ليس الدين افيون الشعوب |
1 ومن القوم مَنْ يكفّر المسيحيَّ واليهوديَّ ، ويدعو الى قتله وسبيِهِ ولعنهِ ، لكنه بنفس الوقت يستورد منه طعامه وشرابه وسلاحه ودواءه وطيارته وسيارته وقاطرته وسفينته وتلفزيونه وكومبيوتره ولباسه وعطره وأخريات ، وهويعيش بنعمة مكتشفات ومخترعات « الكفّار « الذين قدموا للإنسانية أعظم الرحمات ، التي منها الكهرباء والطابعة والهاتف ودواء الشفاء والوقاية ، والأنترنيت والستلايت والنقال وغيرها من عجائب وأفضال مدهشة وعظيمةلا تُنكَرها قراءة منصفة . 2 ولقد صارت الناس في هذه السنوات العجفاوات ، تستعمل كثيراً جملة المرحوم كارل ماركس إنّ الدين أفيون الشعوب ، وهذا استعمال حقّ لكنه لا يخلو من انفعال ومبالغة ونفخ في الجملة التي ذهبت مذهب القياس . ألدين الصح هو النهج السهل الذي يكتفي بالأعمدة ويتجنب التفاصيل ، حيث يكمن الشيطان والفتنة والحريق المؤجل . ألله يريد منك أن تصلي وتصوم وتتعبد بما تيسر لك . يريدك أن لا تقتل ولا تكذب ولا تسرق ولا تنافق كما هو شائع اليوم ، ولا تؤذي جارك حتى لو كان على غير دينك ومعتقدك . وتصديقاً لكلام الراحل ماركس ، سنرى بالعين المجردة وبأعلى درجات الوضوح ، ان العراق الآن هو أفسد دولة على سطح الأرض ، مقادٌ بثلة حرامية وخونة وأوغاد ووغدات ، لكن الناس ساكتة وهاجعة في بيوتها والسبب هو المخدر الديني الضلالي المخرف الملتبس والمفضوح في آن ، والذي ضرب عقولهم وصدورهم ، حتى صاروا للحرامية والمنافقين شركاء . 3 هجروا دينَهُم وصاروا سنّةً وشيعةً وأُخريات . قاتلوا الله ومحمداً والحسين وأفرغوهم من المعنى الجوهريّ العظيم ، ومزقوا قرآنهم السهل وذهبوا إلى منطحة ومحرقة التفاسير والتأويل وطقاطيق الحيث القوي والضعيف والمندرس والرواية الصح والمجروحة أختها ، صنعوا تماثيل يعبدونها ، لإبن تيمية ومحمد ابن عبد الوهاب والخميني والحكيم والسيستاني وحسن البنّا وسيد قطب وأسامة بن لادن ، وخامنئي وحائري والبغدادي . فجراً يصلّون ويركعون ، وظهراً يرتشون ويقتلون . ستأكلكم النارُ في دنياكم ، ولن تقوم لكم قائمة حتى جحائمَ الآخرةِ ، فاعقلوا وتنظفوا وتطهروا من كل لغمٍ رجيمٍ نائمٍ برؤوسكم وصدوركم ، وعودوا إلى جوهر ومعنى ورحمة الله الحقّ الباقي الذي لا يموت . ألأصنام الحديثة هي رؤوس الفتنة ، ولو أنها اكتفت بطرح فكرها للجدل والحوار فقط ، لهانَ الأمر ، لكنهم جعلوا كلامهم وفتاواهم ووصاياهم مثل المقدس الملزم للرعية ، التي من فرط جهلها كانت صدقت وتصرفت فحدث الحريق الكبير .
|