي في الاونة الاخيرة , يجب احالتهم الى القضاء العراقي , قبل اتساع الحريق وامتداده الى مناطق اخرى , أن الاوان لطرح مبادرات سياسية , تهدف الى تهدئة الوضع المتأزم , وايقاف نزيف الدم , وتفويت الفرصة على على اعداء الشعب . ان المسؤولية الوطنية والاخلاقية تحتم على النخب السياسية المتنفذة ايجاد مخرج لحماية الشعب والوطن , بعيدا عن الاستئثار الحزبي الضيق والطائفي , وان تدرك ان الامور وصلت الى اقصى حدود الخطر , والتي باتت تهدد ركائز العملية السياسية وتصيبها في نحرها , لذا من اولى المهمات الملحة والماسة , ايقاف الصخب الاعلامي المتخندق ووقف الحملات الاعلامية المضادة , ووقف الاصوات المتشنجة والنارية والصاخبة ,والتي تزيد الوضع اكثر تعقيدا وتصب الزيت على النار , يجب ان يعلم الجميع , ان الوطن في خطر يحتاج الى طوق النجاة , لانقاذه من الوضع المأزوم. |