مجالس المحافظات بين اهمية الوجود ومسالة الالغاء

تعلن اليوم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن بدء العمل والتهيئة لانتخابات مجالس المحافظات في الربيع المقبل ، وقبل الخوض في تفاصيل الانتخابات هذه ، نود ان نضع المجالس الحالية تحت مجهر هذا الشعب المظلوم ونسال قبل كل شئ ، ماذا جنى المواطن من وجود هذه المجالس.؟ اي محافظة سبقت الاخرى في ازدهارها على مدى السنين الاربع الماضية ، واي محافظ تمييز عن الاخر في مسالة البناء والتعمير ، اي قائمقام عمر القضاء وترك بصمة واضحة فيه بل واي مدير ناحية خدم ناخبيه وتعلق به الناخبون؟ قبل الاجابة على كل هذه الاسئلة ، اود ان اذكر كل عراقي زار ماليزيا وذهب عمدا الى مقاطعة هاي جيتاننغ ، حيث اضخم الفنادق في العالم وحيث اعلى تليفريك ، 
وانت عالق فيه تجد اسفلك غابات اشجار نخيل الزيت ومزارع الموز ، وغيرها من خيرات الله ، وتجد الى جانب ذلك كله العمارات الشاهقة ومرافق الخدمة العامة ، وعند مسيرك تدعوك بناية عامة تحكي لك تاريخ هذه المدينة السياحية الشاهقة فوق الجبال بطرقها الملتوية ، ومحافظها المتفاني والساهر على بناءها في فترة قياسية ، وعندما تبحث عن المحافظ تفاجئ بانه كان رجلا نجارا ،جاء من الصين ، وبدا يخطط لجعل هذه المرتفعات قبلة للسياح وقد نجح هذا النجار في صنع هذه التحفة السياحية، فهل قام ولو محافظ واحد منذ السقوط ولو بمنجز واحد تفتخر فيه المحافظة .؟ الجواب نعم لقد صنع محافظونا تحف المحاصصة وتقسيم المغانم ، والاستحواذ على دور وعقارات الدولة ، ومحافظ اخر استولى على الاراضي الزراعية ، وكذا ينطبق الحال على رئيس واعضاء مجالس المحافظات ، وظلت الاعوام تسير والمحافظات واقفة ولو رجع اي منا الى الوراء لاكتشف ان المحافظات ومنها بغداد كانت اكثر تقدما مما هي عليه الان، ولو اراد المراقب ان يحدد الاسباب ، لوجدها اسباب ذاتية تتعلق بشخص عضو المجلس فاما ان يكون جاهلا ولا يعرف اوليات علم الادارة ، او انه يعلم وقد فضل مصلحة الحزب على المحافظة ،او انه ظل يركض لاهثا وراء منافعه الخاصة ومنافع اقربائه وعشيرته وعوامل ذاتية اخرى حالت دون اسهامه في البناء وربما تسبب في هدم ما هو قائم من مظاهر التطور الحقيقي في هذه المحافظة او تلك ، عليه وبعد تجارب الدورات الانتخابية السالفة ، تقترح تاجيل الانتخابات للدورة القادمة، (بعد الاحتجاجات الشعبية العارمة) والعمل على قيام اهل كل محافظة باختيار محافظ كفؤ، من بين ابناءها مشهود له بالكياسة والنزاهة وله تحصيل علمي مرموق، والى جانبه مجلس بلدي يتطوع منتسبيه من بين ابناء المحافظة المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة من المهندسين والقانونيين والاقتصاديين والمعماريين والاكاديميين

وغيرهم ممن يجد فيه المواطن الحرص والامانة للتصدي للمسؤولية العامة وان يتم معاملة الموظف في دائرة على انه منتدب للعمل البلدي العام وحسب راتبه المعتاد مع مكافاة مجزية يتم التوجيه بها من قبل الامانة العامة لمجلس الوزراء ، او ان يتنازل عن راتبه للمدة في العمل البلدي مقابل نقله الى درجة مستشار ليحصل على راتب هذه الدرجة ، وكذلك ينطبق الحال على الشخص الذي يتطوع وهو لايتقاضى راتبا حكوميا ان يمنح راتب المستشار ويفضل ان يكون من حملة الشهادة الاولية الجامعية ان الاخذ بهذا المقترح سيوفر المال المنهوب ويعمل على تجربة التطوع للعمل العام وافساح المجال امام الكوادر العلمية المستقلة للخوض في هذا الميدان.